* سبحانك يا الله ..
* ما أحكمك ..
* وما أعدلك ..
* كنت أردد مع نفسي ؛ مثل هذا القول ؛ تلك الليلة التي بدأت حزينة ؛ ثم أنهت سعيدة.
* كانت ليلة قِصاص عادلة بحق..
* قضيت معظم النهار في ضيق شديد ، وعندما نقلت وسائل الاتصال ؛ نبأ قتل المواطن الأمريكي (بول جونسون) ؛ على أيدي عناصر القتل والفساد في قاعدة الشر ، زاد ضيقي ، وتبرمت مما شاهدت وسمعت ، حتى جاء الفرج على أيدي رجال الأمن البواسل ، الذين اقتصوا للمظلوم من الظالم ، فلم تمض سوى سويعات قليلة ، وقبل ان يجف دم المغدور به في الرياض ؛ حتى جاءت عدالة السماء ؛ فشرب الأوباش الأشقياء ؛ من تلك الكأس التي سقوها لغيرهم ظلماً وبهتاناً .. ذاقوا الموت الذي كانوا يعدونه لضحاياهم الأبرياء طيلة أشهر.
* ها هم الخوارج الجدد ؛ تتساقط رؤوسهم عند أقدامهم ، وما كان ذلك إلا بأفعالهم القبيحة ، وجرائمهم البشعة ، ضد الأبرياء الآمنين من المسلمين والمستأمنين على أرض الوطن الآمن.
* أهي صورة من التاريخ تكرر نفسها..؟
* ووجوه من مسرح قديم ، تجدد ظهورها..؟
* لا غير..لا غير..
* عودوا إلى تاريخكم عبر مئات السنين ؛ وانظروا ؛ كم نازلة ألمت بالمسلمين ؛ بسبب شراذم خارجة منشقة ، تدعي الوصاية على كل الناس ، فتعادي الحياة ، وتقتل الناس ، وتعبث بالحضارة الإنسانية ؛ ثم تنتحر على قارعة الطريق ؛ غير مأسوف عليها..؟؟
* لو عدنا إلى سجلات التاريخ الإسلامي ؛ في عصوره الأولى ، لما تملكتنا الدهشة - ربما - مما يحدث بيننا اليوم. فالخوارج منذ عهد النبوة الصافي ، لهم مكان غير مشرف وغير نظيف في تاريخ هذه الأمة ، حتى لو تظاهروا بالتقوى والصلاح ، أو حفظوا القرآن الكريم ، فقرأوه وردّدوه ، أو زادوا على غيرهم صلاة وصياماً وحجاً وسائر العبادات ، فماذا ينفعهم في ذلك ، وهم يكفرون الخلق ، ويستحلون الدماء التي حرم الله ، ويشعلون الفتن بين الخلائق..؟!
* لنأخذ هذا الدرس العظيم في أصل الخروج ، وموقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منه ، وكيف أنه كان حازماً مع أول خارجي في حياة هذه الأمة..؟
* كان هذا ، قبل الذي حدث بعد رحيله عليه صلوات الله وآله وسلامه ، في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما ، ثم في عهد خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
* أخرج جماعة من أعلام الأمة ، والحفاظ من الأئمة ، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في مسنده ، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : (إن أبا بكر رضي الله عنه ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله .. إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اذهب إليه فاقتله. قال : فذهب إليه أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال ، كره ان يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر : اذهب إليه فاقتله. فذهب عمر ، فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر عليها. قال : فكره ان يقتله. قال : فرجع فقال : يا رسول الله ، إني رأيته يصلي متخشعاً ، فكرهت أن أقتله. قال : يا علي ، اذهب فاقتله. قال : فذهب علي ، فلم يره. فرجع علي فقال : يا رسول الله ، إني لم أره. قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا وأصحابه ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين ، كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه ، حتى يعود السهم في فوقه ، فاقتلوهم ، هم شر البرية).
* ثم أخرج أبو يعلى في مسنده - كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر - عن أنس قال : (كان في عهد رسول الله ، رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره ، إذ طلع الرجل ، قلنا : هو هذا. قال : إنكم لتخبروني عن رجل ، إن في وجهه لسعفة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس ، ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني ..؟ قال : اللهم نعم. ثم دخل يصلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر : أنا. فدخل عليه ، فوجده يصلي. فقال : سبحان الله. أقتل رجلاً يصلي ، فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما فعلت..؟ قال : كرهت أن أقتله وهو يصلي ، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين. قال : من يقتل الرجل..؟ قال عمر : أنا. فدخل فوجده واضعاً جبهته. فقال عمر : أبو بكر أفضل مني. فخرج فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مهيم. قال : وجدته واضعاً جبهته لله ، فكرهت أن أقتله. فقال : من يقتل الرجل..؟ فقال علي : أنا. فقال : أنت إن أدركته. فدخل عليه فوجده قد خرج. فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : مهيم. قال : وجدته قد خرج. قال : لو قتل ، ما اختلف من أمتي رجلان..) الحديث.
* هذا الحديث ، أخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ، ومقاتل بن سليمان ، ويوسف القطان ، والقاسم بن سلام ، ومقاتل بن حيان ، وعلي بن حرب ، والسدي ، ومجاهد ، وقتادة ، ووكيع ، وابن جريح ، وأرسله إرسال المسلمات ، جماعة من الثقاة ، كالإمام شهاب الدين أحمد ، المعروف بابن عبد ربه الأندلسي ، عند انتهائه إلى القول في أصحاب الأهواء من الجزء الأول من عقده الفريد ، وقد جاء في آخر ما حكاه في هذه القضية ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (هذا لأول قرن يطلع في أمتي ، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان. إن بني إسرائيل افترقت اثنين وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة ستفترق ثلاثاً وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة) ..انتهى.
* أخيراً..
* هذا شكر خاص ، لكافة رجال الأمن ، الذين انتصروا للحق في حي الملز.
* شكراً لهم ..لأنهم برهنوا لكل العالم ، أن الحق لا يضيع بيننا في أرض الإسلام الحق ، وان الظالم مهما تكهف أو تجحر أو تسردب ، أو تخفى في أزياء النساء ، لا بد وان يصل النهاية ، التي أرادها هو لنفسه.
* { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..صدق الله العظيم.
فاكس: 02 73 61 552
|