خادم الحرمين معمر بيوت الله
الشيخ/ عبدالله بن صالح الحماد

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد:
فقد قامت هذه الدولة أول ما قامت على أسس إسلامية متينة وعقيدة صافية وعمل خالص لله وذلك عندما تعاهد الإمام/ محمد بن سعود والشيخ المجدد/ محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - على دعوة الناس إلى عبادة الله ونشر العقيدة الصحيحة بدلاً من البدع التي كانت منتشرة في ذلك الوقت بين الناس وقاما بنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة وعملا على نشر الإسلام واهتما بذلك اهتماماً كبيراً وهو ما عمل من شأنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - عند توحيد هذه البلاد فأنشأ المساجد وأقام حلق التدريس وساعد على طلب العلم ونشره وقرّب العلماء وجعل دستور هذه البلاد القرآن والسنة وواصل أبناؤه من بعده المسيرة على نفس المنهج حتى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - حيث اهتم أشد الاهتمام بالشؤون الإسلامية حتى إنه أنشأ وزارة متخصصة بذلك تعنى بالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتهتم بشؤون المسلمين خارج المملكة عامة والأقليات المسلمة خاصة بالإضافة إلى الاهتمام بكل ما له علاقة بالشؤون الإسلامية في الداخل وقام بتوسعة الحرمين الشريفين تلك التوسعة التي تعتبر هي الأكبر في تاريخهما حيث أصبح كل حاج أو معتمر أو زائر يؤدي شعيرته بطمأنينة وراحة تامة وامتداداً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين ببناء بيوت الله ورعايتها فقد تفضل - حفظه الله - ورعاه بالأمر ببناء جامع كبير في وسط مدينة حائل يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين
ويعتبر هذا الجامع معلماً من معالم منطقة حائل التي تبرهن للأجيال القادمة وتثبت لهم اهتمام خادم الحرمين الشريفين ببناء المساجد ورعايتها وحرصه على ترسيخ العقيدة الخالصة الصافية في قلوب المسلمين جعل الله ذلك في ميزان حسناته وسيكون بإذن الله جامعاً للخير من حيث أداء الصلوات فيه وإقامة الدروس والمحاضرات النافعة والهادفة التي تنير عقول وقلوب أبناء المنطقة علماً وتعليماً وتوجيهاً خاصة للشباب في هذا الزمن الذين هم بأشد الحاجة إلى من يقوم بتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ويبعدهم عن الأفكار المنحرفة عن الطريق القويم والمذاهب الهدامة التي يكيد بها أعداء الأمة لشبابها لينزلقوا فيها بعيداً عن منهج سلف هذه الأمة الذين سلكوا طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم طريق النجاة والفلاح فما أفلحت ولا سعدت أمة حادت عن شرع ربها. وهذا الجامع ما هو إلا حلقة في سلسلة من المشاريع الخيرية وأعمال البر التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين رغبة منه - حفظه الله - في ثوابها عند الله امتثالاً لقول الله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)