كنا نتمنى من القائمين على الحوار الوطني أن يفرقوا بين الموضوع الذي يتناسب مع (الحوار) والموضوع الذي يصلح أن يكون مناسباً ل(ندوة) أو مؤتمر.
لنكن صادقين معهم.. هل موضوع الشباب الذي أقر مؤخراً للحوار الوطني الرابع في المنطقة الشرقية يصلح للحوار؟ وتحديدا إذا علمنا أن الجميع متفق على أهمية دراسة الظاهرة الشبابية وحل مشكلاتها والعمل على تأهيلهم أعضاء فاعلين في المجتمع والوطن.
لا نظن أن ثمة حوارا سيتم في اللقاء الرابع للحوار الوطني، وإنما هناك اطروحات تربوية واجتماعية وثقافية تتماهى مع ثوابتنا الدينية بصورة لن يختلف عليها أحد، وهذا مفيد ومناسب كندوة، كمؤتمر، كورش عمل...
أما أن يكون حواراً!! فلا نظن أن هذا الموضوع وبهذه الصيغة يحتمل ذلك!! وإنما الموضوع حمله القائمون على الحوار الوطني أكثر مما يحتمل، بالشكل الذي قد يؤثر على إحدى أهم القيم الاجتماعية التي انتزعناها من أنفسنا وأطلقنا لها العنان بعد أن كانت في مجتمعنا قيمة دنيا.
الحوار - عادة - يتم بين أطراف فكرية متباينة واتجاهات ثقافية مختلفة من أجل أن يفهم بعضهم بعضاً، أو سعياً لمزيد من المقاربة في وجهات النظر أو تأكيد الاتفاق على قيم عليا تجمع كل الأطراف.. وقد يكون الحوار من أجل مناقشة معينة (مختلف عليها) سلفاً، سواء كانت هذه القضية في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. إن رعاية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لفكرة الحوار وتكوين هيئة رسمية ترعاها.. هي رعاية رائدة بكل المقاييس، ولا نريد من بعض الاجتهادات أن تحيل هذه الفكرة إلى عمل أكاديمي بحت تغيب معه القيمة (الحوارية).
لعلنا بهذه الكلمات نعكس صورة أخرى للقائمين على الحوار الوطني حول الفكرة المقترحة في الحوار القادم، ورأياً مغايراً يمكن مراعاته في الحوار الخامس.. نقول ذلك من باب (الحوار) مع مركز الحوار، ومن أجل الحوار.
|