قادني قدري في إجازة نهاية الأسبوع الماضي لمشاهدة لقاء فني تلفزيوني مع الفنان وائل كفوري - حرسه الله من العين -.. لم يشدني في اللقاء مقدمة البرنامج الفاتنة أو الصبايا والصبيان وهم يتراقصون ويتمايلون، قدر ما شدني بطل اللقاء السيد ابن كفوري وائل، الذي ظهر بشكل مختلف وطلة مغايرة لطلاته السابقة - حسب مقدمة البرنامج-.. في اللقاء ظهر وائل بهيئة مختلفة من حيث قصة الشعر ونوعية المكياج - حسب اعتقادي -!.
أثناء اللقاء مع وائل، أبحرت في هواجس تخص نشاط السوق العقاري لدينا، ذهبت في (هواجس) التي لم تبتعد عن الواقع إلى الكثير من الشركات والمؤسسات والمكاتب العقارية التي نشاهد ونطالع في وسائل الإعلام إعلاناتها عن مشاريعها العقارية ودعواتها للمواطنين للاستثمار.
والمساهمة معهم بأرباح (يزعمون) أنها مجزية جداً.. الشكل الخارجي للكثير من مقار هذه الشركات والمؤسسات العقارية أجمل لدي ويمكن لدى آخرين من شكل (وائل) والابتسامات التي يستقبلك بها القائمون على هذه الجهات شبيهة بابتسامة (وائل) والكلام (الحلو) والعبارات والجمل الجاذبة لديهم تفوق ما لدى (وائل) رغم إختلاف (اللكنة)!
أتعجب.. كيف تظهر هذه الشركات والمؤسسات العقارية، وتُشرع أبواباً لاستقبال مئات الملايين من ريالات المواطنين وهم لا يدرون - وأعني الآخرين - أي شيء عن رؤوس أموال هذه المؤسسات العقارية؟ ونكون بعيدين عن المنطق إذا حمّلنا المواطن المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي يتكبدها نتيجة ثقته التي يُغري ويغصب نفسه بها تجاه هذه الشركات.. المواطن شريك، والشريك الأكبر في خسارته مؤسسات حكومية غضت النظر عن الكثير من الذين أحسنوا الديكور والمظهر للظهور في السوق العقاري وأخفوا ما يجب أن نعلمه في دواخلهم.
إلزام أي مؤسسة أو شركة أو مكتب عقاري بضمان بنكي يُعلن عنه شبكل رسمي، وإيضاح رأس المال أمر محتوم لتنظيم السوق المالي العقاري، لكنه وللأسف ما زال حلماً وردياً يراوح مكانه.. وسنة حلوة يا وائل كفوري، والله المستعان.
|