انتقد مدير عام شركة صكوك للاستثمار والتطوير العقاري محمد يحيى البكري الدور الحالي للبنوك المحلية في مجالات النشاط العقاري ووصف دورها ب (القاصر) واعتبر ان التعاملات في سوق الأسهم المالية لا تخيف العقاريين وقال ان التداول في سوق الأسهم المالية غير مقنع وفيه نوع من الخلل.
البكري وفي حديث ل (الجزيرة) أكد أهمية ايجاد مجلس للعقاريين واكد ان الحالة الموجودة حالياً في السوق العقاري تستوجب ظهور بورصة عقارية.. وتحدث مدير عام شركة صكوك عن الكثير من الموضوعات العقارية.. وإليكم نص اللقاء:
شيء واحد مخيف
*هل تأخر وعدم إقفال مساهمات عقارية، وكذلك عدم بيع كامل المخططات العقارية في المزادات يشير إلى ان هناك تخوفا من السوق العقاري؟
- لعل السنوات القليلة التي مرت والتي ستأتي، هي سنوات وظفت كامل السيولة المالية التي في أيدي الناس في قضية المساهمات العقارية، ولذلك نجد هناك عدم اقبال على المزادات السكنية أو مزادات بيع المخططات لعدم وجود السيولة، وهناك البعض يرغب المساهمة في أي مخطط والشراء من نفس المخطط وبأرباح وهذه فكرة متداولة ومطروحة منذ زمن لدى المساهمين، ونحن كأصحاب مساهمات فإن من الشرائح المستهدفة في تسويقنا المساهمين، وهم شريحة كبيرة جداً ويهمنا جداً ان المساهم يتملك في المخطط الذي يساهم فيه.
وحقيقة ليس هناك شيء مخيف في العقار، رغم ان السوق العقاري يصعد وينزل وهذا بفضل الله ثم بفضل الاستقرار الذي نحن فيه وتوفر السيولة، الشيء الوحيد المخيف هو عدم المصداقية لدى بعض المتعاملين في المساهمات العقارية والمبالغات وعدم فهم السوق كما ينبغي.
* هل هناك مثال على ذلك؟
- نعم.. كأن يعلن مستثمر عن توزيع أرباح مساهمته في مخطط بعد سنة، وهو المخطط الذي لم يعتمد من البلدية، وهناك من يفتتح مساهمات على أراضٍ أو أرض لا يمتلك صكا عليها، ويعمل هذا على أمل ان يخرج الصك!.. فمن هنا برز ظهور المساهمات المتعثرة ولذا يجب على المستثمر أو رجل العقار ان ينهي الأمور الرسمية قبل طرح المساهمة أو أن يجعل الوقت المناسب الأعلى، وكلنا يعرف أن اعتماد المخطط يستغرق مدة أدناها الثلاثة أشهر.
مبالغات في التعاملات
* وتوجُّه الكثير من المواطنين إلى سوق الأسهم المالية ألا يزعجكم كعقاريين؟
-هناك مبالغة في سوق الأسهم المالية، فهناك مبالغات في التعاملات في هذا السوق الذي يخيفنا كعقاريين.
*ماذا تعني بالمبالغات؟
- نحن لسنا في بلد يوجد فيه 1000 شركة، فكل التعاملات في سوق الأسهم المالية لا تتجاوز 80 شركة بما فيها البنوك.. فهل هذه الـ80 شركة تتداول يومياً 5 مليارات ريال؟ هذا شيء غير مقنع وفيه نوع من الخلل.
مجلس للعقاريين
*كيف يمكن ان يكون هناك مرجعية للعقاريين وللنشاط العقاري؟
- لا بد أن يكون هناك مجلس للعقاريين يوضح فيه أصحاب الصفحات البيضاء، وهذا المجلس يجب ان يبين أصحاب الصفحات السوداء أيضاً، فهناك مساهمون ضاعت أموالهم وآخرون تعثرت والسبب أنهم لم يجدوا ما سمعوا عنه على أرض الواقع فهناك أشخاص جعلوا لأنفسهم اسما عقاريا بلا مشاريع ومثل هؤلاء يسببون أضراراً ليس للنشاط العقاري فحسب بل للاقتصاد الوطني ككل، إذن لا بد ان يكون لدينا قائمة بأسماء أصحاب المصداقية في العقار وتوزع هذه القائمة على المعنيين، كما هو حاصل من توزيع قائمة سوداء في البنوك.
