يخلط بعض الناس في تقييم تصرفات الآخرين بالعين الناقدة بين الطموح والإحساس بالنقص ، وذلك لهوى في نفس الناقد مشوب بحسد يظهر في تصنيفه للآخرين فيما يعجز عنه بأنه إحساس بالنقص ، متجاهلاً الإمكانات الذاتية للناجحين فيما يعجز عنه الكثيرون .. وفي إطلالة سريعة نبين فيها حقيقة الشعور بالنقص والفرق بينه وبين الطموح المحمود نجد ان الشعور بالنقص يتصف أصحابه بعدم القدرات الذاتية على الإبداع الحقيقي والاكتفاء بالمظاهر الجوفاء التي تعكس الرغبة في مجاراة الآخرين ولو كان على حساب أشياء ذات صلة بثوابت الإنسان الدينية أو الاجتماعية ، لكن هذه الأشياء لا تلبث ان تنكشف على حقيقتها علة صاحبها في موقف محرج ، والبعض يكابر تمادياً في الزيف وتكبراً على الاعتراف بحقيقته.
بينما صاحب الطموح العالي تجده يملك الإمكانات الذاتية لتحقيق طموحه متغلباً على ما يعتريه من المعوقات الطبيعية أو الطارئة ، بل ربما كانت المعوقات مفتعلة ومن المعلوم ان من طلب العلا سهر الليالي وقد قيل :
ومن طلب العلا من غير جهد
أضاع العمر في طلب المحال |
يدفع بعض الناس ضريبة النشأة في بيئة مترفة في قتل الطموح العلمي ، ويفيق متأخراً بعد فوات الأوان فيبدأ الصراع بالشعور بالنقص ويبدأ التعويض عن ذلك بالمظاهر البراقة المختلفة.
ما أفضل البناء لبنة لبنة ليصل الإنسان القمة بثبات ويبقى متربعاً في القمة بجدارة ، ويدرك ذلك الحكماء من الموسرين فينشّئ أبناءه على هذا المبدأ ليتذوقوا طعم النجاح بعد جهد ذاتي صادق.
|