*اسطنبول - الوكالات:
افتتحت أمس الاثنين في اسطنبول قمة الدول الـ 26 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي يفترض أن توافق وخصوصاً على عرض مساعدة لتأهيل قوات الأمن العراقية، إلا أن القمة ستتناول بالنقاش أيضاً الوضع في أفغانستان، فضلاً عن استعراض للتعاون في محاربة الإرهاب.
وكان الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر والأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر في استقبال الرؤساء ورؤساء الحكومات في مركز للمؤتمرات وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقد تلا اجتماع الصباح الافتتاحي غداء عمل.
وسيبحث قادة الحلف أيضاً في عمليات المنظمة العسكرية في أفغانستان وتعزيز برامج التعاون بين الحلف ودول شريكة غير أعضاء فيه وخصوصاً في حوض المتوسط. وقد تم نشر 26 ألف جندي شرطي لضمان أمن القمة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة.
وحدثت تزامناً مع الافتتاح مواجهات عنيفة جرت صباح الاثنين في اسطنبول بين رجال الشرطة وحوالي ألفي متظاهر يحتجون على هذه القمة.
وفي الليلة قبل الماضية احتشد نحو عشرين ألف متظاهر في العاصمة التجارية لتركيا حيث رددوا شعارات مناهضة للرئيس الأمريكي ولحلف الأطلسي وللولايات المتحدة التي طالبوها بالخروج من الشرق الأوسط. بيد أنه تم إبقاء الرئيس الأمريكي بعيداً عن المظاهرات بفضل ساتر أمني غير مسبوق وضع حول المدينة الواقعة على مضيق البوسفور من أجل اجتماعات حلف الأطلسي.
وكان الرئيس الأمريكي أبلغ الصحفيين قوله لدى وصوله إلى اسطنبول لحضور القمة التي تستمر يومين (سنعمل معاً للمساعدة على ضمان أن الحلف مجهز عسكرياً لمواجهة تهديدات القرن الحادي والعشرين).
وكان بوش قد أعلن انتهاء الخلافات الغربية التي نشبت بسبب الغزو الأمريكي للعراق العام الماضي والتي زجت بالحلف إلى اسوأ أزمة في تاريخه عبر 55 عاماً. ويبدو أن القادة الأوروبيين يتوقون أيضاً لطرح الخلافات بشأن العراق جانباً.
وقد دحضت ألمانيا وفرنسا خطط واشنطن الاصلية في أن يتولى الحلف قيادة قوة سلام جنوبي بغداد. وحتى إن طلباً من الحكومة العراقية المؤقتة بالمساعدة في تدريب قوات أخذ يوماً من المفاوضات الحادة بين دول الحلف.
ويخفي عدم الكشف عن تفاصيل الاتفاق بهذا الشأن حجم الخلافات المستمرة حول ما اذا كان يتعين على الحلف تدريب ضباط عراقيين داخل العراق تحت علم الحلف أو يقتصر دوره على التدريب خارج العراق وأن يعمل كغرفة المقاصة للجهود الوطنية.
وبهذا الصدد قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني إن الاطلسي يحتاج أيضاً إلى لعب دور في العراق مع التطورات في البلاد بعد نقل السلطة رسمياً من الادارة الانتقالية بقيادة الولايات المتحدة. وتابع رئيس الوزراء البريطاني، في مقال بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، انه يتعين الرد بإيجابية على مطالب رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي بالمساعدة في تدريب قوات أمن عراقية. وقال ان الحكومة العراقية (لا تتحدث عن اضطلاع الحلف بالمسؤولية عن القوة المتعددة الجنسيات ولا عن نشر واسع النطاق لعتاد الحلف، لكنها تريد الاستفادة بخبرة الحلف).
ومن المقرر أن تقر قمة اسطنبول اتفاقية من حيث المبدأ لتدريب قوات أمن عراقية جديدة الا ان ذلك يبعد كثيراً عما كانت تتمناه واشنطن من نشر لقوات الحلف هناك. ونسفت المانيا وفرنسا الفكرة.
إلى ذلك تناول بلير في نفس تلك التصريحات الوضع في افغانستان مشيراً إلى ان استقرار الأوضاع في ذلك البلد له الأولوية القصوى بالنسبة لحلف شمال الاطلسي، ودعا إلى ضرورة ان يعمل الحلف على توسيع نطاق دوره الدولي ليشمل العراق بصفة خاصة.
وقال بلير في مقالته بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية (من مصلحتنا تماماً مساعدة الرئيس حامد قرضاي على استقرار الأوضاع في أفغانستان ومواجهة أخطار الإرهاب والمخدرات والاعداد لأول انتخابات ديمقراطية).
ومن جانب آخر أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش أهمية التصدي للتحديات التى تواجه التحالف في الحرب على الإرهاب، مستبعداً ان تتناول القمة موضوع خطف ثلاثة عمال أتراك في العراق.
|