Wednesday 30th June,200411598العددالاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

المعلم بين المادة العلمية وطريقة التدريس المعلم بين المادة العلمية وطريقة التدريس
محمد حمد الخزيم

قد يمتلك شخص ما الكثير من موضوع معين ولكن قد لا يملك التعبير أوالقدرة علىإيصال ما يريده عن هذا الموضوع للآخرين، وقد يمتلك شخص آخر القليل من هذا الموضوع وتكون لديه القدرة على إيصال ما لديه بكل سهولة ووضوح، وهذا ما ينطبق على المعلم والمادة العلمية في مجال تخصصه، لذا قد يكون متمكناً من المادة العلمية، وقد يستفيد من ذلك التخصص للقيام ببحوث أو إحصاء أو أعمال أخرى ولكن قد يفشل في إيصال ما لديه من معلومات للمتعلمين، وبما أن تمكّن المعلم من المادة العلمية يعتمد في جزء كبير على مقدار ما تعلم ومدى اكتسابه لعلم ذلك التخصص، وقد لا تحصل الموهبة في ذلك على الجزء الكبير، وهذا قد يمتلكه أي شخص بمقدار ما بذله من جهد في اكتساب علم تلك المادة، أما توصيل هذا العلم للآخرين فليس لأي شخص القدرة على ذلك بمقدار ما تعلم فقط، فهي لا تعتمد على العلم بل الموهبة والعلم معا يكملان بعضهما في عملية التعليم وهذا لا يعني مهما كان أن نصنف أشخاصا على أنهم خلقوا على أنهم معلمون بحيث يكون الآخرون غير مؤهلين لذلك، حيث قد تكون الموهبة لدى كثير من المعلمين الذين لديهم قصور في طرق التعليم والتعلم إلا أنها لم تستخدم لعدم وجود تلك الموهبة ولم تستغل بالطرق الصحيحة، بل إن تنميتها للتدريس لا تقل أهمية عن أهمية المادة العلمية لدى المعلم، ولقد أصبح القول المشهور (التدريس حرفة من لا حرفة له) نوعاً من الخرافة التي لا تنم إلا عن عدم فهم حقيقي لدور المعلم في العملية التربوية التعليمية، فالفرق كبير بين المهنة والحرفة فالحرفة يستطيع القيام بها أي شخص من خلال المحاولة والخطأ أي بمعنى أنه من خلال المحاولة والخطأ يجيد الحرفي حرفته.
أما المهنة فهي لا تنقاد إلى صاحبها إلا بشروط وعليه يكون التدريس مهنة وليس حرفة، فليس كل من درس علم الرياضيات أصبح معلماً للرياضيات ماهراً فالدراسة العلمية شرط ضروري وأساسي لكنه غير كاف، فالموهبة والعلم مكملان لبعضهما، فالتدريس فن وعلم معاً فهو علم له أصوله ومبادئه ونظرياته، كما أن دراسة فن التدريس لا تجعل من المعلم معلماً جيداً بل يحتاج الأمر إلى الموهبة والتدريب المركز والمنظم المستمر.
وهذا ما يدفعنا إلى أهمية تعليم طرق التدريس حيث لا تكفي المادة العلمية، ويجب محاولة تنمية المواهب والتي من خلالها يمكن للمعلم أن يبدع في طريقة التعليم والتعلم ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم المعلمين إلى أربع فئات:
- معلم لا يجيد طريقة التدريس ولا يدري أنه لا يجيد طريقة التدريس، وهذا المعلم قد لا يحقق الهدف الذي يريد الوصول إليه وإن كان لديه المادة العلمية فهي لا تكفي، لهذا يجب إبلاغه بلباقة بأن لديه قصورا في إيصال المعلومة وإقناعه بذلك، والخطوة الثانية توضيح الكيفية التي يجب أن يكون عليها.
- معلم لا يجيد طريقة التدريس ويدري أنه لا يجيد طريقة التدريس فهذا المعلم أفضل من سابقه فهو يحتل المرتبة قبل الأخيرة، وقد يكون علمه بأنه لا يجيد طريقة التدريس هو الخطوة الأولى للحل، فهو بحاجة إلى الكيفية (الطريقة) التي يجب أن يدرس بها.
- معلم يجيد طريقة التدريس ولا يدري أنه يجيد طريقة التدريس ويأتي بالمرتبة الثالثة فهو لا خطر عليه لكن يجب إبلاغه بأن طريقته صحيحة وذلك حتى يضمن الاستمرار على ذلك.
- معلم يجيد طريقة التدريس ويدري أنه يجيد طريقة التدريس فيأتي بالمرتبة الأولى فهو المعلم المتميز والذي يجب الاستفادة منه من خلال تبادل الزيارات مع المعلمين الآخرين.

(*)مشرف تربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل
مركز الإشراف التربوي بالحائط


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved