Sunday 27th June,200411595العددالأحد 09 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

دَرْس من عَصْر (النُّبوَّة).. لو (قتلتموه)..؟! دَرْس من عَصْر (النُّبوَّة).. لو (قتلتموه)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

* سبحانك يا الله ..
* ما أحكمك ..
* وما أعدلك ..
* كنت أردد مع نفسي ؛ مثل هذا القول ؛ تلك الليلة التي بدأت حزينة ؛ ثم أنهت سعيدة.
* كانت ليلة قِصاص عادلة بحق..
* قضيت معظم النهار في ضيق شديد ، وعندما نقلت وسائل الاتصال ؛ نبأ قتل المواطن الأمريكي (بول جونسون) ؛ على أيدي عناصر القتل والفساد في قاعدة الشر ، زاد ضيقي ، وتبرمت مما شاهدت وسمعت ، حتى جاء الفرج على أيدي رجال الأمن البواسل ، الذين اقتصوا للمظلوم من الظالم ، فلم تمض سوى سويعات قليلة ، وقبل ان يجف دم المغدور به في الرياض ؛ حتى جاءت عدالة السماء ؛ فشرب الأوباش الأشقياء ؛ من تلك الكأس التي سقوها لغيرهم ظلماً وبهتاناً .. ذاقوا الموت الذي كانوا يعدونه لضحاياهم الأبرياء طيلة أشهر.
* ها هم الخوارج الجدد ؛ تتساقط رؤوسهم عند أقدامهم ، وما كان ذلك إلا بأفعالهم القبيحة ، وجرائمهم البشعة ، ضد الأبرياء الآمنين من المسلمين والمستأمنين على أرض الوطن الآمن.
* أهي صورة من التاريخ تكرر نفسها..؟
* ووجوه من مسرح قديم ، تجدد ظهورها..؟
* لا غير..لا غير..
* عودوا إلى تاريخكم عبر مئات السنين ؛ وانظروا ؛ كم نازلة ألمت بالمسلمين ؛ بسبب شراذم خارجة منشقة ، تدعي الوصاية على كل الناس ، فتعادي الحياة ، وتقتل الناس ، وتعبث بالحضارة الإنسانية ؛ ثم تنتحر على قارعة الطريق ؛ غير مأسوف عليها..؟؟
* لو عدنا إلى سجلات التاريخ الإسلامي ؛ في عصوره الأولى ، لما تملكتنا الدهشة - ربما - مما يحدث بيننا اليوم. فالخوارج منذ عهد النبوة الصافي ، لهم مكان غير مشرف وغير نظيف في تاريخ هذه الأمة ، حتى لو تظاهروا بالتقوى والصلاح ، أو حفظوا القرآن الكريم ، فقرأوه وردّدوه ، أو زادوا على غيرهم صلاة وصياماً وحجاً وسائر العبادات ، فماذا ينفعهم في ذلك ، وهم يكفرون الخلق ، ويستحلون الدماء التي حرم الله ، ويشعلون الفتن بين الخلائق..؟!
* لنأخذ هذا الدرس العظيم في أصل الخروج ، وموقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منه ، وكيف أنه كان حازماً مع أول خارجي في حياة هذه الأمة..؟
* كان هذا ، قبل الذي حدث بعد رحيله عليه صلوات الله وآله وسلامه ، في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما ، ثم في عهد خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
* أخرج جماعة من أعلام الأمة ، والحفاظ من الأئمة ، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في مسنده ، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : (إن أبا بكر رضي الله عنه ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله .. إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اذهب إليه فاقتله. قال : فذهب إليه أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال ، كره ان يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر : اذهب إليه فاقتله. فذهب عمر ، فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر عليها. قال : فكره ان يقتله. قال : فرجع فقال : يا رسول الله ، إني رأيته يصلي متخشعاً ، فكرهت أن أقتله. قال : يا علي ، اذهب فاقتله. قال : فذهب علي ، فلم يره. فرجع علي فقال : يا رسول الله ، إني لم أره. قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا وأصحابه ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين ، كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه ، حتى يعود السهم في فوقه ، فاقتلوهم ، هم شر البرية).
* ثم أخرج أبو يعلى في مسنده - كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر - عن أنس قال : (كان في عهد رسول الله ، رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره ، إذ طلع الرجل ، قلنا : هو هذا. قال : إنكم لتخبروني عن رجل ، إن في وجهه لسعفة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس ، ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني ..؟ قال : اللهم نعم. ثم دخل يصلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر : أنا. فدخل عليه ، فوجده يصلي. فقال : سبحان الله. أقتل رجلاً يصلي ، فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما فعلت..؟ قال : كرهت أن أقتله وهو يصلي ، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين. قال : من يقتل الرجل..؟ قال عمر : أنا. فدخل فوجده واضعاً جبهته. فقال عمر : أبو بكر أفضل مني. فخرج فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مهيم. قال : وجدته واضعاً جبهته لله ، فكرهت أن أقتله. فقال : من يقتل الرجل..؟ فقال علي : أنا. فقال : أنت إن أدركته. فدخل عليه فوجده قد خرج. فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : مهيم. قال : وجدته قد خرج. قال : لو قتل ، ما اختلف من أمتي رجلان..) الحديث.
* هذا الحديث ، أخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ، ومقاتل بن سليمان ، ويوسف القطان ، والقاسم بن سلام ، ومقاتل بن حيان ، وعلي بن حرب ، والسدي ، ومجاهد ، وقتادة ، ووكيع ، وابن جريح ، وأرسله إرسال المسلمات ، جماعة من الثقاة ، كالإمام شهاب الدين أحمد ، المعروف بابن عبد ربه الأندلسي ، عند انتهائه إلى القول في أصحاب الأهواء من الجزء الأول من عقده الفريد ، وقد جاء في آخر ما حكاه في هذه القضية ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (هذا لأول قرن يطلع في أمتي ، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان. إن بني إسرائيل افترقت اثنين وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة ستفترق ثلاثاً وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة) ..انتهى.
* أخيراً..
* هذا شكر خاص ، لكافة رجال الأمن ، الذين انتصروا للحق في حي الملز.
* شكراً لهم ..لأنهم برهنوا لكل العالم ، أن الحق لا يضيع بيننا في أرض الإسلام الحق ، وان الظالم مهما تكهف أو تجحر أو تسردب ، أو تخفى في أزياء النساء ، لا بد وان يصل النهاية ، التي أرادها هو لنفسه.
* { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..صدق الله العظيم.

فاكس: 02 73 61 552


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved