في بطولة أمم أوروبا متعة واثارة ربما لم نقف عليها في نهائيات كأس عالم سابقة.. علينا كعالم (ثالث) كروي أن نتعلم (عن بعد) فلا تمر البطولة بالنسبة لنا مرور الكرام.. ونكتفي بالفرجة والذهول.. فالمطلوب رصد كافة الشواهد والملامح الأوروبية ايجابية كانت ام سلبية.. ومن ثم تحليل النتائج تمهيداً للشروع في تقديم دراسة متكاملة ينبغي الاستفادة منها.. علينا استثمار البطولة.. ولتطال كل الاطراف المتواجدة في الساحة الرياضية من الادارة مروراً بالجهاز التدريبي والفني وجموع اللاعبين والحكام والاعلام الرياضي.. وانتهاء بالجمهور المتابع.
بالتأكيد فإن كل فرد قد خرج بعدة انطباعات واتبعها بجملة امنيات تتعلق بتحسين الوضع الرياضي.
لنتعلم عن بعد.. ونترجم ما نشاهده ونتحدث عنه بروح مفعمة وايجابية.. ونردد خلال الحدث (هذه الكورة.. وبس ونتبعها ايضا بمفردة والبقية (خرطي).
ولنعرف جيداً ان بلوغ الأعلى والأفضل لا يتحقق بالوعود والاحلام وسيل الاماني الجارفة.. ولكن من خلال التعلم وحده الذي سيكون كفيلاً بالقضاء على (الأمية) في أي مجال.
لو تحدثت عن أبرز الانطباعات والصور الجميلة التي خرجت بها من بطولة أمم أوروبا.. لقلت انها كثيرة.. ومع هذا سأورد البعض منها:
- احترام قانون التحكيم وقرارات الحكم.
- اللعب الجاد وعدم الاكثار من السقوط أرضاً وطلب العلاج (لياقة بدنية عالية).
- الاحترام المتبادل بين لاعبي المنتخبات ويتمثل هذا بروح المودة السائدة والمصافحة وتبادل (القبلات) وحتى (الفانلات) بعد نهاية كل مباراة.
- الانصراف مباشرة إلى تحية الحكام ومن ثم الجمهور.
هنا اتوقف عن الكلام المباح وأترك لبقية الزملاء مواصلة استعراض انطباعاتهم عن هذه البطولة الرائعة بكل المقاييس والمواصفات.. وسامحونا!!
بناء الشخصية الهلالية:
أشارك زميلي القدير عبدالله العجلان فيما طرحه من رأي خاص بضرورة التفكير في بناء مستقبل الهلال بعد خروجه المر هذا الموسم صفر اليدين.. ولعل خير شاهد في هذا الموضوع.. هو فريق الشباب الذي استثمر قدراته الشابة في صفوف الناشئين والشباب.. والهلال حينما فاز ببطولة المملكة لتلك المسابقتين .. عليه التروي وعدم الاستعجال في انتزاع بطولات قادمة ومن خلال التخطيط لمواسم مقبلة سيكون بمقدوره بناء وانتاج فريق كروي أكثر نضجاً وخبرة .. ويستطيع بذلك رسم صورة متكاملة للفريق الهلالي المؤهل للمنافسة والسيطرة على بطولات قادمة.. لكن عملية تجاهل أو صرف النظر في البنية التحتية واعتماد سياسة الاستعانة بلاعبين من اندية أخرى قد لا تكون ذات جدوى..
على الهلاليين العودة للوراء قليلاً للتمعن في وضع فريقهم الأقوى الزاخر بكوكبة النجوم والأكثر (تصديراً) للأندية الأخرى.. كي لا يتمادى في عملية البحث عن مصادر تمويل خارجية .. والا فما هي الفائدة والجدوى من البناء والصرف على مختلف الفرق السنية؟
سامحونا!!
اقتراح بشأن موسوعة الجزيرة:
تألق الزميل عبدالله المالكي في تقديم (موسوعة) متكاملة عن نتاج بطولات الموسم الرياضي بالحقائق والأرقام التي لا يمكن تجاهلها .. وكل ناد (عرف) نفسه و(موقفه) من الاعراب.
الجزيرة الرياضية باشراف ومتابعة (المايسترو) أخي الحبيب محمد العبدي حينما تقدم (هدية الحصاد) لتكشف عن أمور كثيرة.. وخاطئة.. من صور مقلوبة ونحوها.. وحيث لا تشير لها من قريب أو بعيد فانها تدع بذلك الفرصة للآخرين للتعرف عن كثب على (مواقع) الأندية من خلال الحقائق وحدها ولا غير.
وإن كان لي من وجهة نظر حول تلك (الموسوعة) فهي تتمثل في دعوة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتبني سياسة خاصة بمبدأ التحفيز للأندية تعتمد على حصادها نهاية كل موسم واقرار مسألة المفاضلة تبعاً لترتيبها العام في البطولات.
التربية والتعليم مع رعاية الشباب:
حيث أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب مؤخراً قراراً ينص على فتح كافة المنشآت الرياضية والشبابية بالمملكة أمام الشباب لشغل وقت الفراغ والعمل على تنمية مواهبه.. وبقدر الترحيب والحفاوة بهذا التوجيه الذي يحرص على استيعاب الطاقات الشابة بغية الاستغلال الأمثل للامكانات الكبيرة المتاحة التي بذلت الحكومة الرشيدة من اجل توفيرها لشباب الوطن ملايين الريالات .. فانه من الواجب الاشارة للمشكلة التي ينبغي حلها والتي تتمثل في الاجراءات الروتينية والنظرة الادارية التي يشوبها شيء من القصور بخصوص عدم تفعيل قرار وضع تلك المنشآت تحت تصرف الشباب مما يعرقل خطوة بناءة للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي ارادت الاسهام في رعاية شباب الوطن.
قد يتوقع البعض ان في هذا الرأي اجحافاً وربما تجنياً على مسؤولي المكاتب الرياضية في مناطق المملكة لكنها هي الحقيقة التي التزمنا الصمت حيالها في فترة سابقة وما زلت اتذكر معاناة العديد من الاندية وخاصة التي لا تمتلك مقرات نموذجية ولديها ألعاب مختلفة.. وتكاد تعجز عن تلبية طلباتها في الحصول على حصص تدريب لفرقها في المدن والملاعب الرياضية بسبب العوائق الادارية التي تقرر الرفض في نهاية المطاف.
كلنا يدرك حقيقة وأهمية انتشار المنشآت الرياضية ودورها في استقطاب الشباب.. ولعل الرؤية الايجابية لسلطات الرياضة السعودية تعيد مجدداً الكيفية والطريقة التي من خلالها تشرع فيه الابواب الموصدة لكي تبقى تلك الساحات الرياضية في خدمة شباب الوطن بدلاً من عزوفه عن ممارسة الرياضة وغيرها من هوايات متاحة وانصرافه إلى مواقع ذات خطورة عليه وعلى مجتمعه.
بالمناسبة.. فإن عملية استيعاب الشباب خاصة خلال فصل الصيف تتوجب على وزارة التربية والتعليم ان تبادر للاعلان عن خطوة مماثلة لرعاية الشباب بفتح المدن الرياضية التابعة لها امام جموع الشباب .. سامحونا!!
|