مستعجل
ليسوا سعداء بالإجازة..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** بدأت إجازة الصيف.. وظن الكثير من الناس.. أن البشر مرتاحون مجازون متجهون إلى راحة واسترخاء وإجازة طويلة.. وما ظن هؤلاء.. أن البشر خلال هذه الأيام.. مشغولون أكثر.. خذ مثلاً.
** بعضهم.. بدأ إجازة بالفعل.. ولكنه دخل في دوامة مشاكل ونقاشات وخلافات وخصومات مع أفراد أسرته.. حول نوع وطبيعة ومكان وزمان الإجازة.. وأين يجب أن تكون.. وفي أي بلد.. وأين سيكون السكن.. وما هي وسيلة السفر.. ثم.. ماذا سيعملون هناك.. وما هي الميزانية المرصودة للرحلة وهكذا..
** وهناك من دخل في مشاكل وقضايا الحجوزات بكافة أشكالها.. حجوزات الطيران والانتظار وراء شيء اسمه.. انتظار ورحلات لا تقبل الانتظار.. وزحام شديد في المطارات ومكاتب السياحة وضرورة سحب كروت صعود الطائرة بكرة.. وما هي الخطوط التي سيسافر عليها.. وأين الفندق الذي سيسكنه.. وهل هناك إمكانية حجوزات فيه.. وما هي الأسعار.. وما حجم الخصم.. فهذا يسكن بكامل المبلغ.. وآخر يُحسم له (20%) وثالث يُحسم له (80%) وكلهم سياح.. ورابع يُطرد لأنه لا مكان له في الفندق.. والغرف.. كلها محجوزة.
** وهكذا حجوزات سيارات التنقّل وحجوزات وأماكن أخرى كلها (فُل).
** فالإجازة لدى هذا الصنف.. كلها صداع ومشاكل وقلق وخسائر.. حتى التحويشة التي جلس سنة كاملة يعصر نفسه ليحوشها ويجمعها.. هي ستطير في هذه الإجازة.. وسيطير معها.. أسلاف من هنا وهناك.
** أما الصنف الثاني.. فهو الذي بدأ إجازته بمتابعة مشاكل أولاده في القبول والتسجيل والتنقّل من مرحلة دراسية إلى أخرى.. فهذا لا مكان له في الجامعة.. وآخر يبحث عن مدرسة قريبة.. وثالث (ساقط) ورابع سيدرس صيفاً.. وخامس لديه مشكلة أخرى.. وسادس (رح دَوْرَهْ) وهكذا..
** فهذا الصنف.. بدأ إجازته بالتنقّل بملفات أولاده.. بين دائرة وأخرى.. والمشكلة.. أن كل الدوائر المعنية بالطلاب والطالبات.. أكره ما ترى.. هو (الملف) فلا الجامعات ترحب بالطلاب والطالبات.. ولا المدارس ترحب بهم.. فالكل.. يكره التسجيل.. ويكره المستجدين.. وكم يتمنى.. لو أن الجامعة أو المدرسة.. لا تستقبل ملفاً واحداً.
** أما الصنف الأخير.. فهو الذي ليس له نصيب من الإجازة.. بل زاد عليه العمل في الصيف.. وتضاعفت مسؤولياته.. فلا هو مجاز.. ولا هو سلم من العمل المضاعف.. وهذا الصنف.. يمارس عملاً له علاقة بالناس واحتياجاتهم هذه الأيام.. وما أكثر احتياجاتهم هذه الأيام..
** فلا تظنوا.. أن كل الناس في إجازة..
** ولا تظنوا.. أن كل الناس سعداء.. حتى المتقاعدين.. إذا أقبلت إجازة الصيف.. أصابهم نوع من الكآبة والضيق والنكد والكدر.. لأنهم سيواجهون صعوبات ومشاكل واهتزازات أسرية.. وسيواجهون عقبات ترفع من ضغطهم.
** وهذه المشاكل.. تتراوح.. ما بين.. أين سيقضي وأسرته.. إجازة الصيف.. وما هي مطالبهم.. وما بين تسجيل أو توظيف الأبناء والبنات.. والأمور كلها.. مغلقة.. ودرجة الحرارة (48) في الشارع.. و(50) داخل المنزل..
وفي الدوائر والجامعات.. يرتفع الضغط.. مع السكر.. ويلتهب القولون.. و(تفوح) المعدة و(لا أحد جاب خبرك) و(كِلْ .. جِحْ) واحمد ربك.