إلى جدتي التي كحلت عيني بجمال أثوابها، وقصت علي من القصص الشعبية، ما جعل مني طفلاً يطير على أجنحة الخيال.
إلى أمي، التي حصدت بمنجلها قمحنا، ومن طحينه خبزت في الطابون خبزنا، ورشت قليلا من زعتر بلادي فوق ارغفتنا لتصنع لي من المناقيش زوادة أسكت بها جوعي كلما زقزقت عصافير بطني. الى كل الأطفال العرب، أحفاد أجدادنا اليوم، وأجداد أحفادنا غداً، اليهم، وأنا أتمتع بأخبارهم، وهم يتناقلون تراثنا من جيل إلى جيل، بالفخر والاعتزاز وعلى أثوابهم يتراقص الزخرف الفلسطيني، من شجرة سرو إلى سنبلة قمح. إليهم أهدي هذه المجموعة من الكتب التراثية، ومواويلنا تترنح في حناجرهم، ممزوجة بأغاني الفرح، والمرح، والميلاد، والوطن. نعم، وعلى جبهاتهم يخط الانتماء بالاحرف العربية، لكن مع دعوة مفتوحة للمحافظة على الفكر الأصيل من ثقافتنا، مصحوبة بالتجديد المبدع.
|