في مثل هذا اليوم من عام 1950، وبعد يومين فقط من غزو قوات كوريا الشمالية الشيوعية لكوريا الجنوبية، وافق مجلس الأمن الدولي على قرار قدمته الولايات المتحدة طالبت فيه باستخدام القوات المسلحة لصد الغزاة الكوريين الشماليين.
وقدم هذا القرار ذريعة لأمريكا للتدخل في الصراع وكانت تلك أول مرة يوافق فيها مجلس الأمن على استخدام القوة العسكرية.
وفي 25 يونيو - حزيران، غزت كوريا الشمالية الشيوعية كوريا الجنوبية.
وعلى الرغم من وجود بعض القوات المسلحة الأمريكية في كوريا الجنوبية، تحركت قوات كوريا الشمالية سريعاً وتقدمت صوب كويا الجنوبية. وعلى الفور أصدر مجلس الأمن قراراً يطالب فيه بوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الكوري الشمالي.
تجاهلت كوريا الشمالية القرار واعتبرته (غير شرعي).
وفي 27 يونيو- حزيران، اقترح وارن أوستن، النائب الأمريكي في مجلس الأمن، قراراً. وأوضح القرار أن كوريا الشمالية تجاهلت قرار وقف إطلاق النار في البداية وأن كوريا الجنوبية كانت تنشد المساعدة والعون.
ولذا، فقد طالب القرار (أعضاء الأمم المتحدة بتقديم المساعدات لجمهورية كوريا بقدر الإمكان لصد الهجوم المسلح واستعادة السلام والأمن الدوليين في المنطقة).
وجاءت الموافقة على القرار بنسبة 7 أصوات إلى 1 .
وكانت يوغسلافيا هي الصوت الوحيد المنشق، بينما امتنعت مصر والهند عن التصويت. وكان من السهولة بمكان أن يعترض الاتحاد السوفيتي، بصفته عضوا دائما في مجلس الأمن، على القرار، بيد أن النائب الروسي كان مقاطعاً لاجتماعات مجلس الأمن حتى تم السماح لجمهورية الصين الشعبية الشيوعية بالانضمام للأمم المتحدة.
وكان تصويت مجلس الأمن يعني أن أي دولة عضو بوسعها الآن مناصرة ومساعدة كوريا الجنوبية، وذلك على الرغم من أن مجلس الأمن لم يوضح كيفية تنسيق الجهود بين العديد من الدول.
وبالنسبة للولايات المتحدة، كان القرار بمثابة تقديم أساس للتدخل العسكري الأمريكي.
وبعد مرور ثلاثة أيام فقط من الموافقة على القرار، أرسل الرئيس هنري إس ترومان قوات برية وبحرية وجوية لرد هجوم كوريا الشمالية. وأدى هذا العمل إلى التدخل الأمريكي لمدة ثلاث سنوات في الحرب الكورية ولقي أكثر من 50000 جندي أمريكي مصرعهم خلال هذا الصراع.
وفي يوليو - تموز عام 1953، تم التوقيع على هدنة أصبحت كوريا بعدها دولة مقسمة.
|