من السهل جداً أن تنحاز..
وأن تتخذ لك أحد طريقين: ذات اليمين أو ذات الشمال..
فتكون في أقصى الخلف، وخارج حدود الخط البياني للحياة..
أو تكون قافزاً في الفضاء.. راكضاً.. نائيا عن واقعك ومجتمعك.. ريشة في فضاء تعبث بها الريح يميناً وشمالاً!!
** المعتدلون حقاً..
الذين يسيرون في منتصف الطريق.. يستطيعون المشي بخطوات واسعة، لكنها متزنة وقادرة على تحقيق شيء ذي قيمة، حتى ولو بعد حين..
هؤلاء مَنْ يحتاجهم الوطن تحديداً الآن..
لذا من السهل على الآخرين المنحازين لذات اليمين أو ذات الشمال أن يطلقوا كلمات من نوع متذبذب.. متناقض.. توفيقي.. متقلب.. وغيرها من الكلمات الجاهزة التي تفرّ من الألسن التي اعتادت التسرع والانحياز..
** الاعتدال والموضوعية.. أمر مجهد جداً لأصحابه.. ولمن يحاولون دائماً أن يكون هو سمتهم وسمة أطروحاتهم..
لا يفكرون بأنفسهم عادة.. ولذا هم في منطقة وسط من الضوء..
لأن الضوء يمر بهم سريعاً، وهو في رحلته المجنونة تجاه المنحازين لأحد الطريقين.. لكنهم الفئة التي تعمر بها الأوطان.. ويبقون في الذاكرة، ولو بعد حين..
** الموضوعية تحتّم عليهم التفكير بالوطن.. المساحة الأعم التي يعيشون فيها وينطلقون منها لتحقيق أحلامهم..
حين يتناولون الأفكار والقضايا.. لا يهمهم من يتبناها.. ومن يطرحها.. وما هي ملامح تفكيره ونواياه..
يهتمون بالفكرة وموضوعها من حيث جودتها ومناسبتها للصالح العام، ويتعاملون معها بتجرد تام.. يغيّبون فيها اسم طارحها، ويناقشونها على أنها فكرة وما مدى الاستفادة منها.. ليس لهم أجندة شخصية.. أجندتهم تبدأ وتنتهي بأحلام الوطن وأبنائه.
** كل الأصدقاء والصديقات..
القدامى والجدد..
أعْمِلُوا تفكيركم جيداً.. ناقشوا الأفكار التي طرحتها بموضوعية.. نحن جميعاً ملزمون بالثبات على الثابت من الدين.. أما ما عداه فنحن مطالبون بالتفكير فيه ومدى مناسبته لما نعيش فيه من عصر تحيطه الأزمات من كل جانب.. ومراجعته وتحديد ضوابطه، لا تعني اتهامه بعمومه..
** أرجو أن نسعى بكل إخلاص إلى تنقية أجوائنا من كل شائبة.. ونحن قبلُ وبعدُ مع الدين وأهله المخلصين الذين يعززون دائماً لدينا الشعور بقيمتهم ومكانتهم في مجتمعنا، ونحن أمام مسئولية وطن ومسئولية أمن.. فلا مجال للتراخي!!
** رائحة مطر..
تاه الحرف القديم..
تاه الحلم القديم..
فالنوافذ غادرتها العصافير
والصباح الجميل.. غادرته ابتسامة أمي..
** إهداء لكل الأصدقاء المعاتبين!
|