مصيف جوه عبق عليل
وفي أبنائه كرم أصيل
ثقيف أهله وقريش فيه
وأيضا من قبائله هذيل
هوازن حوله تسمو قراها
ومن خلف القرى تسمو النخيل
مصيف يسكن التاريخ فيه
وفي تاريخه قول طويل
عكاظ كان ميدان التلاقي
لقول الشعر تقصده الفحول
حدائقه بساط سندسي
وفي أرجائه ظل ظليل
وبردته جبال شامخات
وحليته عرار مستطيل
ورمان وأعناب وتين
فواكه مالها أبدا قبيل
ضباب عانق السحب اللواتي
سكبن الماء فالوادي يسيل
هضاب قد أسرن اللب سحرا
وخد الأرض ملمسه أسيل
خلايا النحل والعسل المصفى
دواء السقم يطلبه العليل
بساتين الورود تفوح عطرا
وليس لعطره أبدا مثيل
مصيف شاعري مستثير
يطيب به التسامر والمقيل
تنوح الورق في الآصال شوقا
على الفنن الرطيب إذا يميل
فأبعث من فؤادي لحن حبي
ويطرب مسمعي ذاك الهديل
وتأتيني القوافي طائعات
وتركض كالجياد لها صهيل
فأنظمها عقودا فاتنات
وأبيات لها وزن جميل
مصيف عشقه بالقلب يسري
وعشق سواه أمر مستحيل
فسيحوا في المدائن حيث شئتم
فما للطائف الأحلى بديل