مرت كليات المعلمين في الأسبوع المنصرم بمنعطف مهم في تاريخها وذلك عندما تقرر انتقالها إلى وزارة التعليم العالي.. لا شك ان قرارا وطنيا كهذا لم يتم اتخاذه بين عشية وضحاها. لقد مر هذا القرار - حسب علمي - بمخاض عسير وتأمل عميق وحوار طويل وأعمال لجان على مستويات تنظيمية مختلفة, الأمر الذي زادنا ثقة واطمئنانا على سلامة وصحة القرار الذي اتخذه صانعو سياستنا التعليمية في هذا الشأن.
نعم قد نختلف في تقديرنا للوسائل والآليات ولكننا سنبقى جميعا في النهاية متفقين على الهدف الأسمى ألا وهو نجاحنا في أن نقدم لطلابنا تعليما جامعيا مرموقا يسهم في تحقيق طموحاتنا الوطنية.
الشكر الآن أصبح مستحقا لوزارة التربية والتعليم التي استنبتت هذا المشروع (كليات المعلمين) ولاحقته بالتجديد والتطوير على مدى ثلاثين عاما حتى استوى على سوقه, شكر خاص لأولئك الرجال الذين كان تطوير هذا الكليات هو همهم الأول. لولا هذه الكليات لكن المعلم الذي يعلم ابنك الصغير مادة الرياضيات أو اللغة العربية معلما متخصصا في الزراعة أو الاعلام أو الدعوة, معلما هشا في رصيده الثقافي عاجزا عن الوصول إلى وحدة معالجة المعلومات في دماغ طفلك.. إنني متفائل - بل وواثق - بأن انتقال هذه الكليات إلى وزارة التعليم العالي سيحقق لها مزيدا من التطوير النوعي في خططها وبرامجها,
وهذا هو المتوقع من جهة مجال احترافها هو إدارة وتطوير مؤسسات التعليم العالي.
(*) عميد كلية المعلمين بالرياض |
"مقـالات"