* كتب الأخ ناصر الشهري، في عموده اليومي في صحيفة البلاد (مجالس)، تحت عنوان: (جربوا إدارة الفقراء)، فقال: المدير الناجح هو الذي يعيش على دخله من راتبه الذي يتقاضاه من المؤسسة التي يعمل فيها، سواء كانت المؤسسة حكومية أو أهلية، ذلك أنه يشعر بقيمة الراتب).
* يريد الأخ ناصر أن يقول إن الشباع الذين يشغلون وظائف في مؤسسات لاسيما في القطاع الخاص، لا يحسون بحاجة من معهم، لاسيما في موازين الحاجة والفقر، لأنهم لم يذوقوا الجوع، وأنا أذكر مثلا يقول: (الشبعان يفت للجيعان فتاً بطيئاً)، ذلك أنه لا يشعر بحاجته وبؤسه، وقليل أولئك الذين يحسون ويعطفون على المحتاج، إنهم أصحاب الحس، وهي نعمة من نعم الله على من ينالهم هذا الخير.!
* وبمناسبة حديث الأخ ناصر مدير التحرير، فإنني أجدد ما أردد، أن كل عمل ناجح وراءه إدارة ناجحة، وأن كل عمل فاشل وراءه إدارة فاشلة.. وأتألم مع غيري حين تردني رسالة شاكية باكية، من موظف أو موظفين، يشكون حالهم، غير أن قليلا الذين يحسون بهم، ليس منهم الذين يديرون المؤسسة البائسة، والممتد بؤسها إلى من فيها من التعساء، وعلى رأسها أغنياء وشبه أغنياء، لا يبالون لحال من معهم من العاملين، الذين ينتظرون مرتباتهم شهورا تصل الستة، وخلف هؤلاء البؤساء عوائل يحتاجون إلى نفقات، وإلى أجور مساكن وعلاج، ولعل الذي يرى من بعيد أن هؤلاء المساكين يشبهون ما قال أبو الطيب المتنبي، الذي يردد: (أنا الغني وأموالي المواعيد).
* ليس كل من يعمل في وظيفة غنياً أو عنده اكتفاء يغنيه عن الاستجداء، بل إن قطاعاً في أكثر من مؤسسة صحافية تجوز عليهم الصدقة، وهم يندرجون في عداد الذين ذكرهم الحق في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} إلخ.!
* ويردد الأخ ناصر في عموده قوله: (ياسادة: نحن في حاجة إلى إدارة الفقراء).. ولعلي أقول لهذا الصوت الشاكي: اطمئن، فإن الفقراء لن يصلوا إلى الإدارات، لأن الأغنياء أقوى، وأكبر كروشاً وعرض أكتاف على المزاحمة ودهس الفقراء بعجلات الشبح والروزرايس، فالحياة الدنيا للأغنياء وحدهم، وليس فيها مساحة للفقر والفقراء، وعليهم أن يعملوا لآخرتهم، فهي الأبقى، ثم إن في السماء رزقهم وما يوعدون.. وإلى الله ترجع الأمور.!
|