*فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي شن حربها على البيئة الفلسطينية، ملوثة الأرض وآبار مياه الشرب، وتقوم تلك القوات المعتدية بإلقاء كميات كبيرة من النفايات الصلبة والسامة والملوثات في البحر الأبيض المتوسط، على الشريط الساحلي لقطاع غزة، ما يهدد بكارثة بيئية.. كما درجت السلطات الاسرائيلية المعتدية على إقامة مصانع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذور إقامتها في داخل المدن الاسرائيلية، كونها تعتبر خطرة على البيئة والصحة العامة، وتقوم سلطات الاحتلال بطريقة ممنهجة بالتخلص من مخلفاتها في المناطق الفلسطينية المحتلة، غير آبهة بصحة وسلامة المواطن الفلسطيني..
رئيس سلطة جودة البيئة، د. يوسف أبو صفية، قال في حديث خاص ل (مراسل الجزيرة) : إن دولة الاحتلال الاسرائيلي، تقوم بإلقاء كميات كبيرة من النفايات الصلبة والسامة والملوثات في البحر الأبيض المتوسط، مما يهدد بكارثة بيئية، وينذر بخطورة الأوضاع البيئية، ويساهم في إحداث خلل في التنوع البري والبحري وزيادة معدلات التصحر وتلوث المياه وانتشار العديد من الأمراض القاتلة..
وأشار أبو صفية إلى أن دولة الاحتلال تلقي العديد من الملوثات في البحر الأبيض المتوسط، حيث بلغت هذه الكمية أكثر من (15 ألف متر مكعب) من المخلفات الصلبة، إضافة إلى (60 ألف طن) من النفايات السامة..
وأكد رئيس سلطة جودة البيئة ل (الجزيرة) : أنه في العام 1977 تم ضبط سفينة إسرائيلية محملة بالنفايات في البحر المتوسط من قبل جمعية السلام الأخضر، وفي العام الماضي، 2003 ألقت إسرائيل آلاف الألغام في البحر وجزء منها تم قذفه إلى شاطئ تل أبيب..
ونوه أبو صفية إلى أن دولة الاحتلال الاسرائيلي تقوم بذلك رغم توقيعها على اتفاقية برشلونة في العام 1976، والتي تحظر تدمير البحار خاصة البحر المتوسط..
وقال رئيس سلطة جودة البيئة: إن الاحتفال بيوم البيئة العالمي، يتزامن مع ذكرى حرب حزيران - يونيو، حيث بدأت إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والاعتداء على البيئة والإنسان الفلسطيني.. مضيفا: أن شعار يوم البيئة لهذا العام أكد أن البحار والمحيطات مطلوبة حية أو ميتة، وتم اختيار هذا الشعار لأن المحيطات والبحار تغطي أكثر من 70 في المائة من مساحة الأرض، التي يسكنها أكثر من 6 مليارات نسمة، ويعتمد جزء كبير منهم في غذائه على البحار والمحيطات خاصة فيما يتعلق بمادة اليود..
وأكد د. يوسف أبو صفية ل (مراسل الجزيرة) انخفاض معدلات صيد الأسماك في الأراضي الفلسطينية ؛ جراء الحصار الإسرائيلي حيث تصل حصة الفرد السنوية حوالي 300 جرام فقط من الغذاء البحري، منوها إلى أن المسافة المسموح الصيد بها في بحر قطع غزة لا تزيد عن كيلومترين، كما أن المخلفات التي يتم إلقاؤها من قبل الاحتلال في البحر أثرت على البيئة البحرية، ما جعل معظم الكائنات البحرية تموت ولا تبقى إلا الكائنات، التي تتحمل الملوثات..
وأكد أبو صفية: أن سلطة جودة البيئة الفلسطينية تحرص على المشاركة في كافة المؤتمرات الدولية ذات العلاقة بالبيئة، حيث يتم خلالها كشف حجم المعاناة الخاصة بالبيئة الفلسطينية، مطالبا عبر الجزيرة بتدخل دولي لإنقاذ البيئة الفلسطينية، لإنقاذ الإنسان الفلسطيني، كون دولة الاحتلال الإسرائيلي تقتل كل شيء، حتى الأسماك في عمق بحر غزة..!!!
الإسرائيليون يلقون نفايات سامة من مخلفات مصنع كيماوي في حقول الفلسطينيين ..
وفي سياق متصل بالانتهاكات الإسرائيلية بحق البيئة والمواطن الفلسطيني، اتهم مواطنون من منطقة بني زيد الغربية، الواقعة شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، سلطات الاحتلال بالتخلص من نفايات ومخلفات صناعية من مصنع إسرائيلي مقام فوق أراضيهم قبالة (مستوطنة حلميش اليهودية) ، ويعتقد الفلسطينيون بخطورتها على الصحة والبيئة في مناطقهم.
وأكد أهالي المنطقة في أحاديث متفرقة مع مراسل الجزيرة: أن إدارة المصنع اليهودي قامت بإخراج مخلفات ونفايات قدرت بحمولة عشرات الشاحنات لجأ إلى إحراقها في العراء في منطقة بين قريتي النبي صالح وبيت ريما..
وقال الأهالي: إن أطنانا من المخلفات قدرت بحمولة 50 شاحنة نُقلت إلى مناطقهم، وأن النفايات المتساقطة من الشاحنات غطت جانبي الشارع، فيما لفت سحب الدخان والروائح الكريهة المنطقة محدثة مكرهة صحية لا تطاق..
ويربط الأهالي الفلسطينيون بين هذه المخلفات وازدياد الأمراض الجلدية والحالات المرضية، خاصة بين الأطفال، معتقدين بوجود مادة مسرطنة خطرة تحفل بها مخلفات المصنع اليهودي ؛ الذي سبق بمخلفاته أن احدث تلويثا بيئيا في المنطقة، بسبب المواد الكيماوية المستخدمة والتي صرفت من مياه عادمة في أراضي المواطنين الفلسطينيين وحقولهم في تلك المنطقة.
هذا وطالبت المساعدة الإدارية لشؤون الموظفين في هيئة البيئة الفلسطينية المواطنين في بلدة بني زيد الغربية بتقديم شكوى رسمية وخطية ليتسنى للهيئة العمل وفقها.. هذا وتضم قرى بني زيد الغربية، كل من (بيت ريما، دير غسانة، النبي صالح، كفر عين، وقراوة بني زيد) ، ويقطن هذه القرى ما يزيد عن (50 ألف نسمة) ، هم مهددون بمخاطر هذه النفايات..
|