Saturday 26th June,200411594العددالسبت 8 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

استقالته لم تبعده عن الحمادة استقالته لم تبعده عن الحمادة
السديري كفاءة إدارية وابتعاد عن الأضواء

* الرس-أحمد الغفيلي:
-يزخر وسطنا الرياضي بكفاءات إدارية لاحصر لها أبدعت في مجالها وأظهرت قدرة فائقة للوصول إلى هدفها وفق فكر إداري يتسم بالمثالية والتعامل بنموذجية مع كل الأطراف المنتسبة للمجتمع الرياضي من لاعبين ومدربين واعلاميين وجماهير على حد سواء.
- ويكاد يكون الخلوق ناصر سعد السديري رئيس نادي الحمادة السابق وعضو شرف الهلال يأتي في طليعة من يمثل ويترجم صورة زاهية وجميلة ظلت راسخة رغم ابتعاده وترجله عن تولي مهمة رسمية واكتفائه بما سبق من سنوات تجاوزت العشر اعتلى خلالها هرم القيادة وحمل على عاتقه مسؤولية انتشال نادي مدينته الغاط من الدرجة الثالثة ليقوده نحو الصعود للثانية ومن ثم يوصله للانضمام لركب الاحتراف كأحد أبرز فرق الدرجة الأولى.
- ولأن ناصر السديري يثق ويؤمن بأن العمل بأندية الظل يحتاج إلى جهد وبذل ومتابعة وإشراف ومباشرة واطلاع ولاسيما إذا ما كان مطالبا بأن يبدأ من الصغر وأن يخلق أدوات النجاح ويوفر متطلبات واحتياجات لا وجود لها في أرض الواقع حال إقدامه وموافقته وتجاوبه مع رغبة أبناء وشباب المحافظة الذين رأوا فيه الكفاءة والاستطاعة والتمكن واستشعروا في شخصه روح التحدي وحيوية الشباب وصدق الانتماء لذا عمد الطموح ناصر السديري لبدء أولى خطوته نحو التطوير مستنداً إلى وضع منهج علمي ومخطط محدد الأهداف والغاية وبتدرج وتسلسل محكم ليكون البناء أكثر صلابة ودون الاتكاء على نتائج وقتية لو لم تجد الدعم لما أوصلت الحمادة لوضعيته الحالية كأحد فرسان مسابقة يغلب عليها النهوض ويشتد فيها التنافس ويحتاج من رغب البقاء والثبات والتواجد في محيطها للمواسم متتالية ان يتكئ على قاعدة قوية مدعمة بالخبرة والتجربة وثرية بدعم يضمن له تخطي الصعاب والعقبات والمنعطفات الخطرة واللحظات الحرجة التي كثيراً ما تعترض فرق دوري الدرجة الأولى لتقارب المستويات وغرابة النتائج وشدة السباق نحو تأكيد الجدارة إما بحجز احدى بطاقتي الصعود أو الهروب والنجاة وتلافي خطر الهبوط.
- ولعل من الجميل في شخصية السديري ندرة ظهوره اعلامياً وتحاشيه الحديث عما قام به وما أنتجه وسعادته بأن يحتفل أبناء الغاط ويعيدوا بما وصل إليه الحمادة في ظرف سنوات محدودة وفترة وجيزة قد يحتاج غيره ضعفها للخروج بعمل يشابه حصيلة وثمار المواسم الخمس التي كان أولاها التتويج ببطولة المملكة لأندية الدرجة الثالثة لتتوالى الخطوات لفارس الغاط إلى ان ثبت أقدامه في مصاف الأوائل.
- وفي الوقت الذي لايكاد يمر يوم دون أن نجد ونطالع لهف البعض وجريه خلف التواجد الاعلامي وبحثهم بصورة مملة مكررة لابراز وتلميع انفسهم وبشكل مبالغ فيه حتى ممن هم من حديثي العهد بالانتماء للوسط الرياضي واصدار البيانات والاكثار من التصريحات الصحفية والاستحواذ على الأضواء لمجرد تقديمهم لدعم مادي محدود وضئيل حتى فاق ما حصلوا عليه من شهرة ما جادت به نفوسهم تجاه أندية فتحت لهم أبوابها على مصراعيها لينفذوا من خلاله للواجهة نجد أن ناصر السديري سار ومنذ توليه مهام إدارة الحمادة في اتجاه معاكس وبقناعة ذاتية عمد للتفرغ الكلي رغم مشاغله وارتباطاته وتجاوز ما قدمه لناديه الخمسة عشر مليون كمخصص مالي للتعاقد مع أجهزة فنية وإدارية وعناصر محلية وأجنبية في مواسم سابقة سمح خلالها لأندية الدرجة الأولى لجلب لاعبين أجانب ووضع لائحة للحوافز والمكافآت ودفع مرتبات اللاعبين بوقتها دون تأخير والصرف على مختلف أنشطة النادي والتزاماته ليتميز الحمادة احترافياً عن غيره من أندية كبيرة ظلت تعاني من أزمات مادية وعجزها عن الايفاء بمستحقات لاعبيها والعاملين في أجهزتها الفنية والإدارية.
-والأهم ان السديري خالف ماهو مألوف وسائد فاعتزاله المهمة رسمياً تبعه بقاؤه كعضو شرف مساهم وبفعالية في مسيرة ناديه ومشارك ومؤثر لحفظ مكتسبات كادت تذهب إدراج الرياح بعد ان شارف الموسم على نهايته والحمادة تحيطه ومحبيه ظلمة شبح الهبوط للدرجة الثانية بفعل ظروف عديدة تكالبت واجتمعت ليحتل الفريق للدخول ضمن دائرة المهددين.
- ولإدراكه بخطورة الوضع وصعوبة التعويض عاد أكثر قرباً وعايش المرحلة وعرف الخلل وبادر بالاصلاح فتعاقد مع المدرب الوطني عبدالله المهلهل وحل مشاكل اللاعبين وأعاد أهم نجومه أسامة الصبياني وتكفل بمعسكر اعداد للقائي الفيصلي وساند الإدارة فكان ان مرت الأزمة بسلام وتأكد جدارة وأحقية الحمادة بالبقاء.
- ولم يكتف بذلك بل سارع لإقامة احتفالية كرم خلالها اللاعبين والجهازين الإداري والفني بمايزيد على 200 ألف ريال بعد ان حققوا له أمنية البقاء وحفز اللاعبين وتأهيلهم وإعادة الثقة لنفوسهم بعد موسم شاق ومتعب.
- أخيراً من المأمول والمنتظر ان يقابل أبناء الحمادة رئيسهم الذهبي بما يتلاءم مع حجم مجهوداته ويقابلوا بذله وعطاءه بما يواكب اسهاماته ويخطو خطوات جادة لثنيه واقناعه بالعودة للعمل الرسمي وبالمثل لابد من الاستفادة من خبرة وتجربة السديري وطموحه واقعيته والا تتخطاه الخيارات المقبلة والمنتظرة إذا ما أعيد تشكيل اللجان العاملة بالاتحاد السعودي لكرة القدم فالمرحلة القادمة بأمس الحاجة لقدرات شابة ترفض العشوائية والارتجالية وتقود الادارة بأسلوب علمي وفكر راقٍ.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved