حسب إحدى الإحصاءات فإن أربعة ملايين هم عدد السعوديين الذي يمارسون هواية السياحة خارج الحدود ، لم يسألهم أحد ماذا يجدون في الخارج ؟ ولماذا لم تجتذبهم بعد برامج وفعاليات سياحة الداخل ؟! في السنوات القليلة الماضية ظهرت تنظيمات المهرجانات السياحية ، مدينة تسعى لتقليد أخرى وهو بالتأكيد تقليد جيد لا اعتراض عليه ما دام أن الهدف نبيلا وهو خدمة الوطن والمواطنين!
ولو تجاوزنا جدة وأبها اللتين فعلا لديهما مقومات النشاط السياحي فإن باقي المدن التي تنفذ برامج ترفيهية لا تملك المقومات الحقيقية للسياحة ، وما زالت تقوم على (الرعاية) من قبل الشركات وعلى (إعانات) المحسنين ، أي أنها ليست قائمة على استثمارات حقيقية تحقق منها عائدا اقتصاديا يحقق لها الاستمرارية!
السياحة لها مقوماتها وهي صناعة ولابد أن تتوفر لها مقومات هذه الصناعة مثل الإسكان والمواصلات والبرامج المكثفة والمستمرة والمناطق الطبيعية أو التاريخية والمدن الترفيهية ، لتبقى هذه الفعاليات الموسمية تحت أي مسمى إلا أن تنسب نفسها للسياحة ، فهذا لا يمكن إثباته على أرض الواقع! إن ما يقدم الآن يعتبر أمرا جيدا ويجب تشجيعه كبرامج وفعاليات تخدم شريحة من أهل مدينة معينة ، لكن يجب أن تسمى الأشياء بأسمائها كبرامج ترفيهية وثقافية واجتهادات محمودة ، فالمهرجانات السياحية لا تقيمها إلا المدن التي تملك مقومات السياحة بكل تفاصيلها ، أتمنى في القريب أن نشاهد بعضا من تلك المدن وقد أصبحت مدنا سياحية فهذا مطلب وطني وعلى الأقل ليتوجه إليها جزء من الأربعة ملايين سائح سعودي بدل أن يغادروا الحدود!!
لقد تابعت عددا من المهرجانات في الأعوام الماضية وهذا العام ووجدت أنها تتركز على عدد من البرامج والفقرات والفعاليات المعدة ضمن احتفال تجند له الطاقات والجهود واللجان المختلفة ، فيتحول المهرجان إلى عدد من المشاركات والفقرات التي تقدمها الفرق الفكاهية ، ومثل هذه المهرجانات قد تختفي متى ما قلص رجال الأعمال تبرعاتهم السخية!! وإذا ظلت المسألة كما هي عليه الآن لجان تتبع للمحافظة والبلدية وغيرها من المؤسسات الرسمية فإنها ستظل جهودا رسمية يقوم بها موظفون وليس استثماريون وهنا الفرق وهنا سر استمرار تدفق السواح خارج الحدود!!
|