حينما قربت الإجازة..
ودنا يوم السفر..
زاد قلقي..
تبددت ذاتي..
* * *
لم أسعد بالإجازة كغيري..
لأنها ستأخذك مني..
لم أعبأ بالسفر..
لأنه سيبعدني عنك..
ولكنها الحياة..
لا تجامل أحداً!
تأخذ منا أغلى الناس!
وتترك بداخلنا الحزن والألم!
* * *
بدأ السفر..
وحدث ما أخشاه..
ما ترعبني ذكراه..
مرَّ اليوم الأول..
ولاتسألني كيف مرَّ..
فقد كان لوعةً وفراقاً..
تلاه الثاني.. والثالث..
ولا أعرف كيف تحملتُها..
فقد كان ألم فوق ألم..
وتوالت الأيام..
ألماً ولوعة..
حنيناً واشتياقاً..
* * *
وحينها..
وبعد هذه الأيام العصيبة..
بدأ شعورٌ آخر ينتابني..
شعور غيَّر مجرى الخوف لدي..
فلم أعدْ أخشى الإجازة..
أبداً..
بل أصبحت أعشقها..
أتدري لماذا..؟
لأنها عرّفتني كم أنت قريب مني..
كم هي حاجتي إليك..
وما هي حقيقة مشاعري نحوك..
* * *
حينها..
أدركت أن بداية تعلقي بك..
هو بداية سفرك ..
بداية بُعدك عني..
بداية عتابُك لي..
* * *
فشكراً أيتها الإجازة..
ولكنني.. مع ذلك..
لا أتمنى رجوعكِ مرةً أخرى..
فأنا لا أقوى على فراق روحي..
تكفيني إجازة واحدة..