قبل يومين من الموعد المحدد لتسلُّم العراقيين السلطة من قوات الاحتلال الأمريكي، فاجأ الحاكم الأمريكي بول بريمر الجميع وقام بتسليم السلطة إلى رئيس الحكومة العراقية أياد علاوي بحضور الرئيس العراقي الشيخ غازي عجيل الياور.
موعد تسليم السلطة كان مقرراً في الثلاثين من حزيران الحالي، إلاّ أنّ الأمريكيين والعراقيين قدّموا الموعد إلى يوم أمس الثامن والعشرين من الشهر الحالي في إجراء قُصِد به إرباك الخصوم والأصدقاء معاً.
فبالنسبة للخصوم، هدف العراقيون والأمريكيون التبكير في تسليم السلطة إلى استباق أيّ عمليات إرهابية كان يخطط لها المعارضون سواء من المنظمات الإرهابية الدولية التي يقودها أبو مصعب الزرقاوي، أو المقاومة العراقية والتي كان يُظن أنهم قد وقَّتوها في يوم تسليم السلطة 30 حزيران.
وبما أنّ استتباب الأمن هو الهاجس الذي يؤرِّق قوات الاحتلال والحكومة العراقية معا، فإنّ تسليم السلطة والمسئولية للحكومة العراقية سيُطلق يد رئيسها في تنفيذ بعض الإجراءات الأمنية التي يسعى من خلالها إلى فرض هيبة السلطة العراقية الجديدة، ولذلك فإنّ المراقبين يتوقعون إصدار عدد من القرارات اليوم، إن لم تكن قد صدرت بعد كتابة هذا الموضوع، يسعى من خلالها أياد علاوي إلى استعراض عضلات حكومته، ويربك خصومه من المقاومة أو المنظمات الإرهابية الدولية.. أو كليهما معاً.
هذا بالنسبة للخصوم، أما الأصدقاء، والمُراد بهم في هذا التوقيت، هم قوات التحالف المشاركة للقوات الأمريكية، وجلُّهم من الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي الذين يعقدون قمتهم الآن على بُعد بضعة كيلومترات من العراق.
ففي اسطنبول، حيث تُعقد قمة دول الأطلسي، يحتل الوضع في العراق الاهتمام الأول على طاولة الرؤساء، وتسليم السلطة إلى العراقيين يجعل موقف الرئيس جورج بوش قوياً وتعزيز مطلبه في مشاركة قوات من الحلف الأطلسي في حفظ الأمن في العراق للتخفيف عن القوات الأمريكية والتعجيل بسحبها من العراق قبل بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية لتعزيز حظوظه في البقاء بالبيت الأبيض.
|