* الرياض - فارس القحطاني:
لقيت دعوة خادم الحرمين الشريفين للمتورطين بأعمال إرهابية أصداءً إيجابية واسعة من كافة شرائح المجتمع.
فقد وجدت هذه الدعوة التي منحت المطلوبين مهلة زمنية للتوبة والتراجع عن دوامة العنف بتسليم أنفسهم للسلطات السعودية تأييداً لهذه المبادرة ودعا العديد من هؤلاء استغلال هذه المهلة والاستفادة منها بالعودة الى الطريق المستقيم. وقد أكد عدد من المسؤولين ل(الجزيرة) على ان الكلمة جسدت إنسانية حزم وقوة في مواجهة العابثين بالأمن، فقد قال الدكتور بندر العيبان عضو مجلس الشورى: لا شك أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها سمو ولي العهد تأتي في سياق النهج الرحيم لحكومتنا الرشيدة تجاه ابنائها وهي تدل دلالة واضحة على اهتمام القيادة الرشيدة للأخذ على يد من غرر بهم من أبناء الوطن إلى أن يعوا خطورة توجهاتهم المنحرفة وان يعوا بأن ما يقومون به لا يصب في مصلحة الإسلام بل يصب لمصلحة اعداء بلادنا والأمة العربية والإسلامية.
مؤكداً أن هذه الفرصة التي منحها لهم ولاة الأمر -حفظهم الله- تأتي من منطلقات تطبيق شرع الله الذي تقوم عليه هذه البلاد فكراً وتطبيقاً.
فقد اعتمد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - على النصوص الشرعية لمنح هذا العفو وفي هذه الفترة خصوصاً في وقت تمر به هذه المنطقة في وقت مليء بالتحديات الجسام التي نرجو من الله تعالى ان يحفظ بلادنا وبلاد الإسلام من شرورها.
هذه الفرصة والعفو الذي يستمر لمدة شهر يمد من خلالها قادة هذه البلاد يد العطف على من يراجع نفسه ويعود ويتوب الى الله والعودة الى رشدهم وان يستجيبوا لهذه المكرمة ويستفيدوا منها للعودة لأهلهم ووطنهم أعضاء صالحين ونافعين يبنون لا يهدمون.
وفي الختام دعا الدكتور العيبان الله تعالى أن يهديهم ليعودوا عن غيهم وألا يعينوا الأعداء على أهلهم ووطنهم.
ومن جانبه يقول الدكتور عبدالواحد الحميد وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير: يأتي قرار الحكومة بإعطاء مهلة شهر للمطلوبين بتسليم أنفسهم بعد النجاحات الكبيرة التي حققها رجال الأمن في محاصرة عمليات الإرهاب وإلقاء القبض على العديد من المتورطين في هذه الأعمال وقتل بعض عناصرهم بما في ذلك العناصر القيادية. ويدل توقيت هذا القرار الذي جاء بعد العمليات الناجحة التي قام بها رجال الأمن على أن الحكومة جادة في اصلاح هؤلاء المطلوبين وذلك من منطلق الحرص على مواطني هذا البلد بما في ذلك اولئك الذين ضلوا الطريق ولكن توجد لديهم الرغبة في العودة الى الجادة السليمة. ولذلك فهذا القرار يعكس قوة السلطة، وثقتها بنفسها، بقدر ما يعكس حرصها على تقديم الفرصة لمن يريد العودة الى ممارسة حياته الطبيعية كمواطن صالح ومنتج ومتفاعل مع مجتمعه الذي ضاق ذرعاً بهذه الأعمال الإرهابية وأعلن عن تقززه منها ونفوره ممن يقومون بها.
ان المأمول هو ان يستفيد المطلوبون من هذه الفرصة، ويستمعون الى صوت العقل والحكمة، والى نداء آبائهم وأمهاتهم وذويهم، فيقومون بتسليم أنفسهم طائعين مختارين ويستفيدون من قرار الحكومة بدلاً من حياة التشرد والضياع والإرهاب التي ستنتهي بهم الى اسوأ نهاية. وهم عندما يستجيبون لهذه الفرصة فهم يخدمون أنفسهم وأهلهم ومجتمعهم، ويسهمون في بناء وطنهم. وقد ثبت من تجارب المجتمعات الأخرى، سواء العربية او الإسلامية او غيرهما، ان كل الذين تورطوا في مثل هذه الأعمال ندموا في النهاية على ما بدر منهم او انتهى بهم الامر الى حياة السجون او عقوبة الإعدام. ولذلك يجب على هؤلاء المطلوبين الاستفادة من مبادرة الحكومة وذلك بأسرع وقت قبل فوات الاوان. ونحن ندعو الله ان يتحقق ذلك، فيعود هؤلاء المواطنون الى احضان الوطن والاسرة والاقرباء والمحبين وينعمون بحياة سعيدة منتجة في دنياهم ويعملون ايضا لاخرتهم وفق النهج الإسلامي الصحيح.
|