* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
اختتم مؤتمر المسؤولية الوطنية والإنسانية للمؤسسات التربوية في ضوء تحديات العصر الذي تنظمه كلية التربية بجامعة أم القرى بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها فعالياته يوم أمس وذلك بفندق انتركونتننتال بمكة المكرمة حيث خصصت الجلسة الختامية لتلاوة البيان الختامي للمؤتمر وتوصياته، حيث أوصى المؤتمر بتفعيل دور الأسرة في رعاية أبنائها وتوعيتهم لمواجهة تحديات العصر وأكد على أهمية دور الأسرة في ترسيخ مبدأ المواطنة وتعميق الإحساس بها وتعويدهم على ممارستها من خلال المناشط والفعاليات الأسرية المناسبة، كما أكد على أهمية دور الأسرة في تنمية القيم الخلقية الإسلامية في نفوس الناشئة لمواجهة التحديات والانحرافات الفكرية التي تواجهها الأمة الإسلامية، وأكد على تعزيز دور الأسرة في تنمية روح التسامح ورفض التعصب وقبول الآخر وكيفية التعامل مع الاختلاف بطريقة إيجابية فاعلة، كما أكد على توافق الثوابت بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمجتمع وذلك للحد من سلبيات الاختلاف على الفكر البنّاء.
وشدد المؤتمر على أهمية تفعيل دور وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة وتلفاز وشبكة المعلومات العالمية في توعية الشباب بالأفكار الضالة من خلال البرامج والندوات والمؤتمرات واللقاءات التوعوية الشاملة ودعوة مؤسسات رعاية الشباب لتوعية الشباب بالمخاطر المحدقة بهم وبأدوارهم ومسؤولياتهم الوطنية والإنسانية وتفعيل دور المسجد في تحصين الشباب ضد الأفكار المتعارضة مع قيم الإسلام ومثله الأصيلة من خلال المحاضرات والخطب واللقاءات وتوسيع وظيفة المدرسة بتجاوزها تلقين المعلومات إلى التنمية الشاملة للمتعلمين فكرياً ووجدانياً ومهارياً بما يحقق النمو المتوازن وضرورة ان يكون للمدرسة دور بارز في ترسيخ قيم المسؤولية الوطنية والإنسانية لدى الناشئة.
وأكد المؤتمر على أهمية توطيد العلاقة بين المدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى ممثلة في الأسرة والإعلام وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بالشباب وربط البرامج التعليمية في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي باحتياجات سوق العمل وإعداد المتعلمين مهنياً لتلبية تلك الاحتياجات وإعادة النظر في برامج إعداد المعلمين وتدريبهم بحيث تواكب مستجدات العصر العلمية والتقنية وتزويدهم بالكفايات اللازمة للاضطلاع بمسوؤلياتهم الوطنية والإنسانية والعمل على تطوير مناهج التعليم بحيث تنطلق من ثوابت الأمة الإسلامية دون إغفال لمتغيرات العصر ومستجداته مع الحفاظ على تلك الثوابت وترسيخها وتطوير طرائق التدريس وأساليبه بحيث تكون أكثر إثارة وتشويقاً وتدريب المتعلمين على الحوار البنّاء الهادف واعتماد التقنية وتطبيقاتها في مجالات الحياة المختلفة والاهتمام بالجانب التطبيقي في ممارسة المناشط التربوية المنوعة بإتاحة الفرصة للمتعلمين في اختيارها بما يتلاءم مع قدراتهم وميولهم وحاجاتهم وتنويع المناشط داخل المدرسة وخارجها بحيث تتوافق مع حاجات المجتمع وتعكس ما يدور في فلكه من مشكلات وتسهم في تدريبهم على حلها بأساليب تربوية ناجعة وضرورة تنمية الوعي بالمسؤولية الوطنية والإنسانية لدى الناشئة من خلال كافة المقررات الدراسية والمناشط بهدف إحداث تكامل مع الخبرات المقدّمة للمتعلمين.
وأجمع المؤتمرون على شجب الأعمال الإجرامية ورفضها لما فيها من أضرار بالبلاد والعباد ومطالبة مؤسسات المجتمع كافة تحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه ذلك.
وطلب المؤتمرون من معالي مدير جامعة أم القرى رفع برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لدعمهم السخي المتواصل للمؤتمرات العلمية ورعايتهم ودعمهم للنهضة الشاملة ولسمو أمير منطقة مكة المكرمة لافتتاحه للمؤتمر نيابة عن سمو ولي العهد.
وأعرب المؤتمرون عن شكرهم وتقديرهم لجامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية على ما بذلت من جهد في الإعداد والتخطيط والترتيب وإدارة المؤتمر وعلى ما وجدوه من حفاوة وحسن استقبال وكرم ضيافة.
وقد طرح خلال جلسات المؤتمر السبع 40 دراسة وبحثاً وورقة عمل وشارك فيه نخبة من العلماء والتربويين من المملكة العربية السعودية ومن بعض الدول العربية وساده مناخ علمي رصين وتخللته محاورات جادة وموضوعية ومناقشات مستفيضة.
|