* أبها - عبدالله الهاجري -عائض الشهراني - النماص - ناصر الشهري- جدة - خالد صالح الفاضلي:
انضم المطلوب عثمان مرضي آل مقبول العمري المدرج على قائمة الـ26 مطلوباً الى قائمة العقلاء التائبين الذين عادوا الى جادة الصواب والحق، وسلم نفسه للأجهزة الأمنية وبذلك يكون المطلوب عثمان العمري ثاني شخص يبادر الى تسليم نفسه عقب المطلوب صعبان الشهري منذ العفو الذي منحته حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وعلمت (الجزيرة) ان المطلوب العمري سلم نفسه في منطقة حلباء بني عمرو جنوب المملكة وتم ترحيله الى مدينة جدة لبدء التحقيق معه.
وكان العمري وفي صبيحة أمس الأول الاثنين وفي تمام السادسة صباحاً ذهب لمنزله الكائن في قرية الشيارق بمركز السرح 250كم2 شمال مدينة أبها وطرق باب منزلهم ولكن بدون أي اجابة ليعاود طرق النافذة والخاصة بغرفة والدته والتي لم تصدق الأمر وتوقعت نفسها في حلم.. فتحت باب المنزل وهي تحسس نفسها للتأكد مرات أخرى من حقيقة الأمر.. أيقظت من في المنزل جميعاً وهم زوجة عثمان وأبناؤه وأبلغتهم بالامر وهبوا جميعاً إلى باب المنزل وفتحوا الباب ليتحققوا بأن الواقف هو عثمان العمري المطلوب للجهات الأمنية. هنا وفي هذه اللحظة اختلط البكاء بالفرح والسرور بالحزن لأسباب عدة منها رجوع ابيهم وعودته لجادة الحق وبعد انتسابه للفئة الضالة المروعة لأمن هذه البلاد. استمر الجميع في المنزل حتى التاسعة صباحاً ثم انتقل العمري إلى جدة على بعد 700 كيلو متر بموافقة السلطات الامنية ورافقه ضابط برتبة عقيد في حرس الحدود يرتبط بصلة قرابة مع عثمان العمري.
أما المطلوب عثمان العمري فقد قال للجزيرة «إنه سعيد بالعفو وأشكر حكومتنا الرشيدة على هذا العفو».
وقال أنه اختار الاعتماد على (أمان الملك وولي العهد) للخروج من قائمة المطلوبين أمنياً وتسليم نفسه للسلطات الأمنية..وشدد عثمان العمري على أن العفو الملكي وظهور ولي العهد ناقلاً لخطاب العفو كان بمثابة انسكاب الماء على النار (بحسب وصفه)، داعياً رجال المال والعلم ورؤساء القبائل وحتى المواطنين للتشارك في إعلان مساندتهم لتحمل تكاليف الحقوق الخاصة (في اشارة منه إلى استبدال أحكام القصاص بديات نقدية يتشارك الجميع في دفعها).
من جانبها أبدت والدة وزوجة وابناء عثمان هادي العمري للجهات الأمنية أمس الاثنين سرورهم وابتهاجهم بالخبر السعيد بتسليم عثمان نفسه للجهات الأمنية بعد ان ظل متختفيا عنهم لمدة تزيد على سنتين تقريباً.
وقال ابناء عثمان: سعيد ، سعد، فارس، ولبنى، وقد ساد الفرح محياهم:
إن عودة والدهم الى جادة الصواب وتسليم نفسه امر مهم جداً خاصة انه كان ضمن المطلوبين للجهات الأمنية، مضيفين: أن في خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي ألقاه سمو ولي العهد الأثر البالغ في انفسنا وتمنينا ان ينتهز والدنا هذه الفرصة وهذا ما تحقق ولله الحمد، مطالبين جميع المطلوبين بأن يعودوا إلى رشدهم مستغلين هذه الفرصة الحقيقية التي أتت بمبادرة من حكومتنا الرشيدة
اما والدته وزوجته فرحبتا بهذا الخبر ودعتا الله أن يحفظ بلادنا من شر الاشرار ومن ضلال المضلين وأضافتا:
عودة عثمان الى دينه ووطنه امر مفرح وسعيد لنا خاصة بعد أن عانينا في غيابه نظرات الناس واستحقارهم لنا باعتبارنا نمثل اقارب احد الذين روعوا هذه البلاد الآمنة، وقالتا:
كنا ندعو الله في صلاتنا أن يهدي عثمان وان يكون ضمن التائبين العائدين الى وطنهم ودعونا الله اكثر بعد سماعنا مكرمة قيادتنا الرشيدة والحمد لله الذي استجاب لدعائنا وحقق امنيتنا في عودة عثمان الى الحق ومازلنا ندعو الله ان يحفظ لنا هذه البلاد الطاهرة مصدر الأمان والاستقرار.
