الماء الأبيض
الماء الأبيض مرض يهدد العيون مالم تتم معالجته مبكراً، وقد يتساءل الكثيرون خصوصاً كبار السن عن أسباب وجود المياه البيضاء في عيونهم وكيفية الوقاية منها، وبناء على مطالبات عدة وصلتنا من بعض المرضى قررنا أن تكون الصفحة لهذا الأسبوع عن (المياه البيضاء) وقمنا بالتقاء العديد من الأطباء المتخصصين في طب العيون في المركز وحاورناهم حول هذه القضية وقد أجمعوا على أن المياه البيضاء هي عبارة عن عتمة في عدسة العين، والمصاب بها يشكو من وجود غشاء على عينه أو عينيه ويشكو وينزعج من قوة الأضواء، وغير ذلك من الأعراض التي تكثر خصوصا لدى كبار السن وممن يعانون من أمراض السكري، والتهابات داخل العيون، كما أن مستخدمي الكورتيزون أيضاً قد يعانون من ذلك، ويقول الأطباء إن التقنية الحديثة قد ساعدت في القضاء على كثير من المشاكل الصحية التي تصيب عين الإنسان وخصوصاً فيما يتعلق بالمياه البيضاء فإلى هذا الحوار:
أسباب المياه البيضاء
* د.زكريا.. ماهي المياه البيضاء وماأسباب الإصابة بها وما أعراضها؟
- المياه البيضاء هي حدوث عتامة للعدسة داخل العين، وتزداد العتامة تدريجياً حتى تحجب الضوء الداخل للعين تماماً، وقد تكون العتامة جزئياً أو كلياً في العدسة، وعادة ما يشكو الإنسان المصاب بالمياه البيضاء من الضعف التدريجي في البصر، أو غشاوة في العين أو العينين، كما قد يشتكي من الأضواء الشديدة نهاراً أو ليلاً حسب حجم عتامة العدسة داخل العين، وهذه الشكوى عادة ماتكون ناتجة عن بعض أنواع المياه البيضاء، حسب موقع العتامة داخل العدسة وتوزيعها، بحيث تؤدي إلى انقسام الضوء الداخل للعين فيؤدي ذلك لازدواجية أو تعدد الضوء والصور الداخلة للعين فتكون شكوى المريض في عين واحدة غالباً.
أكثر الإصابات
* من أكثر من يصاب بالماء الأبيض وهل للوراثة دور في ذلك؟
- الغالبية العظمى ممن يصابون بالمياه البيضاء هم كبار السن، وهذا شيء طبيعي، يليهم بعد ذلك المصابون بأمراض كالسكر والالتهابات العينية داخل العين ومستخدمو الكورتيزون وبعض أمراض العيون، وإصابات العين المباشرة وغير المباشرة، يلي هؤلاء الأطفال عند الولادة بسبب إصابتهم بأمراض معينة وهم في أرحام أمهاتهم، أو المصابون ببعض أمراض العيون التي تؤدي إلى للإصابة المبكرة بالمياه البيضاء. وتكثر الإصابة بهذا المرض في المناطق الحارة.
وتغلب إصابة الرجال بالمياه البيضاء أكثر من النساء وقد يكون السبب في تعرض الرجال غالباً لأشعة الشمس أكثر من النساء وإصابتهم بأمراض وإصابات مختلفة، أما الوراثة في هذا المرض، فهناك دراسة تقول بأن بعض الناس عندهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالمياه البيضاء أكثر من غيرهم. وثبت أيضاً أن بعض الأطفال يصابون ببعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى تكون المياه البيضاء لديهم مقارنة بالآخرين.
الأعراض والتقنية
* ماهي أعراض الإصابة بهذا المرض وماهي سبل الوقاية من هذا المرض؟
- الأعراض تكون في حدوث غبش في الرؤية، أو أن يرى المصاب ما يشبه الدخان أمام عينيه، ويأتي بالتدرج على مدى أشهر أو سنوات. وأما إذا كان الماء الأبيض متقدماً، فيشعر الشخص بعتامة تامة في الرؤية وإذا كان المصاب بهذا المرض من مرضى السكري فإنه يتوجب معالجة هذا المرض والحرص على التقيد بتعليمات المريض، لأن سوء ضبط السكر في الدم يؤدي لتسارع تشكل المياه البيضاء، والمصاب بالماء الأبيض ينبغي عليه عدم التعرض للشمس والأشعة فوق البنفسجية بلبس النظارات الشمسية المناسبة، مع معالجة جميع أمراض العيون أول بأول، ويجب عند تشخيص أعراض هذا المرض بدقة استخدام الأساليب الحديثة والتقنية المتطورة لإزالة المياه البيضاء.
أسباب الماء الأبيض
* هل الماء الأبيض أنواع وهل يمكن منع ظهوره أو تأخيره؟
- المياه البيضاء نوعان: الأول يصيب مرضى السكري من صغار السن، ويعرف بشكله المميز من قبل الأطباء وهذا النوع يحدث مبكراً بعشر إلى خمس عشرة سنة عن غيره من الناس، والنوع الثاني الماء الأبيض الذي يصيب كبار السن وهو من أشهر هذه الأنواع.
