* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
(ثغرات في حياة الشباب) عنوان المحاضرة التي القاها فضيلة الدكتورعبد الله بن مقبل القرني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ضمن النشاط المنبري لمهرجان مكةخير 25الذي ترعاه الندوة العالميةللشباب الإسلامي بمكة المكرمة.
بدأ الشيخ محاضرته ذاكرا أهمية مرحلة الشباب وفضلها مشيرا الى انه من هذا المنطلق أسس الملك فيصل- رحمه الله - الندوة العالمية للشباب الإسلامي حتى تكون عونا في مساعدة وتوجيه ومساندة الشباب لأن قوة الأمة في قوة وصلاح شبابها، والشباب ذكورا وإناثا لهم حقوق وعليهم واجبات ولهم في حياتهم ثغرات وهذه الثغرات متعددة الأشكال وفق مقتضى الأحوال وفي مقدمتها الثغرات الإيمانية، وسبب ضعف الإيمان لدى الشباب عدم استشعار عظمة الله وفضله، رغم أن الإيمان أحب الأعمال إلى الله وسبباً في دخول الجنة وأشار فضيلته إلى أن تلاوة القرآن بتمعن ومجالس الذكر والتأمل في إعجاز الله العلمي وذكر الموت وزيارة القبور تساهم في سد الثغرات الإيمانية.
ثم انتقل فضيلته الى العبادة وعرفها بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة وذكر لصحتها شروطا بدأها بحب الله والتذلل والخضوع له والإخلاص بالعبادة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ورأى فضيلته أن التهاون في أداء الصلوات وتحول العبادات إلىعادات وثغرات في العبادة تحتاج إلى إعادة نظر ومراقبة الله في السر والعلن حتى تستقيم عباداتنا.
ومن الثغرات التي ذكرها الدكتور القرني الانحرافات الأخلاقية والسلوكية والتي تتمثل في عقوق الوالدين وسوء الظن بالآخرين والغيبة والنميمة والسب والشتم، وعلى المسلم سد هذه الثغرات بحسن الخلق والالتزام بأوامر الإسلام ونواهيه، كما أبان فضيلته أسباباً تجعل هناك فجوة بين العلم والعمل مثل الفتور في طلب العلم وعدم التركيز في التوجه إليه، وعدم وجود أولويات تشكل برنامجا ومنهاجاً لحياة المسلم، وحذر الشيخ القرني من الاجتهادات الخاطئة والفتاوى المرتجلة من أنصاف المتعلمين في حين يتوفر في بلادنا عشرات العلماء الذين يمكن ان يشكلوا مرجعية موثقة نعود اليها ونستفيد من علمها ونستأنس بآرائها. كما دعا فضيلته الى التواضع والإخلاص في طلب العلم والعمل به ومقياس الإخلاص في رأي الشيخ يكون بالتطبيق العملي وبممارسة الأعمال طلبا لمرضاة الله بهمة عالية والاستفادة من تجارب الآخرين والعمل على الابتكار، واكد الدكتور عبد الله على أهمية المعرفة والتعمق في العلم قبل التوجه الى الدعوة والفتوى حتى تسير الأمور على بصيرة وأن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالعنف والاسلوب الجاف, كما حذر من تصيد اخطاء العلماء داعيا ان يكون الحق والمعرفة هو الهادي الى سواء السبيل.
وتناول الشيخ في نهاية محاضرته الثغرات الاجتماعية محذرا من اخطارها التي تتمثل في تصرفات الشباب اللامسؤولة من تسكع في الشوارع وإيذاء الآخرين وإضاعة الوقت فيما لا جدوى منه مؤكداً على أهمية البيت أولا والمدرسة والجامعة والمجتمع في تنمية الأخلاقيات الايجابية النابعة من قيمنا الإسلامية لدى الناشئة حتى نضمن جيلا يكون لنا أملا مشرقا ورجاء واعدا لعودة المجد التليد في قادم الأيام بإذن الله تعالى.
|