** أكدت مباريات كأس أمم أوروبا الحالية في البرتغال سقوط النجومية والنجوم وتفوق المقاتلين والمكافحين على أرض الميدان.. لتظهر نوعية جديدة من أداء كرة القدم المعتمد على الجاهزية البدنية والقوة واللياقة العالية المصحوبة بالعمل الفني المنظم.. حيث تساقطت فرق النجوم أو ما يسمى بالكبار أمام الفرق الأقل المسلحة بالروح العالية والأداء القتالي والمستوى التدريبي المتوافق مع مستوى طرق اللعب الدفاعية والتنظيم مع الأداء المتحفظ.. هكذا انتصرت اليونان وتشيكيا والسويد والدنمارك ومعهم كرواتيا.. حيث حققت هذه الفرق التي تنتمي لهذا النوع من الأداء نتائج مفاجأة بتأهلها أولاً للدور ربع النهائي واخراجها للفرق الكبيرة المدججة بالنجوم وعلى رأسها فرنسا زيدان وهنري..
وفي كل مباراة في البطولة يتأكد للجميع ان كرة القدم لم تعد مهارة فنية فقط ولكنها أصبحت تعتمد على القوة أولاً ثم المهارة.. فضلاً عن اللياقة والروح العاليتين فشاهدنا كيف انتصرت اليونان على أبطال العالم وأوروبا وكيف أفلتت هولندا أمام السويد بضربات الجزاء وكيف حقق المنتخب التشيكي نتائج كبيرة بفوزه بجميع مبارياته حتى الآن وكذلك فعل الدنماركيون بأدائهم القوي وأسلوب لعبهم المزعج لأن منتخباً من فئة الـ 5 نجوم أو أحد عشر نجماً ولدينا أيضاً أمثلة شبيهة لعل أبرزها خروج ريال مدريد المدجج بالنجوم خالي الوفاض وتسلية اللعب الاسباني لمقاتلي فالنسيا.. وعلى الصعيد المحلي خرج الاتحاد بنجومه أمام قتالية وروح صغار الشباب في نهائي الدوري.
إذاً كرة القدم كما أكدتها الوقائع باتت تعتمد على العلم والعمل التدريبي المنظم والمستقر أكثر من اعتمادها على المهارة الفردية والأداء الفردي.. رغم أهميته فمهمة اللاعب أصبحت نقل الكرة وتنفيذ خطط اللعب بكل دقة واتقان وقبل ذلك يجب ان تكون الأولوية للقوة البدنية واللياقة العالية كمهارة أساسية قد تفنى عن الموهبة الكروية والمهارة الفردية العالية.
وإذا ما وعينا هذا الأمر فإننا سنختصر المسافات نحو الكرة العالمية بالتركيز على مثل هذه النوعية من اللاعبين لمقاتلين سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات ولا شك ان وجود الاثنين معاً سيكون رائعاً لكن الأولوية بالتأكيد للمقاتلين وخطط اللعب.. وبالتالي أهمية التركيز على المدربين الذين يتفوقون بالعمل الميداني والنظم الاحترافية متى أردنا ان تتقدم كرتنا كما يحدث في معظم دول العالم.
فها هي اليابان آسيوياً واليونان أوروبياً والكثير من الفرق الأوروبية تتقدم باعتمادها مثل هذا النوع من اللعب..
قد يقول قائل إن البرازيل بطل العالم بفريق من النجوم المهرة وهذا صحيح.. لكن لا يوجد أي فريق أو منتخب في العالم يستطيع ان يضم مثل هؤلاء الذين لن يتوفر مثلهم لأي فريق مهما طال الزمن.. ولذلك فأقصر الطرق نحو العالمية هي ما نراه ماثلاً أمامنا في أمم أوروبا.
غربلة الهلال
** بعد خروج الفريق الهلالي خالي الوفاض كما كان متوقعاً من البطولة العربية كنتاج طبيعي لموسم من أسوأ المواسم الهلالية على كافة الأصعدة..
يتحدث البعض عن أهمية غربلة الفريق واعادة بنائه من جديد في ظل تقدم سن معظم لاعبيه على حد زعمهم.. وظهر من طالب بابتعاد الهلال عن البطولات والعمل على بناء الفريق من جديد حتى يعود لسابق عهده زعيماً للكرة السعودية.
