تقرير كتبه - عليان صالح آل سعدان
احتلت مدينة الطائف مكانة تاريخية في العهد الجاهلي والعهد الإسلامي وتميزت هذه المدينة منذ القدم بكثير من المميزات التي لا توجد في غيرها من المدن الأخرى محلياً وعربياً وعالمياً ونالت هذه المدينة نصيب الأسد من قبل الكتاب والمؤرخين القدامى الذين سطروا عنها الشيء الكثير الذي لا يعد ولا يحصى نقتطف منه في هذا الملحق الإعلامي الذي تصدره الجزيرة بمناسبة انطلاقة مهرجان الطائف السياحي ومن حيث المسمى لهذه المدينة اختلفت الرؤى واتفقت أكثرها أن سبب هذه التسمية يرجع إلى إقامة حائط على هذه المدينة وكان هذا الحائط طائفياً على هذه المدينة الصغيرة ولهذا السبب سميت بالطائف والله أعلم.
وتشير الكتب والمؤلفات التي صدرت عن الطائف أو تطرقت إليه أن أول من سكن الطائف هم العمالقة أي قبل بناء هذا الحائط الطائفي بكثير حيث كان يطلق على الطائف عندما سكنها العمالقة كأول من سكن الطائف وكان اسم الطائف عندما سكن العمالقة فيها وج نسبة إلى وج بن عبدالحي أحد أبناء هذه القبيلة «العمالقة».
ولا يزال وادي وج المشهور الذي كان مجرى للسيول القادمة من الشف والوهط والوهيط تمر به إلى أن تنتهي في أقصى الشمال إلى حدود منطقة الرياض والمدينة المنورة.
وهذا الوادي أقيم عليه حالياً طريق استراتيجي هام يفصل محافظة الطائف إلى قسمين (شرقي وغربي) يعد من أحدث الطرق التي أسهمت في تطور وتنمية محافظة الطائف وبرغم ما حظيت به الطائف قديماً من مميزات جعلها من أول المدن التي قصدها الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية ظهور الإسلام فقد حظيت في العهد السعودي الزاهر منذ توحيد المملكة باهتمام كبير من قبل مؤسس البلاد الذي اختارها أن تكون مصيفاً لتستقر حكومة جلالته نظراً لموقعها المتميز القريب من مكة المكرمة وجوها المعتدل صيفاً ومناظرها الخلابة وطبيعتها الساحرة وأشجارها وبساتينها الجميلة وشهدت هذه المدينة من حينها اهتماماً كبيراً أدى إلى تطورها وتوسعها وبروزها عربياً وعالمياً كمدينة أصبحت ملتقى لملوك ورؤساء العالم الذين يلتقون بجلالة المؤسس في فصل الصيف بالطائف
ووقعت فيها العديد من الاتفاقيات العالمية والعربية التي أسهمت في حفظ الأمن والاستقرار في العالم بصورة عامة وفي منطقة الشرق الأوسط والخليج والجزيرة العربية ومن أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقية الطائف المشهورة التي جلبت الأمن والاستقرار في جزيرة العرب منذ تاريخها حتى يومنا الحاضر وشهدت الطائف بعد ذلك تطوراً أكبر لدرجة احتضانها لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد بالطائف برئاسة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله وظل هذا المؤتمر الذي عقد بالطائف وبالقرب من رحاب بيت الله أحد أهم المؤتمرات للقمم الإسلامية الذي شكل في معناه وحدة إسلامية كبرى المسلمون اليوم هم أكثر حاجة لها والتوافق في الرأي كما حدث في هذا المؤتمر الذي عقد بالطائف .
كما شهدت محافظة الطائف العديد من اللقاءات والمؤتمرات دولياً وعربياً وإقليمياً ومحلياً ومن أبرز هذه المؤتمرات مؤتمر المصالحة بين الفصائل اللبنانية التي أنهت مرحلة من الحروب الأهلية دمرت إحدى أجمل المدن العربية آنذاك وانعكست كل هذه الأحداث بوضع الطائف في دائرة الاهتمام وواصلت يد الخير والعطاء امتدادها نحو الطائف تشهد في تاريخها اعتباراً من عام 1395ه نهضة عمرانية شاملة قفزت بالطائف إلى مصافي دول العالم المتقدم حضارياً وعمرانياً وواصلت عجلة التنمية تقدمها أكثر من بداية الطفرة حتى اليوم برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول العالم ليصل عدد سكان الطائف من 300 ألف نسمة عام 1395ه إلى واحد مليون وثلاثمائة ألف نسمة هذا العام بزيادة نمو سكاني كبير ويرتفع عدد الأحياء والمناطق السكنية من عشرة أحياء سكنية معروفة إلى 55 حياً سكنياً في الوقت الحاضر.
|