كنتُ أعرفها وأنا بنت سبع سنوات حيث كانت امرأة اجتماعية، تحب الأقارب وتجمع الجيران، وتهاتف البعيد، وتصل القريب، وبارة بوالديها - رحمهما الله - ألا، وهي (أم مشعل حصة بنت عبد الرحمن بن عبد العزيز النملة) حرم المهندس عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز النملة.
كان يعجبني فيها أدبها وفضلها وعفتها وحياءها وشرف نفسها، وطهارة قلبها، فلم يُخالط إلى نفسها شر، ولم يتسرب إلى قلبها كيد، حيث كانت مكسوة بعواطف الأم الأصيلة؛ فهي تُحيط أبناءها بعناية ورعاية، وتبسط عليهم جناح الرحمة والرأفة؛ فتتحمل جميع آلام الحياة وأرزائها في سبيل أسرتها غير شاكية ولا متبرمة، بل تزداد شغفاً بهم، وإيثاراً لهم، وضناً بحياتهم بمقدار ما تبذل من الجهود في سبيل تربيتهم.ففي يوم الثلاثاء 27 - 4 - 1425هـ تبدلت الأرض غير الأرض والسماوات؛ فكأنما استحالت في نظري حقائق الأشياء؛ فأصبحت لا أرى النجمة في لألائها، ولا في الزهرة جمالها، ولا في السماء صفاءها؛ ذلك حينما سمعنا حشرجة موتها، فبدأت الصرخات عليها، واستمطرت العيون لها، ولكن ما يدريك لعل الله أراد بها خيراً، فموتها رحمة وراحة من حياة علم الله أنه قد يحفها الشقاء والفتن والعذاب الأليم، فالله يمتحن عباده ليعلم الذين صبروا فيدخر لهم في دار نعيمه من المثوبة والأجر أضعاف ما كانوا يقدرون لأنفسهم من سعادة الحياة ونعيمها.
اللهم إنه لا ريب في عدلك وقضائك، ولا ظنة في رحمتك ومغفرتك، ولا اعتراض على قدرتك ومشيئتك، ولا سخط في ابتلائك ومحنتك، نسألك أن تغفر لها ولجميع المسلمين والمسلمات أحياءً وأمواتاً، ونسألك ألا تمنع حظها من الموت للآخرة كما منعت حظها من الحياة, اللهم ضاعف لها الحسنات وتجاوز عنها السيئات.. آمين.
|