تجربة ناجحة
*هل السوق حالياً بحاجة إلى بورصة عقارية؟
- الحالة الموجودة حالياً في السوق العقاري تتطلب وجود بورصة عقارية يتداول الناس فيها أسهمهم، وهذا مطلب ملحّ في ظل وجود الكم الهائل من الأسهم العقارية وأرى ان الأسهم العقارية لدينا في المملكة أفضل من الأسهم التجارية الأخرى الموجودة في السوق الاقتصادي السعودي وذلك من حيث عائدها وتداولها، ونعلم ان الأسهم العقارية ثابتة، فهي لا تصعد أو تهبط بسرعة وهذه من ميزاتها. وفي بعض مناطق المملكة، كالمنطقة الشرقية تم تجربة البورصة العقارية، وكانت تجربة ناجحة.
مردود سيئ
* في ظل الانتشار الهائل للمكاتب العقارية، وظهور شركات ومؤسسات عقارية أهلية.. هل تؤيدون (كبح) نشاط غير الملائم من هذه الجهات؟
- من الصعب كبح نشاط أي صاحب منشأة، فالكبح والتدخل أمر صعب ومغرٍ للجانبين، وهم الجانب الرسمي وجانب المستثمر وهو صاحب المال، ولكن لا بد ان يكون هناك مصداقية ومن ثم تفعيل الاستشارات، مشكلتنا اننا ما زلنا نتحدث بعقول آبائنا وأجدادنا وأعني بذلك اتخاذ القرار دون استشارة أو استعانة بأحد، فيكون القرار شخصيا والعمل به اجتهادا فرديا وهو ما يوقع في مطبات يصعب الخروج منها، نحن بحاجة إلى دراسات علمية استشرافية مكثفة خاصة بالعقار يجتمع فيها الاكاديميون والمختصون والمهندسون والاستشاريون والعقاريون القدماء وأمانات المدن كمراقب، وهنا أتساءل: لماذا لا يكون لدينا رجال من هذه الجهات لاعتماد المخططات الجديدة؟
فالتوسع الهائل في المخططات العقارية سيكون مردوده سيئاً.
الاندماج.. جميل
* هل تؤيدون اندماج كبرى الشركات العقارية؟
- من الجميل ظهور اندماج بين شركات عقارية كبرى، وسيكون لهذا الدمج مردود ايجابي على السوق العقاري والنشاط الاقتصادي بشكل عام، فهذا سيوجد رأس مال كبيرا جداً يستطيع ان يدخل في مشاريع نهضوية وتنموية كبيرة يعود نفعها للبلد، والاتحادات في أي قطاع اقتصادي تحدث قوة لهذا القطاع، وشاهدنا ذلك في عدد من بنوكنا المحلية وعدد من الشركات والمصارف التي اتحدت قريباً.
دور قاصر للبنوك
*ذكرت البنوك.. سؤالي: كيف ترى تعاملها مع النشاط العقاري؟
- البنوك للأسف الشديد تفكر في الأساس الأول في العائد المالي فقط، فالبنك الآن يقسط للشاب شراء فلة بأرباح للبنك قدرها 100% فمثلاً تشتري بـ200 ألف ريال وتدفع مليون ريال بالتقسيط، فهل هذا شيء يعقل؟!!
فالبنوك لا زال دورها قاصرا في النشاط العقاري، هناك بنكان أو ثلاثة برز دورها في النشاط العقاري، ولكنه دور ما زال دون المطلوب.
