Wednesday 30th June,200411598العددالاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
العراق.. كيف هو مستقبله؟
عبد الرحمن بن سعد السماري

** ما يجري على أرض العراق اليوم.. يدمي قلب كل عربي وكل مسلم.. وكل إنسان يحمل قلباً وعقلاً..
** مذابح يومية.. وانفجارات.. ودماء.. وأشلاء.. وجرحى.. وحوادث بالجملة..
** وفي يوم واحد.. وصل عدد القتلى.. حوالي المائة.. وعدد المصابين إلى حوالي خمسمائة ولك أن تتخيِّل.. كم عدد الذين ترملوا وتيتموا وضاعوا خلال هذا اليوم؟.
** وكم من الخسائر حصلت بهذه الدوامة من العنف والقتل والدمار والضياع والفوضى التي لا حدود لها؟
** إن هناك من يعقد مقارنات اليوم.. بين وضع العراق تحت قيادة الدكتاتور السابق صدام حسين.. وهذا الإنسان معروف بشراسته ودمويته وعنفه.. وبين ذلك الوضع الفوضوي اليوم.
** لا شك أن وضع العراق تحت يد هذا الدكتاتور المجرم المتسلِّط الشرس.. أفضل بكثير من وضعه اليوم.. ووضع العراقيين في زمن المجرم صدام.. أفضل بكثير من وضعه اليوم.
** كان هناك قبل سنة.. من يصفق لسقوط نظام الحكم في بغداد.. والكثير كانوا معه.. لأن الجميع.. انكوى بنيران وشراسة وظلم صدام.. ذلك الإنسان الذي لا يعرف العهد ولا الصدق ولا الخلق ولا الإنسانية.. حياته كلها عنف ودماء.. لكن هؤلاء اليوم.. صاروا يعيدون حساباتهم ويراجعون أوراقهم ويتساءلون عن مستقبل العراق.
** لا شك أنه مستقبل غامض.. ويزداد سوءاً.. يوماً بعد آخر.. ويزداد ظلامية وسوداوية.. ويحمل مستقبلاً قاتماً لا يعلمه.. إلا الله وحده جلَّت قدرته.
** الذين يتابعون وضع العراق اليوم.. ووضع الصومال أمس.. ووضع أفغانستان أول أمس.. ووضع بلدان أخرى.. لا شك أنهم سيدركون قيمة الأمن ويتمنون من العراقيين لو أعادوا حساباتهم مع تسليم السلطة لهم وأوقفوا هذه التفجيرات..
** كم قتل من الصوماليين بعد سقوط سياد بري؟ وكيف صار وضع البلد بعد سقوط نظامه؟
** ما زال الصومال حتى اليوم.. فوضى واحتراباً وفقراً وجوعاً ومرضاً وضياعاً.
** أما أفغانستان.. فالوضع فيها أسوأ بمراحل.. ففوق كل ما ذكرناه في الصومال.. صارت أفغانستان ملاذاً للعصابات والإرهاب والإرهابيين.. وصارت وكراً وجحوراً للمفسدين في الأرض.
** العراق اليوم.. في وضع مختلف للغاية.. وضع يدعو للألم والحسرة والمرارة..
** يدعو للقلق.. من أن يكون صومالاً أو أفغانستاناً أخرى ما لم يتحد الجميع ويقف مع النظام ومع الحكم الجديد بانتظار إجراء الانتخابات بعد شهور..
** لقد جرَّب الأفغان والصوماليون.. وحتى اللبنانيون وغيرهم.. حياة الفوضى والدمار.. وبعدها.. قبلوا بأي شيء.. وبكل شيء.. وبأي حكومة كانت..
** الأمن والأمان.. لا يعدله شيء.. فلا رخاء ولا تنمية ولا عيش.. ولا حتى أداء عبادات وشعائر شرعية.. إلا بالأمن..
** هل يستطيع غير الآمن.. أن يصلي في المسجد؟
** وهل يستطيع أن يخرج حتى من بيته لقضاء حوائجه؟
** لا مدارس.. ولا معاهد.. ولا مصانع.. ولا مزارع.. ولا حياة هادئة.. ولا استقرار.. ولا مستشفيات.. ولا شيء أبداً.. يقال عنه.. إنه حياة.
** هل أدركتم.. مساوئ الفوضى وضياع الحكم؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved