* (أ. ف .ب):
قدمت البرتغال الدولة المضيفة عرضا رجوليا مليئا بالكفاح لتزيح من امامها عقبة هامة متمثلة بالمنتخب الانكليزي بفوزها عليه بركلات الجزاء 6 -5 (الوقت الاصلي 1 -1 والاضافي 2 -2 ) يوم الخميس على ملعب (لا لوز) في لشبونة امام نحو 65 الف متفرج في مباراة مثيرة ضمن بطولة امم اوروبا 2004 في كرة القدم وبلغت الدور نصف النهائي.
وسجل هيلدر بوستيغا (83 ) وروي كوستا (110) هدفي البرتغال، ومايكل اوين (3) وفرانك لامبارد (115) هدفي انكلترا.
وكان نجم المباراة حارس مرمى البرتغال ريكاردو الذي تصدى لركلة ترجيحية قبل ان يترجم بنفسه الركلة الاخيرة التي فتحت ابواب الدور نصف النهائي لمنتخب بلاده.
وجاءت المباراة مليئة بالاثارة وسريعة من الطرفين وكانت البرتغال الاكثر استحواذا على الكرة معظم فترات المباراة لكنها فشلت في اختراق الدفاع الانكليزي بقيادة العملاق سول كامبل على الرغم من المحاولات المتكررة من لويس فيغو وكريستيانو رونالدو اللذين كانا مصدر خطورة دائم خصوصا في الشوط الاول.
في المقابل وجد خط الوسط الانكليزي صعوبة في السيطرة على منطقة المناورات.
وهي المرة الثالثة على التوالي التي تبلغ فيها البرتغال الدور نصف النهائي بعد عامي 1984 عندما خسرت امام فرنسا، وعام 2000 عندما سقطت امام المنتخب ذاته.
في المقابل، فشل المنتخب الانكليزي في الثأر لخسارته امام البرتغال في النسخة الماضية 3 -2 علما بأن الاخيرة تخلفت صفر- 2.
ونجح مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري في التفوق على مدرب انكلترا السويدي زفن غوران اريكسون بعد ان فاز عليه عندما كان يشرف على المنتخب البرازيلي بنتجية 2 -1 في الدور ربع النهائي من مونديال 2002 قبل ان يقود الاخير الى اللقب.
وكان سكولاري موفقا في تبديلاته الثلاثة التي اجراها في الشوط الثاني لأن سيماو، بديل كوستينيا، مرر الكرة الى بوتسيغا، بديل فيغو، ليسجل هدف التعادل 1 -1 ، ثم تقدمت البرتغال 2 -1 عبر الاحتياطي الآخر روي كوستا الذي دخل مكان المدافع ميغل.
واضطر سكولاري الى اجراء تغيير وحيد على تشيكلته التي خاضت المباراة الاخيرة ضد اسبانيا بإشراك المهاجم نونو غوميش مسجل الهدف في ذلك اللقاء مكان بدرو باوليتا الموقوف، واستغنى بالتالي للمرة الثانية على التوالي عن روي كوستا وقائد المنتخب فرناندو كوتو.
اما اريكسون فبقي جريا على عادته وفيا لتشكيلته الثابتة التي لم يجر عليها سوى تعديل واحد في ثلاث مباريات عندما شارك المدافع ليدلي كينغ مكان جون تيري المصاب في المباراة الاولى.
وفاجأ الانكليز المنتخب المضيف عندما افتتح التسجيل مبكرا عندما مرر الحارس ديفيد جيمس كرة امامية طويلة حاول كوستينيا ارجاعها برأسه باتجاه حارس مرماه ريكادرو لكن مايكل اوين ركض نحوها وغمزها بحركة فنية رائعة داخل الشباك بعد مرور دقيقتين و30 ثانية بالتحديد مسجلا هدفه السادس والعشرين في 59 مباراة دولية.
ولم يتأثر البرتغاليون بالصدمة فأطبقوا على المرمى الانكليزي وشكلوا خطورة كبيرة في بعض الاحيان، وتلاعب لويس فيغو بمدافعين انكليزيين ومرر كرة عرضية وصلت الى رونالدو فاستدار على نفسه وسددها تصدى لها سول كامبل وأبعد الخطر (5 )، ثم اطلق مانيش كرة قوية على الطاير حطت على الشباك من فوق (8 ).
ولعب بيكهام ركلة ركنية بسرعة باتجاه زميله السابق في مانشستر يونايتد غاري نيفيل فرفعها الاخير داخل المنطقة حيث تابعها المدافع كامبل فوق العارضة بقليل (21 )، وكرة رأسية من نونو غوميش مرت الى جانب القائم الايسر من المرمى الانكليزي (25 ).
