الحمد لله رب العالمين، القائل: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة)، أما بعد:
فإن المساجد هي بيوت الله في أرضه، وهي مأوى أفئدة المسلمين، فيزدادون بالالتقاء بها ترابطاً ومحبة وألفة، وتشيع بينهم المودة والرحمة، والتكافل والتعاطف، وفي سبيل تحقيق هذه الفوائد وغيرها حث الله على عمارة المساجد مما جعل المسلمين يتسابقون إلى عمارتها العمارة اللائقة بها حسياً ومعنوياً. ومن هذا المنطلق ومنذ بداية عهد مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام/ محمد بن سعود - يرحمه الله - والذي بدأ باتفاق الدرعية التاريخي بينه وبين الإمام المجدد الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب - يرحمه الله - أولت حكومة هذه البلاد المساجد اهتماماً ورعاية لا مثيل لها، وزاد هذا الاهتمام بعد توحيد هذه البلاد على يد الموحد الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - يرحمه الله - إذ سخرت الدولة جميع إمكانياتها لخدمة الإسلام والمسلمين، ومن ذلك المساجد، منطلقة في ذلك من السياسة الثابتة للمملكة القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك / فهد بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - حظيت بيوت الله باهتمام خاص منه إذ شهد الحرمان الشريفان في عهده أكبر توسعة لهما في تاريخهما الطويل. وشهدت المساجد والمراكز الإسلامية في عهده الميمون نقلة كبيرة لا مثيل لها كماً وكيفاً، حتى بلغ عددها أكثر من (000.50) خمسين ألف مسجد في داخل المملكة وخارجها.
وقد كان لمنطقة حائل نصيب مبارك من هذا الاهتمام، ولعل خير شاهد ما نراه اليوم من افتتاح هذا الصرح الشامخ - جامع خادم الحرمين الشريفين - والذي يتشرف كل مواطن ومقيم وزائر لهذه المنطقة أن يشهد حفل افتتاحه، والذي يدل دلالة واضحة وأكيدة على ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومتهم الرشيدة، من عناية واهتمام ببيوت الله تعالى. ولقد تمثل لنا اهتمام ولاة الأمر وفقهم الله في المتابعة المستمرة لمراحل إنشاء الجامع والوقوف على أرض الواقع من قبل صاحب السمو الملكي الأمير/ سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ومن قبل سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وكذلك في الاتصالات المتكررة والسؤال الدائم من قبل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صاحب المعالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ - يحفظه الله - والذي جعل من أبرز اهتماماته خدمة بيوت الله تعالى، فأولاها من الرعاية والاهتمام ما لا نستطيع ذكره في هذه العجالة القصيرة، وما حضور معاليه، وحضور وكلاء الوزارة، ومديري عموم الفروع بالمملكة بتوجيه من معاليه، لافتتاح جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة حائل، ورعايته للفعاليات المصاحبة لحفل الافتتاح، إلا دليل واضح على اهتمامات معاليه وفقه الله.
كما أنني لا أنسى من كان له الفضل - بعد الله - في متابعة تنفيذ هذا المشروع أولاً بأول، موجهاً ومتابعاً ومعيناً، ألا وهو مدير عام فرع الوزارة بمنطقة حائل صاحب الفضيلة الشيخ/ عبدالله بن صالح الحماد - وفقه الله - والذي مهما تكلمت عنه وعن جهوده فلن أوفيه حقه.
ختاماً أسأل الله عز وجل أن يجعل ما قدمه ويقدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم مادي ومعنوي لخدمة الإسلام والمسلمين في ميزان أعماله الصالحة، كما أسأله أن يحفظ لبلاد الحرمين الشريفين أمنها وإيمانها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادتها الرشيدة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دحيم راشد مقرن الشبرمي
المشرف على مكتب الأوقاف والدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ورئيس مكتب الإشراف الخيري لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة سميراء |