جاء قرار إنشاء صندوق (وقف لكل مسجد) والذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخراً تلبية لتطلعات عدد كبير من أبناء هذا الوطن.كانت جريدة (الجزيرة) عبر ملحقها الإسلامي وتحديدا في شهر شوال من العام 1423هـ سباقة في طرح هذه الفكرة (وقف لكل مسجد) لتوفير الموارد المالية اللازمة ليس فقط لتشييد وعمارة المساجد وصيانتها بل لتفعيل دور المسجد تعليميا وتربويا ودعويا واجتماعيا، بعد ما ثبت أن ذلك يتطلب توفير موارد مالية متنامية تتجاوز حد الهبات والتبرعات الفردية، التي قد تتفاوت من منطقة لأخرى ومن وقت لآخر. وبعد خروج هذه الفكرة للنور، وصدور قرار إنشاء صندوق الوقف لصالح المساجد، في بادرة مباركة لإحياء سنة الوقف أصبح لزاما علينا دعم هذا المشروع والتعريف بفوائده في العناية ببيوت الله من خلال استثمار التبرعات والهبات والأوقاف المخصصة لهذا الهدف العظيم. ويتحمل العلماء والدعاة المسؤولية الأعظم في التعريف بأهمية هذا المشروع كذلك التعريف بثوابت الوقف وليس لصالح بناء المساجد فقط، بل وأيضا دعم حلقات تحفيظ القرآن وغيرها من المناشط الدعوية والخيرية التي تقوم بها المساجد.
وإذا كانت (الجزيرة) كما أشرنا سباقة في تبني فكرة (وقف لكل مسجد) فإن جميع وسائل الإعلام مطالبة بالاستفادة من مشروع الصندوق الوقفي الجديد وتوجيه جهودها لحث أهل الخير والمحسنين على دعم هذا الصندوق ولا سيما في هذه المرحلة - مرحلة البداية والتأسيس - حتى يستطيع أن يقف على قدميه وتتوافر له الأصول اللازمة لاستثمار فاعل ومؤثر يتيح له تحقيق أكبر قدر من الإنجازات في العناية ببيوت الله، وتمتد مسؤولية دعم هذا الصندوق إلى جميع فئات المجتمع، كباراً وصغاراً، رجالا ونساء، مواطنين ومقيمين، فأي مبلغ يتم تقديمه لهذا الصندوق وإن كان زهيدا يعد مساهمة في عمارة بيت من بيوت الله ووقف يمتد نفعه وثوابه في الدنيا والآخرة.
ولا شك أن الآمال المعقودة على رجال المال والأعمال والموسرين من أبناء الوطن الغالي لدعم هذا الصندوق كبيرة، والحمد لله إن بلادنا تزخر بالكثير من أهل الخير الذين كانوا يتطلعون لمثل هذه الآلية الواضحة والمنظمة لدعم عمارة بيوت الله، من خلال استثمار طويل الأجل، ممتد، لا يتاثر بالظروف والمتغيرات. وخلاصة القول إن تضافر الجهود لدعم هذا الصندوق (وقف لكل مسجد) هي مطلب حيوي وعمل خير ينفصل عن خيرية وثواب الواقفين لصالح المساجد فالدال على الخير كفاعله.
مواطن | 
"عزيزتـي الجزيرة"