تتسابق المشاعر وتنتهج الكلمات في رسالتي هذه نهجاً مغايراً غير الذي ألفته سطور أوراقي وأحبار اقلامي تنتهجها اليوم نهج الفرحة التي تشع أنوارها في عباراتي، معرباً لك عن أسمى وأجمل آيات التبريكات والتهاني بمناسبة نجاحك وحصولك على شهادة الثانوية العامة.
أخي العزيز: لست أبالغ إذا قلت إن سعادتي اليوم بنجاحك هي سعادة بلا حدود، ذلك أنك ابن من أبناء هذا الوطن ومعقد آمالها وصانع غدها وباني مستقبلها ولبنة جديدة ستضاف إلى مسيرة الخير والنماء في وطننا المعطاء.
أخي العزيز: سلامي وتحياتي لأسرتك الكريمة حيث كان نجاحك تتويجاً لجهود كبيرة بذلوها عبر سنوات تحصيلك الدراسي، فها هي الأيام تتحدث بلغة الارقام وتتغنى بألحان الحروف فتجعل من السنوات لحظات ومن الزمان ومضات وتضع بأقدامها الواثبة علامات سعي حثيث كلله وباركته الدعوات.
أخي العزيز: في هذا اليوم وأنت على مفترق الطرق أود أن أضع بين يديك بعض النصائح والتوجهات كدليل عمل تثير فيك بعض المعاني التي تكسبك الاستعداد المتميز لمرحلتك المقبلة وأوجزها في النقاط التالية:
* وطِّن نفسك وجنِّد جميع قواك لاكتساب العلم النافع، والمساهمة في نشره بين أبناء وطنك، فإن لك في ذلك أعظم الشرف وأسمى الفخار.
* أدرك قيمة الوقت، فالحياة مهما طالت قصيرة وتمر مر السحاب وما مضى منه لا يعود ولا يعوض، فاستثمره في النافع لك ولبلادك.
* صاحب الأخيار الصالحين في مرحلتك المقبلة، فإن صحبتهم تجلب لك النفع والفائدة والرفعة والعلو، كن خلف قيادتك ولا تلتفت لفحيح الافاعي حولك، الذين يحاولون يائسين النيل من مقدرات وطنك الذي عشت فوق أرضه، وتنفست هواءه، وتفيأت بظل حنانه، لتكن طموحاتك بلا حدود. واعلم أن المرء لا تذل له الصعاب إلا إذا أذل لها نفسه ولا تتحقق له الأماني إلا إذا بذل في سبيله جهده، ولا يفوز بما يريد إلا إذا جد واجتهد لتفكر كثيراً قبل أن تختار الجامعة التي تنشدها، والأهداف التي تصبو إلى تحقيقها مراعياً تقوى الله في كل ما تعمل.
احرص كل الحرص على الإحسان إلى الناس والتمسك بمكارم الأخلاق وآداب ديننا الحنيف: لأنك بذلك ترضي ربك، وتنال الخيرات، وتنهال عليك البركات. أعلم جيداً أن بلادك في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين أدام الله عزها ومجدها لا تدخر سبيلاً لتأمين مستقبلك وتوفير المقومات الرئيسية للحياة الكريمة التي تريدها أنت على أرض الواقع فلا تيأس وتوقع الخير في مستقبلك. وفي النهاية أبارك لك فرحة النجاح، وأقول لك: إن مرحلة جديدة من حياتك تناديك فاستعد لها.
وأخيراً لا يسعني وأنا أضع يدي عن شباة القلم إلا أن أسأل الله أن يجعلك مباركاً وموفقاً أينما كنت، وأن يقر أعين والديك بصلاحك وفلاحك وبرك وأن تكون مصدر خير وفخر لكل مواطن، وأن يحفظك وينير على دروب الخير خطاك.
|