تناولت خطب الجمعة التي ألقاها أصحاب الفضيلة أئمة الجوامع بدءاً من أمامي الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة خطاب التوبة الذي ألقاه يوم الأربعاء نيابة عن خادم الحرمين الشريفين سمو ولي العهد وما ورد فيه من نقاط محددة والمنطلق من رؤية شرعية واضحة امتثالاً لقوله تعالى {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وقد لقي الخطاب وما تضمنه من مضامين سامية استندت إلى الرحمة أحد أهم مرتكزات ديننا الإسلامي الحنيف وهو ما استشعرته وبالذات أسر وعوائل المتورطين من الذين ضللوا وخرجوا عن النهج القويم، ولذا فقد سارعت هذه الأسر وكافة المواطنين الذين لهم معرفة بأي عنصر من تلك العناصر إلى المسارعة لتوضيح المعاني والمقاصد النبيلة التي هدف اليها أولو الأمر بإعطاء هذه الفئة التي انحرفت عن جادة الطريق فرصة أخيرة للعودة الصادقة والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية المرجع الذي يحتكم إليه كافة المسلمين.
ولقد كانت الاستجابة السريعة للمواطن صعبان بن محمد بن عبدالله الليلحي الشهري البداية الصحيحة للتائبين الذين سيجدون في أجهزة الدولة الصدر الحنون الذين يحتضن أبناءه حتى وان اخطأوا، ولقد ترجم هذا القول فعلاً، فالذي سلم نفسه بعد ساعات قليلة من الخطاب سُمح له بزيارة أهله والبقاء معهم لحين تحديد موعد التحقيق معه فيما نُسب اليه.
هذا التعامل الذي لم يسبق أن حصل في أي دولة لا يعكس النهج الأبوي الرحيم من قِبل الدولة تجاه أبنائها، بل يظهر المدى الكبير الذي تسير عليه أجهزة الدولة كمهلة أخيرة للذين يعودون للطريق السليم، ليكون بعدها التصرف الحازم والحاسم الذي لن يكون بعده عذراً لمن اعذر.
|