أبا خالدٍ عَوِفيْتَ رمزاً وقائداً
وسيفاً وعقلاً راسخاً مُتجدِّدا
وأنشودةً للفخر في كلِّ محفل
سَجَاياكَ زانتهِ نجوماً وفرْقدا
وعزماً وحزماً واتزاناً ورحمةً
وفهماَ وعلماً واعتداداً ممُجَّدا
لك الله من نجم تعَالتْ سماؤهُ
ومن رامَ رُقياناً إليها توقّداَ
فمن كَرَمٍ لا يسْبِرُ الدهرُ غورَه
أفضْتَ على الدُّنيا وأوْسَعْتَها يدا
تُجاوِزُ ما أنجزتَ في كلِّ ساعةٍ
وَترقَى ذُرى العلياءِ صرْحاً مُمرُدا
كأنَّك في المضمارِ ريَحٌ عِصْيفَةٌ
وفي صهوات الخيلِ سهمٌ مسدّدا
كأنَّ اللَيالي في يديْكَ رهينةٌ
تعلِّمها ما الأَمسُ، ما اليومُ، ما غدا
وتنظرُ فيما أضْمَرتْهُ شجُونُها
وما عَزَمتهُ إن دَجَا أو توردَا
سَيَحْترقُ الأشرارُفي حرّ نَارها
فقد جاوزوا حدّ الخلافِ المحدَّدا
بَغَوا وادّعوا زوراً ولم يتورعوا
وخاضوا ببحرٍ ما أحاطوهُ موقِدا
سيُغْرِقُهم في لُجّة من جَحِيمهِ
إذا صُعقوا في غمرةِ الطّيش بالردّى
أبا خالدٍ عُوْفيتَ من كل طارئٍ
وبُوركت يا سلطان عهداً وعاهدا
لقد غَمَرتْنَا في شفاكم سعادةٌ
تٌذيبُ رهيفاتِ القلوبِ تودُّدا
وأنت الذي علّمْتنا كلَّ طيِّبٍ
وكلَّ جميلٍ في هواكم تجسَّدا