نريد أن ندفع
*للعقاريين ارتباط كبير بمؤسسات وشركات حكومية وشبه حكومية.. فماذا تطلبون من هذه الجهات؟
- العقاري الذي يأتي إلى مكان أجرد فيطوره ليخرجه كمدينة أو كحي راقٍ جداً لا بد ان يدعم، نحن لا نريد ألا تؤخذ منا أموال، فنحن نريد ان ندفع للكهرباء وللهاتف وسندفع لكل من يريد أن ندفع، ولكن نريد تسهيلا للأمور، أيضاً نتمنى أن يكون الأشخاص الذين نقابلهم من الموظفين في القطاعات التي تدفع لها أن يكونوا فاهمين للجدوى الاقتصادية لمثل هذه الأعمال التي نقوم بها، فالموظفون الحكوميون في هذه الجهات والشركات الخدمية لا بد ان يكون لديهم وعي ومعرفة بجدوى مشاريعنا فالاستعجال في توفير الكهرباء والهاتف والماء.. الخ، في أي مكان سنطوره سينفع الآلاف وتأخير توفيرها سيضر بهم وبمقدم الخدمة.
ملامسة هموم الشباب
* ما رؤيتكم في التوسع الرأسي للمدن؟
- لا بد من إدخال فكر جديد في العقار لدينا، نحن مهمشون لقضية التوسع الرأسي تماماً، نتكلم ونحاضر ونبحث وندرس في التوسع الرأسي ولا نطبق، الآن مدينة الرياض تعدت المخططات فيها بنبان، ولدينا مواقع في وسط حي العليا خالية (أراضٍ فضاء) فلماذا لا تستغل هذه الأراضي في انشاء وحدات سكنية بأسعار معقولة للشباب؟ ولدينا تجارب ناجحة في ذلك، وأعني إسكان المعذر فهو ناجح من كافة الجوانب، فالحركة المرورية فيه انسيابية والخدمات متوفرة ومنتعشة... فتوفير مربعات سكنية كإسكان المعذر في عدد من أحياء مدننا سيحقق نتائج إيجابية وسيلامس هموم الشباب.
كيان واحد
*يلاحظ البعض ومع تعدد العقاريين وجود فجوة بينهم؟
- يجب ان نتعامل كعقاريين وكأننا كيان واحد، أتمنى ألا يكون هناك فجوة بين العقاريين الجدد والقدامى، فالعقاريون القدامى هم سندنا وعضدنا وهم من فتح لنا هذا المجال وكسبنا خبراتهم وأسماءهم، فيكفي أن اسم عقاري معروف وقديم يبث الثقة في السوق، فلا بد من تمازج هذه الخبرة والدراسة وادخال روح الشباب وأفكارهم حتى يعرفوا هموم أقرانهم ويستطيعوا مع الآخرين النهوض بالعقار في البلد.
وعي المرأة
*كيف تقيّمون نشاط المرأة في القطاع العقاري، وماذا عن تجربتكم في ذلك؟
- للعنصر النسائي أهمية كبيرة لدينا في الشركة لما لمسناه من اهتمام كثير من النساء سواء عاملات في القطاع الخاص أو العام فهن يناقشن بشكل جيد ولديهن افكار وابتكارات جيدة، وهذا نتيجة وعي المرأة لدينا بالجانب العقاري، والملاحظ ان دخول المرأة السعودية للنشاط العقاري حاليا يكون كمساهمة مالية فقط، قليل منهن دخلن في جوانب مرتبطة بالعقار كالديكور مثلاً.
بالنسبة لتجربتنا من خلال ايجاد قسم نسائي في شركة صكوك، فهي تجربة ما زالت في بداياتها وهي تجربة بسيطة لم نرَ سلبياتها وايجابياتها حتى الآن،
نزحف بالتطور
*ما فلسفتك الحالية في العقار؟
- فلسفتي ان نجعل التطور يزحف للمدن البكر، لماذا نقتصر على الرياض ومدن الشرقية وجدة وهي مدن أخذت نصيبها الأوفر من التطور، لماذا لا نزحف إلى مناطق أخرى بهذا الفكر التطوري الناشئ الجيد.
*مثل ماذا من المناطق؟
- مثل جازان.. فهي منطقة بكر لم تشهد إدخال فكر جديد في تطوير الخدمات وعندما يدخلها هذا الفكر سنرى تطورا ونهضة جيدة.
|