هي لا تعرفه.. أخفى عنها ما أراد..
لكنها أحبته عشقته بجنونها.. وهدوئها.. وجمالها.. هكذا مع علمها بأنه ملك لغيرها.. مضيا في طريق واحد بدايته لقاؤهما، زاد حبها فعرفت عنه ما أخفى، ومع ذلك لم يتركا بعضهما!
استمرا هكذا تاركين العنان لعباب بحر الحب أن يتلاطم بهما وكأنهما عودا سنديان لا يغرقان، بل لا يمكن ألاَّ تشاهدهما لجمال هذين العودين، جميلين في كل شيء.
حفظه لها وحفظها له..
حرصه عليها.. وحرصها عليه..
كأنها بين يديه ريم شارد في فلاة عشيب مزهر بالمحبة مقفر من الناس وكأنه ميراد الماء لها.. وسدرة تظلها وجبل تلوذ به، غير هذا كان وهاباً لها من وقته وعمره وفؤاده..
كل الأيام الجميلة بينهما حتى انحنت بهما على قارعة طريق مظلم لا يمشي به إلا مكابر متعجرف.
كان الرحيل.. حزناً.. وألماً.. وهماً.. كان الرحيل.. دمعاً.. وتذكاراً.. وسهراً.. افترقا كأي عاشقين..
ولكن افترقا لأنهما لا يريدان أن يكملا سعادتيهما سوياً..
افترقا فهل سيعودان؟
لا أدري، ولكن من الغباء أن يفعلا ذلك.
|