Saturday 26th June,200411594العددالسبت 8 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

توماس فريد مان..الاعتراف بالخطأ فضيلة!! توماس فريد مان..الاعتراف بالخطأ فضيلة!!
د. محسن الشيخ آل حسان

الاعتراف بالخطأ فضيلة.. هذه حكمة عربية ولكن تعرفها جميع الامم بما في ذلك الأمم التي تكره العرب وهي أمم قليلة جداً (اتمنى ذلك) .
ولا بد أن نعترف نحن العرب اننا لا نكره أحداً في العالم حتى اولئك الذين يكرهوننا لسبب واحد أن أخلاقياتنا العربية والإسلامية تمنع ذلك وتدعو إلى الحب والسلام والمودة والوئام.
والحديث عن كاتب (نيويورك تايمز - الامريكية) السيد توماس فريدمان حديث ذو شجون.. ومقالاته التي ينشرها تتابعاً في جريدة الشرق الاوسط السعودية هي مقالات صادقة عن مشاعره كرجل إعلام أمريكي أحب بلاده أمريكا ونصب نفسه ولسنوات طويلة للدفاع عنها وعن مبادئها القوية في السياسة العالمية مثل الحرية والمساواة والعدل والديمقراطية. وفجأة يكتشف الإعلامي الامريكي ان حكومته غير مرغوب فيها في العديد من دول العالم.. وقد اعترف بنفسه بتلك الحقيقة والتي نشرها على صفحات جريدة الشرق الأوسط في يوم الاثنين الموافق 21-6-2004 بعنوان: (مفارقة امريكا مع الابهة والقيادة) وفي هذه المقالة اعترف السيد فريدمان بالقول: (إن الرؤية التي ترى في امريكا تجسيداً للحرية والديمقراطية وليس فقط التقنية والمستويات المعيشية المرتفعة هي جزء لا يتجزأ من تصورنا عن انفسنا.. ولكنها لم تعد جزءاً من تصور الآخرين لنا.. إنهم يلجأون الآن إلى التجزئة) .. ويواصل السيد فريدمان اعترافاته بالخطأ الذي ارتكبته الحكومة الامريكية بالقول: (فالحرب الانفرادية على العراق.. والفوضى التي سادت بعدها.. والانسحاب من معاهدة كيوتو وغيرها من الاتفاقيات.. وقد كان لفضيحة ابو غريب ثمنها.. حطمت صورة امريكا المجسدة لكاريزما الديمقراطية.. وكما عبر المنظر (يارون ازاهي) : صورة امريكا كفاعلة الخير ربما تكون قد حطمت.. ولكن صورة امريكا كمنتجة للبضائع.. ما تزال سليمة) .
واعترف السيد فريدمان بأن بعض الدول في العالم تكره الحكومة الامريكية ولكنها لا تكره امريكا كدولة.. وتتراوح حكايات الكراهية بين دولة واخرى فيقول: (حينما نسمع حكايات الكراهية هذه نتساءل: هل يتخذ مساعدو الرئيس بوش الموقف الصحيح عندما يتجاهلون كل ما يقال عن ان الرئيس بوش جعل امريكا دولة ممقوتة اكثر من اي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟ ويتساءل السيد فريدمان: هل يكرهنا الناس حقاً؟.. ويجيب فريدمان نفسه: في البداية هناك بعض الاسباب (الفنية) التي تجعل كراهية امريكا اقل في آسيا منها في الشرق الأوسط واوروبا ونحن جميعا في امريكا نعرف هذه الاسباب الفنية.
انني شخصياً اشكر السيد فريدمان وغيره من الامريكيين الذين يحاولون جهدهم في توضيح الصورة الحقيقية لحكومتهم والاسباب (الفنية) وراء كراهية العالم لحكومتهم.. وليس لبلادهم حيث إن فريدمان شخصياً اعطى أمثلة واقعية في كل دولة من دول العالم رغب شبابها للسفر إلى امريكا حيث قال: (إذا كانت نزعات العداء لامريكا تتصاعد في هذا العالم.. فيبدو ان احداً لم يبلغ ذلك للشباب المصطفين في جميع انحاء العالم طلباً لتأشيرات الدخول إليها أمام السفارات الأمريكية في كل الدول مثل الصين واليابان وروسيا وبانكوك وغيرها الكثير من دول العالم) .
واقول للسيد فريدمان (إن الدراسة في الولايات المتحدة الامريكية هي افضل هدية تقدمها امريكا للعالم.. فجميعنا درسنا في الجامعات الامريكية وعدنا إلى بلادنا لنساهم في بناء التعليم والاقتصاد والإعلام والزراعة وغيرها.. ولم ننكر فضل الجامعات الامريكية واساتذتها علينا.. ولكن ما يريد العالم ان يقول الآن لامريكا: (اننا نحبك كدولة وكشعب.. ولكننا نكره اعمال حكومتك واعتقد ان السيد فيردمان قالها بنفسه في اعتراف هو فضيلة) .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved