في ظل الظروف والأوضاع الأمنية التي تعيشها بلادنا هذه الأيام والتي تسعى فئة ضالة مضللة فكراً وعقلاً وتصوراً وتوجها إلى زعزعة وإحداث البلبلة بين أفراده متخذين حججاً كاذبة ومتذرعين بأسباب باطلة ما أنزل الله بها من سلطان.. استحلوا دماء المسلمين وأباحوا لأنفسهم ترويع الآمنين وقتل المعاهدين، لم يردعهم خوف من الله ولم يحرك في ضمائرهم الرحمة والشفقة وهم يشاهدون أشلاء تتمزق وأخرى تحترق ودماء ودموعاً تسيل وبكاء وصراخاً وعبثوا بمقدرات الوطن وعطلوا مصالح العباد.. فأي انتماء هذا؟ وأي دين أو عقيدة أجازت أو أباحت هذا الفعل الإجرامي؟ وأي خلق أو عرف يسمح بذلك؟ ولصالح مَن يفعلون؟ إنه الغدر والخيانة لهذا الوطن الذي عشتم على أرضه وأكلتم من خيراته وتفيأتم في ظل أمنه واستقراره.. إنه الغدر والخيانة لوطن يدين بدين الإسلام ويحتكم إلى شرع خالق السماء والأرض وينتهج هدي سيِّد الأنام.. إنه الغدر والخيانة لوطن يعيش على ثراه الملايين من ذوي اللغات المختلفة ومختلف الأجناس والألوان والأقطار والأمصار كفلت لهم الحقوق وأعطيت لهم العهود في ظل تعاليم الإسلام، والبعض منهم اعتنق دين الإسلام لما لمس سماحته وشموليته وعدله حتى مع غير المسلمين..
إن ما تعرضت له بلادنا من عمليات إرهاب وترهيب وتخريب وتدمير وقتل وترويع وعلى يدي أبنائها المجرمين الذين استغلوهم أعداء الداخل والخارج ما بين مشجع ومؤيِّد ليمارسوا هذه الأفعال المشينة التي تحرِّمها جميع الأديان السماوية وتنبذها كل القيم والمبادئ الإنسانية ليؤكِّد شناعة الجرم والفعل وخطأ التصور والتوجه. وإلا كيف يبيح هؤلاء المجرمون لأنفسهم قتل المواطنين واستهداف رجال الأمن الذين هم أبناؤنا ويسهرون على راحة أمننا واستقرارنا؟! وإلا كيف يجيز هؤلاء قتل المعاهدين وترويع ذويهم؟! وإلا كيف يرضوا بتخريب مصالح العباد والبلاد؟! فمن أين اقتسبوا هذا العلم الذي ضلت به عقولهم وأضلوا به نفراً كثيراً؟! وإذا كان الإسلام بعدله وسماحته حتى في الحروب التي يحق بها الحق ويبطل الباطل وينصر المظلوم حرَّم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتخريب الدور وإحراق الأشجار فكيف بمن أشهر السلاح في وجوه حراس الأمن غدراً وخيانة؟ وكيف بمن نسف البنايات على مَن فيها؟ وأين هؤلاء من وصية أبي بكر رضي الله عنه لقائد جيشه يزيد بن أبي سفيان: إني موصيك بخصال (لا تغدر ولا تمثِّل ولا تقتل هرماً ولا امرأةً ولا وليداً ولا تعقرن شاةً ولا بعيراً إلا ما أكلتم، ولا تحرقن نخلاً ولا تخربن عامراً ولا تغل ولا تجيز). الله أكبر ما أعظمها من وصية نطقت من قلب تقي نقي يخشى الله ويخافه، فلم يؤجِّج قائد جيشه بما يتعارض مع تعاليم الإسلام ونصوص الشريعة.
فأين أنتم يا سفكة الدماء من هذه الوصية العظيمة والتوجيهات الإسلامية، ولماذا لم تأخذوا بها وتجعلوها نبراساً وسراجاً يضيء لكم طريق الظلام الذي تسلكونه؟ فيا سفكة الدماء أمَا حان الوقت أن تتوبوا إلى الله وتقلعوا عن أفعالكم المشينة التي تغضب المولى عزَّ وجلَّ وتستفيدوا من الفرصة التي منحكم إياها ولاة الأمر للعودة للرشد لتكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعكم وأمتكم.. فيا أصحاب العقول الضالة إن ما تقومون به أضر بالإسلام ونفع أعداءه وخصوصاً في هذا الوقت الذي يواجه فيه الإسلام حرباً صليبية معلنة وفي عقر داره.. فيا أصحاب الفكر المسموم كل المجتمع بشرائحه وفئاته يشجب أفعالكم وينبذ أعمالكم ويدعو عليكم بالويل والثبور وكل أنواع الشرور..
استغلوا الفرصة السانحة وعودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى ربكم فوالله لقد سلكتم طريق شياطين الإنس الذين غرروا بكم وشجعوكم وهم بعيدون عنكم.
|