Wednesday 30th June,200411598العددالاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الحكم الوطني بالعراق ووقف تجاوزات قوات الاحتلال
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لايملك أي مواطن عربي خياراً إلا خيار تهنئة الشعب العراقي على نقل السلطة من المحتلين الأمريكيين والبريطانيين ومن معهم إلى العراقيين.
صحيح أن تسلم السلطة لا يعني أن العراق استعاد سيادته الوطنية، ولكنه يعد البداية الواجبة لاستعادة السيادة.
وصحيح أن الرئاسة والحكومة العراقيتين لم ينتخب أعضاؤهما، بل اختيروا من قبل أعضاء مجلس الحكم السابق الذي كان مختاراً من المحتلين السابقين. ولكن من تابع اختيار الرئيس العراقي بالذات يدرك كيف فرضه (ممثلو الشعب العراقي) - يمكن إطلاق هذا المصطلح مجازاً - على أعضاء مجلس الحكم العراقي؛ كونهم يمثلون إلى حد كبير أطياف الشعب العراقي وأحزابه.
نعود إلى اختيار الرئيس العراقي، وكيف فرض أعضاء مجلس الحكم الشيخ غازي عجيل الياور رئيساً للعراق، وهو ما حظي بتقدير الشعب العراقي وتأييده. كما أن اختيار رئيس الحكومة إياد علاوي يعدّ بكل المقاييس مناسباً ومتوافقاً مع طبيعة الظروف التي يمر بها العراق الآن؛ فالسيد علاوي سياسي متمرّس، ويستند إلى تنظيم سياسي إلى حدٍ ما يعتبر تنظيماً شعبياً، كما أنه الشخص الأكثر تأهيلاً وقبولاً من جميع أعضاء مجلس الحكم السابق الذي يستطيع أن يمدّ جسور التعاون مع أفراد المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخبارية التي كانت تعمل مع النظام السابق؛ مما يساعده على اختيار العناصر التي لم تتورّط في الأعمال القذرة التي ارتكبتها بعض العناصر من هذه المؤسسات؛ وهذا سيساعد كثيراً في إعادة الأمن إلى العراق، ويعالج المشكلة التي صنعها المحتلون بتسريح أفراد الجيش العراقي وأفراد الأمن والمخابرات.
إعادة الأمن إلى العراق وإنهاء الإرهاب تعد المهمة الأولى التي يسعى علاوي إلى إنجازها، وهي مهمة تتطلب تعاوناً جاداً وصادقاً من جميع العراقيين وغير العراقيين، وخاصة قوات (التحالف) التي بقيت في العراق؛ إذ إن استمرار هذه القوات في الضرب العشوائي، وانتهاك حرية العراقيين، واستهداف ما يسمى الأهداف المعادية دون تفريق بين ما هو مدني وما هو إرهابي، يجعل نزيف الدم يتواصل من قبل الأبرياء؛ مما يزيد النقمة عند الشعب العراقي ويدفعه لعداء حكومته.
كما أن الحقائق التي تكشفت عن تعذيب العراقيين من قبل سجانيهم الأمريكيين في سجن أبو غريب وغيرهم، تفرض على الحكومة العراقية الجديدة أن تعالج هذه القضية، وأن تمنع تكرارها، سواء من قبل أفراد قوات التحالف أو عناصر الشرطة العراقية.
الياور وعلاوي يعرفان جيداً أن جرائم التعذيب والأفعال الأخرى التي ارتكبها جنود الاحتلال تعد نتيجة طبيعية لعدم وجود مراقبة ميدانية فعالة على ما تقوم به القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها من القوات، ولهذا وبوجود (سلطة وطنية) فإن من الضروري تشديد الرقابة على القوات الأجنبية التي يفترض أن تكون خاضعة للأمم المتحدة، وهذا يتطلب التفكير جدياً في عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، بمشاركة جميع القوى السياسية العراقية والدول المجاورة وأعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين؛ لتسريع عودة الأوضاع الطبيعية للعراق، وإشراك الجميع في مسؤولية هذه العودة التي يتمنى محبو العراق تحقيقها سريعاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved