حلمٌ كأنفاسِ الشّذى يتجدَّدُ
نسقيهِ من شَغَفِ التّوهج بسمةً
ويبثّ في أعماقنا من وحيهِ
ويشعّ في آفاقِنا من هديه
ونجيءُ يحفِزُنَا لطيبِ نواها
عقدتْ على نيل التّفوق بيعةً
ومضتْ وليس سبيلُها إلا العلا
ورأتْ بأنّ المجدَ لا يرقى له
فغدتْ لهُ لتَنَاله وتُنيلَه
تُعلي البناءَ بفكرها وبجهدها
وتقيمُ من قيمِ الحياة منارةً
تستقبلُ الدّنيا بوجهٍ مشرقٍ
لا تستطيلُ بسعيها أو كسْبِها
ولشدَّ ما يؤذي متى ما أسرفتْ
أو جاوزتْ حدّ العفافِ مقالةٌ
قممُ التّفوق والنبوغِ سَمَتْ على
ولربّما اشتدّ الزمانُ ورابها
ليست تلينُ ولا تبارِحُ رتبةً
وتظلّ تصعد في الحياة إلى غدٍ
ترنو الصّقورُ إلى علوّ مكانها
وترى النّسائمَ في البكور عرائسا
ويذوب عطرٌ في الزهور توددا
لكنّه خلقُ التّفوق وحده
يسمو الزمان به ويحلو الموعدِ
بيضاءَ لا تخبُو ولا تتردّد
أملاً فيغمرُنا الرجاءُ ونُصْعِد
ألقَا نسير به ويعلو المقْصِد
هذي الوجوه النيرات ويحفد
فوفتْ ببيعتها وجلّ المعْقِدُ
والناسُ تلهو عن سناهُ وتقْعُد
إلا الأعزُّ من الرِّجال الأمجدُ
وطنا على أفق السّنا يتمدد
وتبثّ من حِكم النُّهى ما يُحمد
يمضي بها الساري ويزكو المُرشِد
وتسيرُ للأخرى بزادٍ يُسعد
او تستقلّ عطاءَ ساعٍ يَجهد
نفسٌ وغلّتْ في مكاسِبها يدُ
وطغى على أفق الصفاءِ تمرّد
عَرَضٍ يؤخِّر أو متاعٍ يُفسد
ريبٌ وحاق بها نهارٌ أسود
عليا ولكنْ تستقيمُ وتصمدُ
أحلى ويحسنُ في صنائعها غد
وعلوّ همّتها ويسمو المَشْهَد
قد شفّهن إلى التّفوق مورد
لو كان يكفي للنجاح تودد
سرُّ الحياة ونبضُها المتجدِّد