Sunday 27th June,200411595العددالأحد 09 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الخرطوم تنفي وجود كارثة إنسانية بدارفور الخرطوم تنفي وجود كارثة إنسانية بدارفور
تهديدات أمريكية تسبق وصول باول وعنان للسودان

  * الخرطوم باريس واشنطن الوكالات:
رد أمس الأول الجمعة وزير سوداني على وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي قال ان الوضع في منطقة دارفور الواقعة في غرب السودان ينم عن كارثة في وقت هدد فيه الوزير الأمريكي المتوقع ان يزور السودان نهاية الأسبوع الجاري بمعاقبة مليشيات محسوبة على حكومة السودان على الرغم من تنديد الرئيس السوداني بذات هذه المليشيات.
واستبق باول بهذا التصريح زيارته المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء لدارفور حيث تزعم واشنطن وجماعات لحقوق الانسان ان ميليشيات قتلت واغتصبت ونهبت وحرقت قرى وتركت عشرات الآلاف بلا مأوى وعرضة للمجاعة.
ولكن محمد يوسف عبد الله وزير الشؤون الانسانية السوداني قال في مؤتمر صحفي في باريس (الموقف وفقاً للمؤشرات الدولية لا ينم عن كارثة مثلما يشير إليه البعض).وقال عبدالله الموجود في باريس لحضور محادثات سلام (ووفقا للمؤشرات الدولية الوضع تحت السيطرة).
وعلى الرغم من ترحيب الولايات المتحدة باتفاق سلام بين الخرطوم والمتمردين في الجنوب في صراع منفصل تقول ان الميلشيات تواصل القيام بأعمال وحشية في دارفور.
****
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الأول الجمعة ان ما لا يقل عن 30 الف شخص طردوا من منازلهم قد لا يجدون طعاما هذا الشهر بسبب انعدام الامن وقلة الاموال.
وقال مسؤولون امريكيون ان باول سيهدد بالحث على فرض عقوبات من قبل الامم المتحدة على السودان لوقف ما تسميه واشنطن اسوأ ازمة انسانية في العالم.
وسيركز باول خلال زيارته على تسليط الضوء على هذه الازمة ومطالبة الخرطوم بالسماح بوصول المساعدات الى منطقة دارفور وكبح جماح المليشيات العربية التي تقول واشنطن انها طردت مئات الآلاف من ابناء القبائل غير العربية من ديارهم.
وقال مسؤول الادارة الامريكية ان قائمة تهديدات باول والتي من المرجح ان يتم توجيهها خلال اجتماعات خاصة مع الحكومة ستتراوح بين العقوبات الدولية واحتمال ملاحقة المسؤولين كمجرمي حرب.ووفقا لمسؤول امريكي فإن هذه العقوبات ستتخذ بدون الانتظار لمعرفة ما اذا كان يمكن وصف ما يجري في هذه المنطقة ب(الابادة الجماعية : أم لا، وهو وصف تميل إليه واشنطن في الوقت الحاضر.
وأكد ايضا ان واشنطن تدرس امكانية تطبيق مثل هذه العقوبات على اعضاء في السلطة السودانية يتبين انهم مسؤولون عن التجاوزات في دارفور.
والعقوبات التي تقررها واشنطن في هذا النوع من الحالات هي تجميد الأرصدة في الولايات المتحدة او منع الحصول على تأشيرات اميركية.
وكان السفير الاميركي المتجول المكلف بجرائم الحرب بيار بروسبر اعلن (الخميس) ان واشنطن لديها (مؤشرات) حول ابادة جماعية محتملة في دارفور لكن لا يتوافر اي تأكيد قاطع في هذا الخصوص بعد.
ومن المقرر ان يزور كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة دارفور هذا الأسبوع بالاضافة الى باول لتسليط الضوء على الازمة والاجتماع مع المسؤولين الحكوميين في الخرطوم.
وقال باول للصحفيين (الوضع رهيب حتى اننا لو استطعنا ان نفعل كل ما نريد فعله غدا سيظل هناك خسارة كبيرة في الارواح بسبب الحرمان الذي يعانيه الناس.. هذه كارثة).
ونفى الوزير السوداني وجود اي عملية ابادة جماعية ، رداً على مزاعم جماعات غربية ، وقال ان الحكومة تريد انهاء اعمال العنف هناك.
وحدد عبد الله الخطوط العريضة لخطط الحكومة لنزع سلاح الميليشيا العربية المعروفة باسم الجنجويد والمتهمة من جانب المنظمات الغربية بارتكاب الانتهاكات. وقال انه يجري ارسال الشرطة اولاً الى المنطقة وسيقوم الجيش بجمع الاسلحة على الحدود.
واردف قائلا ان الجهود ستبدأ بعد ذلك لجمع الاسلحة لنزع سلاح كل القوى في آن واحد باستثناء الشرطة والجيش.
واضاف (بدأنا في ارسال قوة الشرطة. وستعمل حتى نقتنع بأن الموقف تحت السيطرة وتم تحييد من يحملون السلاح).
وتأمل الولايات المتحدة ان تساعد زيارة باول التي تتزامن مع زيارة عنان في زيادة أهمية هذه الازمة داخل مجلس الامن الدولي حيث لا يوجد تأييد واضح للعقوبات. وسيلتقي الرجلان في الخرطوم.
وتفرض الولايات المتحدة بالفعل عقوبات خاصة بها على السودان وتفكر في تجميد ارصدة مسؤولين.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية شريطة عدم نشر اسمه ان واشنطن تأمل بان يتجنب السودان الحاجة لتوجيه تهديدات مباشرة خلال هذه الزيارة من خلال السماح بالمساعدة وكبح جماح الميليشيا.
واضاف (الزيارة في حد ذاتها تبعث برسالة لا لبس فيها باننا سنحمل الحكومة المسؤولية).
الى ذلك أعلن مساعد وزير الخارجية السوداني للشؤون الانسانية محمد يوسف عبد الله يوم الجمعة ان محادثات بين الحكومة السودانية واحدى الحركات المتمردة في منطقة دارفور (غرب السودان) قد بدأت أو على وشك أن تبدأ في باريس.
واكد عبد الله الذي كان يرافقه المتحدث باسم الحكومة السودانية لمفاوضات السلام في جنوب البلاد، سعيد الخطيب، ان اتصالات مع مندوبي الحركة من اجل العدالة والمساواة، احد ابرز حركتين تقاتلان السلطة المركزية في دارفور، قد بدأت او على وشك ان تبدأ في العاصمة الفرنسية.
لكنه رفض ان يعطي مزيداً من التفاصيل.
وقال (لا نريد ان نبدأ بالحديث عن تلك الاتصالات الآن، وهذا جزء من الاتفاق)، موضحاً (اننا سنتحدث عن هذا الموضوع قريبا).
وقد اعلنت السفارة السودانية في باريس أمس الأول الخميس ان عبد الله (وصل الى باريس حيث سيلتقي مندوبين عن الحركة من أجل العدالة والمساواة).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved