ها هو موسم السياحة يقرع الأبواب جاداً.. ان اغتنموا الفرصة للترويح عن النفس واستعادة القدرات ، وتغذية الفؤاد بالثقافة العامة بعيداً عن روتين العمل والدراسة. (والفراغ القاتل) هذا الغول الجاثم فوق صدور شبابنا في الإجازات كيف نستغله الاستغلال الأمثل لمنع الرديء الخبيث عنهم وهو المفاسد واللهو الماجن ، والوقوع في شراك المتخاذلين من أعداء الله والوطن وشبابه.
قال الشاعر:
إنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
هذا ما قاله الشاعر في أولاده ، فماذا ترانا نحن نقول في أبنائنا وفراغهم وبطالتهم وتركهم لقمة سائغة في أيدي المتهورين والمارقين والشلل الشاذة عن المجتمع وعن العادات والتقاليد.
أبناؤنا وشبابنا هؤلاء هم الابتسامة النقية البريئة ، ما ذنبهم يتوهون في هذه الحياة وهم ما زالوا في دور المراهقة ؟ لذا لابد من (احتوائهم) في دورات مهما كان نوعها فهي ستفيدهم أكثر مما يدمرهم الفراغ والبطالة .. حيث من المعروف أن (الفراغ) يؤدي الى الضياع والهوى والانحراف ، واعتقد انهم لو احتوتهم هذه البلاد ببرامج وصيف سياحي رائع لنعموا بالراحة والهناء والامان. هؤلاء الشباب المنسيون في سياحة الداخل والذين يتسابقون الى السفر للخارج .. هؤلاء الشباب الممنوعون في شعار (سياحة للعوائل) متى نحتضنهم ونحثهم على عدم السفر والاصطياف بالخارج ؟.. رغم ان الجميع يعلم ان السفر للخارج يبلغ حوالي (27) مليار ريال مقابل (12) مليارا للسياحة الداخلية فقط. متى نعي ان الشباب في بلادنا المملكة يشكلون (60%) من حجم المجتمع السعودي ؟ فهلا وجدنا لهم ملاذا داخل الوطن لينعموا بسياحة سعودية آمنة وشريفة ، عوضا عن السفر للخارج وهلا حسنت المشاريع المقدمة لهم وروعيت الأسعار والمتطلبات لينعموا بسياحة داخلية عريقة. فلنكسر شعار (سياحة للعوائل فقط) ونفتح لهم الأبواب على مصراعيها فهم أولادنا وشبابنا وفلذات أكبادنا ورجال المستقبل ، يحزنني كثيرا ان المنتزهات لا تقبلهم ولا تستجيب لنداءاتهم المتكررة.
فلنأخذ بأيديهم ونعمل جاهدين لاحتوائهم داخليا وليحتضنهم الوطن ويفتح لهم ذراعيه بحب وأمان واخلاص ليبعدهم عن السفر للخارج. ولتفتح لهم المراكز الصيفية المتعددة الأفكار ولتنمي مواهبهم برامج سياحية تثقيفية فريدة ومتنوعة ومتميزة.
وبعد : لنحتضن براعمنا الواعدة شباب اليوم ورجال الغد وحماة الوطن ، لنمد لهم أيادينا بحب وبقلوب مفتوحة للعطاء لنحميهم من غدر الأيام ، وغدر الواهمين المارقين ، وغدر العابثين بأمن الوطن والدين ، لنحميهم من أنفسهم ولنكون لهم العين الناظرة والاذن السامعة ، واليد الحانية العطوفة ، والقلب الكبير الذي يحتويهم والعقل الناضج الذي ينير عقولهم ودروبهم لنرقى بهم ويرقوا بوطنهم .. وليحبوا ارضهم ويفضلوا سياحتهم على سياحة الغرب والسفر والتورط.
لحظة دفء :
أي بني .. أتسافر بيني وتتركني رهينة للأفكار الموحشة والسهر والعذاب.. أتسافر بُنَي وتهجر بيتي الذي احتواك سنوات طويلة.. أتسافر بني.. ولكني أخاف عليك السفر ، أخاف عليك ضعاف النفوس..
أخاف عليك ، ضياع العقيدة.. ضياع العقل.. ضياع الفلوس..
أخاف عليك وأنت وليدي.. وأنت حبيب تنام وتصحو بقلبي اليئوس..
اتسافر بني.. ورغم سفرك سيظل خيالك يساهرني حتى الصباح.. يحكي لي حكايات قديمة..
يفتح لي أبواب الفرح الموصدة
يعلمني أن الحب شمس بكر
تتحدى كل الغيوم
ولا يفارقني خيالك حتى والكرى
يسلمني لليقظة
ولا يفارقني خيالك حتى والحلم
يسلمني للواقع
وتظل معي زادي ومائي.. حتى تعود
لا تطيل السفر بني.. واسكبني كل مساء قطرة ندى على فراشك الدافئ لتثلجه.. وازرعني في ظل أهدابك حتى تتذكر دعواتي لك وتوصياتي وحرصي عليك.. وارقدني كالنبرة المبحوحة على طريق حنجرتك.. فدعوتي لعينيك سوف تناديك أبدا وسوف تذكرني بأنك عائد ، وانك حاضر فثمة نقر على بابي يعلن قدومك.. وصوت مليء ينادي علي صوتك أنت..
تقول : تعالي.. فإنني هنا فدوتك ودون وطني وحبكما
لا.. لا.. لا حياة..
* فاصلة
يبقى الوفاء في أكثر صوره أغلى من الحب..
لأن الحب قد يكون انفعالا..
بينما يبقى الوفاء دائما قرينا بالأصالة الراسخة في واقع كل النبلاء.
|