{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
ففي الوقت الذي تحتاج فيه أمتنا إلى وحدة الصف وجمع الكلمة في ظل شريعتنا الغراء التي تجمعنا في بوتقة واحدة مصداقاً لقوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.
وفي الوقت الذي نجد فيه سهام الحاقدين على أمتنا تطيش صوبنا مستهدفة النيل من استقرارنا وأمننا وسمو عقيدتنا الإسلامية السمحة تطالعنا وكالات الأنباء بما يجعلنا نعتصر أسى ما يدبر بليل ويحاك ضد قياداتنا الخيرة والمعطاءة خصوصاً في بلادنا العزيزة.. بلاد الخير والعطاء.. بلاد البذل والتكافل التي تمد يدها لإخوتها وأشقائها في كافة البلاد الإسلامية والعربية (في غير ما مَنٍّ) درءاً للمخاطر، وذوداً عن حياض الدين والكرامة.
وعلى غير المتوقع تتواتر الأنباء عن مؤامرة مخيبة للآمال مفجعة على درب تواصل الأشقاء تنسب إلى القيادة الليبية على حياة سمو ولي العهد حفظه الله تعالى.
فكانت الصدمة كبيرة، والحيرة إزاء ذلك أكبر حيال ما نسمع!!
ومن هنا نتساءل:
- أين شعارات التضامن العربي والإسلامي من هذا؟!
- أين دعاوى مكافحة الإرهاب ومدى اتساق هذه الدعاوى مع هذا؟!
- أين روح الأخوة الإسلامية من هذا؟
- أين قيمة الوفاء والعرفان لمواقف المملكة البناءة والداعمة خصوصاً في المشكلات الدولية التي واجهتها القيادة الليبية وعلى سبيل المثال لا الحصر (مشكلة لوكربي).. وغيرها؟!
- أبهذا يكون العرفان؟!
- أبمثل هذه المواقف الجاحدة يكون الرد على المملكة وقياداتها؟!
عجباً!!
بل والأعجب!! أن هذه المواقف تتيح لأعداء الأمة أن تتكالب علينا أكثر!! وأن يسقطنا الأعداء من حسابات الأمم المتحضرة وقد أعزَّنا الله تعالى في ظل الإسلام - الذي تعتبر المملكة له مثلاً - شريعة ومنهاجاً!!.
وإننا إذ نُنكر ما حاكت يد الغدر.. وما التقت عليه إرادة الشر.. نتضرع إلى الله تعالى أن يحفظ بلادنا وقادتنا من كل سوء.. وأن يمن على أوطاننا بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظ ديار الإسلام من كل سوء ومن كل مكروه، وأن يكلأ بلاد الحرمين الشريفين برعايته وحفظه.. وأن يسبغ على صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نعمة الرعاية الدائمة ليظل نهر العطاء الدافق في شرايين وطن الخير والمحبة، وفي ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ولتظل بلادنا على الدوام منارة الإسلام الزاهرة التي تقود سفينة الحضارة الإنسانية إلى بر الأمان حيث ازدهار الحاضر، وإشراق المستقبل.
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.