من جانبه عبر الشيخ عبدالله بن جاري شيخ قبائل بني عمر عن سعادته وسروره بتسليم العمري وقال للجزيرة بحثنا عن عثمان في كل مكان بمركز السرح مسقط رأسه خوفاً من أن يتنكر او يتخفى وقد أبلغنا اهله واقاربه بضرورة التعاون مع الجهات الأمنية وقد كانوا فعلاً عند حسن الظن.
وكانت (الجزيرة) قد تجولت بقرية الشبارق بمركز السرح واستطلعت آراء الكثير من أقاربه وأبناء جماعته وكانت تأكيدهم جميعاً بأن عودة عثمان هي الخطوة الصحيحة في التكفير عن ذنوبه. وأضافوا بأننا جميعاً كنا نبحث عنه في وقت اختفائه ولكن دون جدوى حتى تفاجأنا بوجوده بيننا يوم أمس.
وقالوا.. هذه هي الفرصة الحقيقية أمام جميع المطلوبين ليعودوا إلى وطنهم بعيداً عن الارهاب وويلاته والدمار وآثاره وحتى نعيش جميعاً في مملكة الأمن والأمان دون أي خوف.
وفي ذات السياق تحدث ل (الجزيرة) الشيخ مشرف بن عبد الله بن سكوت العمري قائلاً: لقد اسعدني جداً خبر قيام المطلوب عثمان بن هادي آل مقبول العمري بتسليم نفسه للسلطات الأمنية وذلك استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين التي كان لها بالتأكيد دور في قيام المذكور بتسليم نفسه وهذا يدل دلالة قاطعة على أن لدعوات ولاة أمور بلادنا صدى كبيراً بين المواطنين وكذا عند المطلوبين وان الثقة لا زالت وسوف تظل وثيقة بين المواطن وولاة الأمر.
كما أضاف رئيس مركز السرح عبد العزيز بن مشبب بن جرمان الأسمري وقال ان سعادتي كبيرة عند سماعي خبر تسليم عثمان العمري نفسه وكذلك سعدت بخبر تسليم المطلوب صعبان الشهري قبل مدة قصيرة وهذه فاتحة خير على عثمان الذي كان مختفياً طوال هذه الفترة والذي احسن صنعاً بالاستفادة من خطاب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وما تضمنه من عفو لمن سلم نفسه خلال شهر وانني ادعو كل مطلوب بالاسراع بتسليم نفسه حتى ينال العفو من ولاة الأمر ويستفيد من الوقت الممنوح فالوقت يجري ولم تعد هناك فائدة من التواري والهروب.
وكان عثمان العمري أحد الموجودين على قائمة المطلوبين الـ19 المعلنة يوم 7 مايو 2003، كان مختفيا قبل اعلان القائمة مع ثلاثة أشخاص آخرين هم:
حامد شيبان، (تم القبض عليه قبل اعلان القائمة واختفى الثلاثة بعدها)، ومحمد عثمان الوليدي الشهري (من المشاركين في التفجيرات وصعبان الشهري (مطلوب أمني غير مصنف ضمن القائمة، استسلم للسلطات الأمنية في جنوب السعودية قبل عدة أيام )
وقد عمل في السلك العسكري بمدينة الطائف على رتبة وكيل رقيب ليفصل منها ليتوظف في محكمة النماص ثم اشتغل في التجارة وفي بيع الفواكه والخضار بمحافظة النماص.
لم يغادر محافظة النماص وانما كان يتنقل في الجبال الوعرة وبين المراكز ليلاً.
وكان يقوم بشراء حوائجه من عدد من المحلات وكان يهتم بشراء الصحف اليومية.
كما كان يتابع الأخبار عبر الاذاعة حيث كان يحمل معه راديو بشكل دائم.
|