وتلقى المنتخب الانكليزي ضربة قوية باصابة مهاجمه المتألق واين روني في الدقيقة 26 فلعب مكانه داريوش فاسل.
وكان روني سجل اربعة اهداف في الدور الاول تصدر بها ترتيب الهدافين بالتساوي مع مهاجم هولندا رود فان نيستلروي.
واحتسب الحكم ركلة حرة على مشارف المنطقة الانكليزية اثر اعاقة رونالدو المنطلق بقوة نحو المرمى فانبرى لها فيغو فوق العارضة (29 ).
وتألق الحارس ريكاردو في التصدي لكرة قوية سددها اوين وابعدها ركلة ركنية (30 ).
وبدأ الشوط الثاني بتسديدة من خارج المنطقة لمانيش بين يدي الحارس ديفيد جيمس (46 ).
ورفع ديكو كرة عرضية داخل المنطقة مررها كوستينيا براسه باتجاه رونالدو الذي سدد بدوره برأسه خارج الخشبات الثلاث (58 ).
واستمر الضغط البرتغالي وسط تراجع انكليزي وقام سيماو بمجهود فردي رائع قبل ان يسدد كرة قوية من خارج المنطقة مرت الى جانب القائم الايسر (65 ).
وحاول فيغو بتسديدة من 25 مترا ارتمى عليها جيمس وحولها ركنية (74 ) قبل ان يترك مكانه الى هيلدر بوستيغا.
ولم يكن فيغو راضيا عن استبداله فلم يجلس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين بل توجه مباشرة الى غرف الملابس.
ونجح سكولاري في رهانه لان الفرج جاء بواسطة بوستيغا مهاجم توتنهام الانكليزي الذي تطاول لكرة عرضية مررها سيماو داخل المنطقة واودعها داخل الشباك لم يحرك لها الحارس الانكليزي ساكنا (83 ).
وحمي وطيس اللعبة وسط تشجيع منقطع النظير من الجمهور المحلي واحتسب الحكم ركلة حرة على الجهة اليسرى لمصلحة انكلترا رفعها بيكهام وسددها اوين برأسه صدتها العارضة قبل ان يتابعها كامبل داخل الشباك لكن الحكم السويسري اورس ماير لم يحتسبه لمخاشنة جون تيري للحارس البرتغالي (89 ).
وتابع المنتخب البرتغالي افضليته وضغطه على مرمى انكلترا لكنه فشل في التسجيل وسط بسالة الدفاع الانكليزي الى ان نجح روي كوستا الذي نزل ايضا في اواخر الشوط الثاني بالتلاعب بمدافعين انكليزيين قبل ان يطلق كرة صاروخية عانقت شباك الحارس الانكليزي (110).
وظن الجميع بأن المباراة ستنتهي في مصلحة البرتغال، لكن الاسد الانكليزي الجريح لم يلق السلاح ورفع بيكهام ركلة ركنية داخل المنطقة مررها تيري برأسه باتجاه فرانك لامبارد فاستدار الاخير على نفسه وسدد داخل الشباك (115).
وظل التعادل سيد الموقف بعد 120 دقيقة فاحتكم المنتخبان الى ركلات الترجيح.
واضاع بيكهام الركلة الاولى، وتقدم ديكو ونجح في محاولته لتتقدم البرتغال 1 - صفر، وادرك اوين التعادل لانكلترا، ومنح سيماو التقدم مجددا للبرتغال 2 -1 ، ونجح لامبارد في محاولته لتتعادل الكفتان 2 -2 ، وسدد روي كوستا ركلته فوق العارضة، وتقدمت انكلترا للمرة الاولى 3 -2 بواسطة جون تيري، وتعادلت البرتغال بواسطة رونالدو، ومنح اوين هارغريفز التقدم مجددا لانكلترا 4 -3 ، وحبس البرتغاليون انفاسهم عندما تقدم مانيش لتسديد ركلته قبل ان يتنفس الصعداء لانه نجح في محاولته.
ونجح اشلي كول في محاولته، ورد عليه بوستيغا بطريقة فنية رائعة ليستمر التعادل 5 - 5.
وانقذ ريكادرو محاولة فاسل قبل ان يتقدم ريكاردو نفسه من الركلة الاخيرة فسددها على يمين الحارس جيمس ليمنح منتخب بلاده بطاقة التأهل الى نصف النهائي.
والتقى المنتخبان 21 مرة حتى الآن، فكان الفوز من نصيب انكلترا 9 مرات مقابل 3 للبرتغال، وتعادلا 9 مرات.
وكان المنتخبان التقيا في 18 شباط - فبراير الماضي وانتهت المواجهة التي اقيمت في فارو بالتعادل 1 -1 .
|