والحقيقة التي يجب ان يعرفها المعنيون بالهلال ان مقولة كبر سن اللاعبين هي مقولة غير صحيحة على اطلاقها.. فالعناصر الأساسية ليس من بينهم سوى ثلاثة لاعبين من كبار السن هم الدعيع والشريدة وسامي بالاضافة لأحمد خليل الذي لعب معظم الموسم احتياطياً أما باقي اللاعبين فهم في سن مناسبة جداً وبعضهم في مرحلة النضج الكروي كأحمد الدوخي والغامدي والشلهوب وحسين العلي والجمعان وغيرهم..
ومشكلة الفريق الحقيقية هي عدم قدرة الإدارة الهلالية على تدعيمه بعناصر محلية في المراكز التي يعاني الفريق فيها فراغاً كبيراً منذ سنوات كالظهير الأيسر والمحور والوسط الأيمن وأيضاً عدم توفر لاعبين أجانب على مستوى جيد يساهمون في الانتصارات بدلاً من قيادته نحو الخسائر كما فعل الثلاثي الحالي..
وإذا ما سلم الهلاليون بضرورة القبول بالابتعاد عن البطولات لسنتين فهذه كارثة أخرى لأننا الآن في عصر الاحتراف وبإمكان فريق بحجم الرياض مثلاً ان يكون بطلاً للدوري وتوفرت له المادة بنفس الحجم الذي صرفه الهلاليون في موسم ونصف (أكثر من أربعين مليوناً) فالإدارة القادمة سيكون متاحاً أمامها استقطاب بعض اللاعبين السعوديين واختيار ثلاثي أجنبي على مستوى كبير مع جهاز فني قدير ليكون الفريق قادراً على العودة للبطولات.. فالهلال ليس بهذه الدرجة من السوء وإنما تعرض لمفاهيم مقلوبة في البناء هذا الموسم طالبت بابعاد كبار السن وادخال آخرين هم في الأصل أقل مستوى من الكبار وكل مؤهلاتهم أنهم أصغر عمراً بينما الفريق في مفهومها يقوم على أساس فني فإذا كان لديك من هو أفضل من اللاعب الأكبر وأصغر سناً فستحقق النجاح أما إذا لم يكن كذلك فسيدخل الفريق في دوامة وصراع وإشكالات كتلك التي عاشها الهلال هذا الموسم.
ولأن الإدارة الجديدة يقودها الأمير الشاب محمد بن فيصل وخلفه عدد من أعضاء الشرف المهمين فإن الهلاليين يتطلعون للاستفادة من نظام الاحتراف وتدعيم صفوف الفريق بعناصر مؤثرة وصرف المبالغ المخصصة للنادي في هذا الاتجاه للعودة للبطولات سريعاً.. فنحن في عصر الاحتراف ومتى توفرت المادة والفكر فإن الهلال أرض خصبة للنجاح لمن أراد ذلك ومن يريد البطولات لا بد ان يصرف الكثير ويعمل بجد ويبحث عن العناصر الأفضل وسيجد الهلاليون عناصر فرق الشباب والناشئين تفرض نفسها تدريجياً دون ان يتطلب ذلك الابتعاد عن البطولات والقبول بالخسائر واللاعب الذي ينشأ على الفوز والانتصارات سيتعود على ذلك بكل تأكيد وهو ما يأمله الهلاليون من جيل البطولات الحالي في درجة الشباب والناشئين.
عموماً ما أثلج صدور الهلاليين تصريحات الرئيس الجديد المتكررة بالعمل على تحقيق البطولات والسعي لذلك.. لأن هذا هو وضع الهلال الطبيعي.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
لمسات
** ما إن ظهرت أخبار عن نية الهلال شراء عقد الغنام حتى أعلنوا حالة الاستنفار للحيلولة دون حصول الهلال على اللاعب تارة بالنفي وتارة بالتحريض وبمختلف الطرق.. في حين أن لاعباً يتجه للاتحاد يجدر الاحتفال والقبول على طريقة (حلال عليك)!
***
** بعد مغادرة آدديموس قلت ان الأجانب في الهلال وبالذات سيسيه يقودون الفريق نحو الهاوية وإذا أراد الهلاليون الفوز فيجب ابعادهم فوراً وها هو اوسكار يؤكد ما حذرت الهلاليين منه وأثبتته كل المباريات.
***
** في كل مرة يشارك بها النجم الشاب أحمد الصويلح يؤكد أنه نجم كبير لم يجد من يأخذ بيده!
|