Wednesday 30th June,200411598العددالاربعاء 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

في دويتو (الحب الحقيقي).. العصفور يتمايل طرباً في دويتو (الحب الحقيقي).. العصفور يتمايل طرباً
عبدالمجيد عبدالله يخرج راشد الماجد من مأزق عاطفي!!
كلمات جميلة.. وعبدالمجيد يتفوق.. وقصة مؤلمة!!

* رؤية وتحليل: علي العبدالله:
استطاعت الشاعرة الإماراتية (مطلع الشمس) أن تجمع الفنانين (عبدالمجيد عبدالله) و(راشد الماجد) لغناء قصيدة أقل ما يُقال عنها انها رائعة لاحتوائها على جمل شعرية راقية، تزخر بالخيال الخصب.. والغريب في هذا الدويتو انه لم يضم صوتا نسائيا بل جمع صوتين رجاليين لم يخطر على بال أحد ان يجتمعا في أغنية واحدة.
فكرة الدويتو
أحيانا نجد صعوبة في التعبير عن أحداث تمر في حياتنا اليومية من شأنها أن تُحدث تصدعات فكرية وعاطفية لنا خصوصا عندما نصطدم بأقرب وأعز الناس، لذا قدمت الشاعرة (مطلع الشمس) فكرة القصيدة بتسلسل شعري كان عنوانه التشويق المتصاعد الذي حرك مشاعر مستمعي هذه الأغنية، والدليل الاتصالات العديدة التي انهالت على محلات الأشرطة الغنائية من قبل الجماهير مستفسرة عن النسخة الأصلية لهذا العمل.
يا صاحبي
بدأت الأغنية بسؤال استفهامي من قبل شخص يستفسر عن حال صاحبه، وما طرأ عليه من تغيرات جعلته يختار العزلة والجلوس وحده، طالبا منه ان يصارحه ويخبره عما يعانيه كي يتسنى له مشاركته همومه و(زعله).
ليجاوبه هذا الصديق والحزن - على قلبه - بأنه لا يستطيع أن يبوح بما لديه من هموم خوفا من ان يؤدي ذلك لخسارة الحبيب أو الصديق.
في المقطع الثاني من الأغنية يعود الفنان (عبدالمجيد عبدالله) ليتساءل بحسرة عن السر الذي يخفيه صاحبه عنه مطمئنا إياه بعبارة جميلة قائلاً: (ما عاش من يخسر غلاك بسهولة)، مما جعل صاحبه يطمئن قليلا فيسترسل بسرد حكاية المعاناة، حيث ان من يحبان تلاعب في مشاعرهما دون علمهما بالأمر!!
وهنا برزت في كلمات الأغنية أحداث مشوقة، ومثيرة متسلسلة بشكل منطقي؛ لأن آذان المستمعين كانت متعطشة لسماع السر الذي كان يخفيه عن صاحبه.
بعد هذه الصدمة - يبدأ الاثنان (عبدالمجيد وراشد) بالتحسر على حالتهما فيقول أحدهما للآخر: إن الحب الذي كان يصلني وبنفس الأشواق والمشاعر والاحاسيس كان يصلك من قبل شخصية طبعها الغدر والخيانة.. ولا تحمل في قلبها أي مشاعر صادقة.. وقد أجادت دورها التمثيلي.. ولم نشعر بذلك إلا بعد فوات الأوان.
ثم يتداركان هذه الصدمة ويؤكدان في نهاية الأغنية ان ما يجمعهما هو حب حقيقي بني على أساس متين ومن الصعوبة تفريق شملهما.
الشعر والدراما
يُعتبر الشعر من فنون الأدب، وهذا ما لاحظناه في كلمات الأغنية التي كانت معبرة ومؤثرة جدا.. مما جعلها قريبة لقلوب المستمعين لما احتوته من صراع درامي حقيقي بين صديقين.. وذلك بحوار قوي.. وسيناريو من صنع خيال المستمع.
الألحان
معظم القصائد التي كتبتها (مطلع الشمس) ولحنها الإماراتي (فايز السعيد) لاقت نجاحا كبيرا ومنها أغنية حسين الجسمي بكيتك، وكذلك دويتو (يا صاحبي) الذي كانت ألحانه متناغمة ومنسجمة مع أحداث الأغنية؛ ويرجع ذلك للتوافق الكبير الذي يجمع بين الشاعرة والملحن ومطربي الأغنية.
تفوق العصفور على السندباد
منذ المطلع الأول للأغنية برز تفوق الفنان عبدالمجيد عبدالله بصوته المميز والجميل على سندباد الأغنية، وسبب هذا التفوق الواضح من وجهة نظري يعود لعدة أسباب منها:
1) إحساسه بكلمات الأغنية بصدق، مما جعله يُحسن توظيف امكاناته الصوتية فيها.
2) عدم انسجام صوت راشد مع عبدالمجيد، ويتضح ذلك جليا في جميع مراحل تداخل صوت الأول بالأغنية.
3) تسرع الماجد في فكرة الموافقة على خوض هذه التجربة دون دراسة متأنية، وعدم التناسق هذا أثر نوعا ما على اكتمال عناصر نجاح هذا الدويتو.. وكان على السندباد ألا يُغامر.
تسرب الأغنية
أدَّى تسرب الأغنية المبكر لظهورها بعدة نسخ وبكلمات مختلفة عن الكلمات الأصلية، وهذا يعني ان التسرب تم من أكثر من جهة، والدليل اننا استمعنا لكلمات مختلفة.. ففي نسخة استمعنا إلى كلمات زعلان وأخرى تعبان.. بالإضافة إلى كلمات أخرى.. وهذا بلا شك يُساهم في تشتيت ذهن المستمع.
والمطلوب في المرات القادمة السرعة من قبل شركات الإنتاج في طرح مثل هذه الأغاني قبل أن تتسرب بشكل فاضح.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved