ضربت قوات أمننا الباسلة بيد من حديد هذه المرة وحققت وكالعهد بها إنجازاً يضاف الى إنجازاتها المتلاحقة في كسر شوكة الشجرة الخبيثة التي تحاول أن تجد لها منبتاً وسقاية في أرض الحرمين الشريفين بعد أن خرجت على الإجماع الوطني في بلادها وكونت لنفسها خلايا فساد مستيقطة وأخرى نائمة، ولكن هيهات فقد نزلت أنباء استئصال شأفة جذع الإرهاب ومقتل ما يسمون أنفسهم بقادة القاعدة في بلادنا برداً وسلاماً على الناس جميعاً وشفت صدور قوم مؤمنين، حيث أرانا الله فيهم اليوم الأسود وقد احترق بناره من احترق وتجندل من تجندل ودخل ساحة العدالة من دخل، لتؤكد تلك العملية الأمنية الناجحة من جديد وبالدليل القاطع قوة وبسالة وشجاعة رجال أمننا الأوفياء الذين كانوا حاضرين تماماً وقت الحدث الكبير الذي اشرأبت كل أعناق الناس اليه وفي كافة أرجاء العالم وهم يتابعون بقلق بالغ مصير الرهينة الأمريكي المحتجز لدى الفئة الضالة دونما ذنب اقترفه سوى أنه يحمل الجنسية الأمريكية ويعمل في البلاد وفق وثيقة عهد أقرتها شريعتها السمحاء بعدم الاعتداء على المعاهدين والمستأمنين في بلاد المسلمين، لكن الأنفس الخبيثة والقلوب المريضة أبت إلا أن تزهق روحه بطريقة لا تقبلها حتى تلك القوانين التي تسمى بشريعة الغاب ناهيك عن دين السماحة والعفو والإصلاح والأخلاق الفاضلة، ومهما يكن من شيء فان ما حدث قد أكد بجلاء أن من يدعون الطهر والنقاء ويتدثرون بثوب الإيمان هم أبعد ما يكونون عن هذه الادعاءات الزائفة التي وللأسف الشديد انطلت على كثير من شباب الإسلام المراهقين ليجدوا أنفسهم في نفق الإرهاب المظلم وكانت خاتمة حياتهم على نحو ما رأينا حين واجهوا الحق المبين وجاءتهم سكرات الموت تحت المطاردة وجحيم البارود الذي ارتد على نحورهم مقابل ما اقترفوه من آثام في حق الأبرياء وكان آخرهم الضحية جونسون الذي لم يكن يصدق أن تكون خاتمة حياته على أيدي نفر يحسبون على ملة الإسلام التي تبرأت منهم جملة وتفصيلاً ولاحقتهم لعنة سفك الدماء البريئة وذهبوا غير مأسوف عليهم أبداً بعد أن عاثوا في الأرض فساداً وقاموا بأعمال شنيعة وقتلوا النفس التي حرم الله واستحلوا دماء العباد بغير وجه حق سوى إشباع لفكرهم الضال للإضرار بهذا البلد القوي الشامخ وزعزعة أمنه وإقلاق مواطنيه ومقيميه الآمنين الذين ينعمون بعقود حسن الوفادة وعهود طيب التعامل.
إن عملية الملز تعد صفعة قوية على خدي مروجي الفتنة ودعاة التفرقة وأرباب العقول الفاسدة الذين أضلهم الشيطان والأفكار المنحرفة ممن أغمدوا خنجرهم في خاصرة الوطن يخربون مقدراته ومكتسباته بما يعملونه في الخفاء مخالفين شرع الله وسنة نبيه التي تحث على التسامح والأخلاق وتدعو للفضيلة والى حفظ النفس البشرية التي كرمها الله سبحانه مصداقاً لقول الحق سبحانه {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (151) سورة الأنعام، وأتى هذا الإنجاز الأمني الكبير متوافقاً مع تأكيدات ولاة امرنا- نصرهم الله- بأن تلك الفئة الباغية التي خرجت عن العقيدة وعن الاخلاق وعن المواطنة ستنال عقابها العادل والرادع هي ومن يقف وراءها أو يؤيدها أو يتعاطف معها مهما طال الزمن كما جاء على لسان سمو سيدي ولي العهد الأمين الذي أكد إصرار الدولة على استئصال شأفة التطرف ومحاربة الإرهابيين وفضح اتجاهاتهم الإجرامية الخطيرة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الخبيثة تعكير أمن البلاد واستقرارها بتصرفات رعناء لا تمت لقيمنا واخلاقنا بأي صلة، وها قد اثبت رجال امننا النشامى انهم على قدر التحدي بما يقدمونه من تضحيات عظيمة وما يبدونه من شجاعة فائقة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة - حفظها الله- الداعية الى تطهير البلاد وحمايتها من داء الارهاب الذي يحاول أن يجد له موطن قدم هنا، إلا أن قوة وتماسك المواطن والمقيم ووقوفهم صفاً واحداً مع رجال أمننا الأبطال كانوا بمثابة الصخرة التي تتكسر عليها احلام الاعداء واغراءات المتربصين ممن ضعفوا امام ما شهدوه من التفاف ورفض للعدوان وزيادة في اليقين وتماسك في الجبهة الداخلية.
علينا ان نكون يداً واحدة مع رجال امننا الاوفياء لاجتثاث الفتنة من جذورها والتعاون لبسط الامن والهيبة ونشر الرحمة على كافة ربوع الوطن وكسر شوكة تلك الشرذمة الضالة وكف أياديها الآثمة عن العبث بأمن هذا البلد الامن ليشرق يقين الحق من جديد، وها نحن نجدد بيعتنا للحق والعدل ونستنكر الاحداث الارهابية ونرفض كل من وقف معها وساندها ونفذها، ونؤكد التزامنا للذود عن حياض الدين وحمى الارض والعرض بأغلى ما نملك وهي ارواحنا ودماؤنا في سبيل الدين والوطن، ونحمد الله على انكشاف الخلايا الارهابية الباغية ووقوع المجرمين المارقين واحداً تلو الآخر بعد ان احبطت محاولاتهم الدنيئة التي لا تخدم إلا اعداء الإسلام، فالجنة والخلود لشهدائنا الذين كتبوا انشودة وملحمة الوطنية بدمائهم الذكية واصبحوا قناديل وشموع ضوء يهتدي بها السالكون في طريق الاشواك التي غرسها الحاقدون والشامتون على مسيرة ونهضة وحب الوطن الكبير، نسأل الله سبحانه أن يظللنا بأمنه وان يهدينا الى الصواب والحكمة وان يحمي بحماه المملكة ورعاتها الشرفاء وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أطال الله في عمره وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكل من انتمى اليهم بالخير والبركة، كما نرجوه سبحانه ان يدخل السكينة على قلوب الآمنين، وان يرد كيد الاعداء الى نحورهم وان يحفظ البلاد والعباد من كل سوء ومكروه وان يسبل عليها ثوب صونه وامانه، وان يهدي كل من انحرف وضلل ويدله بكريم فضله إلى جادة الصواب، وسلمت لنا يا وطن العز.
الرياض- فاكس 014803452 www.nahidanwar.net |