وفي كلا النوعين من هذه المياه، تؤدي الإصابة به إلى تدني مستوى الرؤية لدى المريض بصورة دائمة، لذلك، فإن إزالته ضرورية لتحسن مستوى الرؤية. وقد يحتاج المصاب لإجراء عملية جراحية لإزالة الماء الأبيض مع زراعة عدسة صناعية داخل العين في أغلب الحالات، وهذا الأمر ضروري حتى يتحسن مستوى الرؤية لدى المريض، ولكي يتمكن الطبيب من متابعة حالة شبكة العين، يمكن منع الماء الأبيض أو تأخير ظهوره في حالة انتظام مستوى الدم لدى المريض الذي يعتبر أفضل وسيلة للوقاية من آثار السكري على كافة أجزاء الجسم، كما أن المتابعة المستمرة والفحص الدوري لدى طبيب العيون كل ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر حيث إن للوقاية دور هام فالوقاية من أسباب خفض نسبة الإصابة بالمياه البيضاء، خصوصاً لدى متوسطي وصغار الأعمار والسرعة التي يتطور بها الماء الأبيض تختلف من شخص لآخر ومن عين لأخرى في نفس الشخص و يزداد في حالة وجود أمراض مسببة، وأكثر حالات الماء الأبيض المرتبطة بتقدم العمر تتطور بشكل تدريجي على مدى السنوات.
طرق العلاج
* د.فاروقي.. ماهي الطرق الحديثة التي يتم بها إزالة الماء الأبيض دون حدوث مضاعفات؟
- عند تدهور النظر أو زيادة الأعراض لدرجة أنها تؤثر على النشاط اليومي للمريض، أو في حالة حدوث مضاعفات في العين مثل (الماء الأزرق - ارتفاع ضغط العين) أو وجود أمراض في الشبكية أو عصب العين يتطلب فحصها أو علاجها إلى إزالة الماء الأبيض (حيث أن الماء الأبيض يحجب رؤية الشبكية بوضوح) فإنه لابد من التدخل الجراحي، حيث تجرى العملية عن طريق فتحة جراحية في (بياض أو سواد) العين و عادة ما تُجرى تحت التخدير الموضعي، و قد تستخدم الموجات فوق الصوتية ويتم زراعة عدسات خاصة ومرنة قابلة للثني من خلال فتحة لاتتجاوز 3.2 ملي وبدون خياطة وكل ذلك يتم من خلال جهاز Phaco الخاص بإزالة الماء الأبيض الذي يتميز ببرنامج Global Binode الذي يعطي الأمان الكامل للطبيب في إزالة الجزء الطرفي الخاص بنواة عدسة العين، ومزود ببرنامج ViscoelaStic الذي يضمن إزالة المادة اللزجة أثناء زرع العدسة، ويتم تشغيل الجهاز عن طريق دواسة القدم مما يتيح السيطرة التامة أثناء إجراء العملية ويقلل من حدوث أي أخطاء بشرية، ويقلل قوة الموجات فوق الصوتية مما يؤدي إلى منع تورم العين بعد العملية بإذن الله، كما أود أن أؤكد على أهمية استخدام ادوات العملية لمرة واحدة فقط ولا يعاد استخدامها أو تعقيمها مرة أخرى حرصا على عدم انتقال العدوى بين المرضى.
دون خياطة أو غرز
* كيف تتم عملية إزالة المياه البيضاء وهل هي مؤلمة ومتى يمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد جراء العملية؟
- عملية إزالة الماء الأبيض تعتبر غير مؤلمة قياساً بالعمليات الأخرى ومن مميزاتها سرعة الشفاء بإذن الله تعالى لأنها تُجرى عبر الفاكو، وجراحة الفاكو تعتبر أحدث تكنولوجيا جراحية مستخدمة لإزالة المياه البيضاء، وهذه الجراحة تحتاج لتجهيزات متطورة ومهارات جراحية عالية لدى الطاقم بالإضافة إلى تميزها عن الجراحة التقليدية بدقة النتائج وسرعة الشفاء، حيث يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في طرف القرنية ثم يقوم بإدخال محبس صغير عبر هذا الثقب داخل العين، عندئذ يقوم هذا المجس بإصدار أشعة بالموجات فوق الصوتية التي تقوم بدورها بتفتيت الغشاوة الموجودة في منتصف عدسة العين ومن ثم يتم سحبها من داخل العين، وتتم إزالة الماء الأبيض تحت التخدير الموضعي ولا يستخدم فيها الخياطة، حيث يتم عمل جرح صغيرفقط في العين لا يتجاوز 3.2 مليمترات فلا يستخدم الخياطة أو الغرز مما يسهل عليه الشفاء بإذن الله، كما أن المريض يستطيع العودة إلى المنزل بعد أقل من ساعة من إجراء العملية، وبإمكانه أداء الصلاة والركوع والسجود بصورة طبيعية بعد العملية، وعودته للحياة الطبيعية بعد العملية بيوم واحد.
الدكتور زكريا الفيصل
الزمالة اللسعودية لطب وجراحة العيون
رئيس قسم جراحة العيون بمستشفى قوى الأمن سابقاً
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
الدكتور منصور الفاروقي
الزمالة البريطانية في طب وجراحة العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
|