Tuesday 29th June,200411597العددالثلاثاء 11 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "ملحق اعلامي"

كان المطر.. وكان الشوق للطائف.. كان المطر.. وكان الشوق للطائف..
حاضر بن عبدالله العريفي

أكتب هذه السطور لجريدة الجزيرة تحت زخات مطر صيفي يعم ربوع الطائف المأنوس هذه الأيام. إنها بشائر خير للطائف وسياحتها وأهلها ومصطافيها، الذين أخذوا يفدون إليها من كل صوب.
كانت الطائف، وكان المطر حليفها منذ القدم، حتى عمّ خيرها وشاع صيتها، فيه بلدة العنب والرمان والورد، وهي بلدة الجو العليل والأماسي الحلوة، في الهدا، ومسرة، وقروى، والمثناة، والسلامة، والشفا، ولية.. في كل وادٍ أو ربوة خضراء في ربوع المصيف.
ألم تكن الطائف خالبة ألباب الشعراء والأدباء ..!.
هذا الشاعر / محمود عارف يقول في لوعة واشتياق:


شوقي إلى الطائف مستطلع
لأهله .. للروض، للمورد
الطائف المأنوس أيامه
من نعمة الفردوس للمُسعد
أما الليالي.. حلم عابر
في مقلة الحسناء والأغيد
هل تذكر الرمان في لِيَّة
يضحك للأبيض والأسود
والتين في المثناة مستروح
أعذبه في الناضج الأملد

كانت الطائف، وكان الاشتياق لها فوق الوصف، فهي قبلة المنتجعين من السائحين والمصطافين، الذين كدهم السعي، وأضناهم بعدها حتى أتوها، يستافون من حسنها، ويتضوعون من وردها، ويستريحون في أحضانها.
يقول الشاعر / أحمد صدوق صافي:


خذني إليها.. هائم قلبي بها
الدرة.. المجلوة.. الحسناء
خذني إليها .. لو أقيم بقربها
عمري.. فعمري قربها أفياء
حَدِّث.. حديث الطيب عن جناتها
جناتها.. من سندس خضراء
حَدِّث.. حديث العز عن عمرانها
عمرانها .. والراسيات سواء
طاف الربيع على الربوع وارتاح في
أجفان صب (طائف) غناء

كانت الطائف، وكانت الأحلام العذبة، والذكريات الجميلة. ما عرف الطائف إنسان؛ إلا وعلق بها حباً فوق حب، حتى نسج ذكريات أيامه ولياليه، من أديم الطائف الغض الطري.
فهذا (عثمان بن سيّار) .. المحارب يقول:


تحية من ربا نجد إلى بلد
قضيت فيه من الأيام أحلاها
وما نسيت فلن أنسى مرابعها
وسدرة كنت في المثناة أرقاها
أيام كنت أناغي الطير في جذل
وما كنت أعرف الدنيا وبلواها

نعم .. ثم .. نعم..
كانت الطائف، وكان المطر الهميل، والظل الظليل، والجو العليل..
كان الطائف، وكان الشوق والحنين والبهجة والسرور.
كان الطائف ، وكان الكل في شوق إلى لقاه في كل وقت وحين. فكم من إنسان اليوم، يرى الطائف من خلال التلفاز أو الصحافة ثم يردد مع الشاعر/ علي بن حسين الفيفي قوله:


يا ربوع المصيف ما أنت إلا
بهجة النفس بلسم المشفوق
يا مصيف البلاد لا زلت روضاً
يبهج النفس مربعاً في الخريف
منظر الطائف الجميل يشد
النفس إلى ربوع المصيف

ها أنا أسطر آخر كلمة في هذا المقال، بينما سحابات المصيف، تنقر بمطرها على كل الأسطح حولي.
إلى لقاء.. مع الطائف والمطر دائماً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved