** الكل.. مبتهج بهذا العفو الملكي الأبوي.. لكل شخص مطلوب أمنياً.. أن يسلِّم نفسه ويصبح آمناً مطمئناً.. ويعود عضواً نافعاً صالحاً في المجتمع.. يسهم في تنمية ونماء بلده.. ويصبح عنصراً إيجابياً في مجتمعه.. وينسى الماضي بكل ما يحمل من مشاكل.
** هكذا عوَّدتنا قيادتنا الرشيدة.. نظرة حب ووفاء للمواطن.. نظرة كلها إنسانية صادقة تعكس حجم ما يجمع أبناء هذا الوطن من محبة ووشائج لا تتوفر لغيرنا.
** الفرصة اليوم.. متاحة لكل من أذنب وأخطأ في حق بلده ووطنه وأهله ومجتمعه.. أن يسارع ويسلِّم نفسه.. وسيحظى بهذا العفو الأبوي الكبير.
** إنَّ هذا المطلوب المطارَد.. يعيش في أسوأ عيش..
** يعيش وسط الجحور والظلمات..
** يعايش ضنك العيش في قلق دائم لا يهنأ له يوم ولا ساعة.. ولا مجلس ولا نوم.. ولا أكل ولا سفر ولا جلسة مع أهل.. ولا مع أقارب.. ولا مع زملاء.
** أموره كلها تعيسة.. وحياته كلها شقاء.. لا يدري متى يقع.. ولا يدري متى يصبح في القفص.. بل ربما زادت أموره تعاسة وسوءاً.. فيما لو ارتكب أو أضاف جُرماً آخر لجُرمه السابق.. وبالذات.. عندما يلطِّخ يديه بدماء الأبرياء.. أو يدمِّر منشآت بلده.. أو يسيء لآخر.. عندها.. لا عفو.. وعندها.. لن يستفيد من شيء.
** أما.. لو بادر وسارع وسلَّم نفسه.. فسيجد الأحضان الدافئة.. وسيجد من يستقبله بكل شفقة ومحبة.. وسيجد.. من يأخذ بيده.
** كل إنسان معرَّض للخطأ.. وكل إنسان قد يوسوس له إبليس ويسوِّل له الشيطان.. وقد يجرفه ويجرُّه إلى مشكلة أو خطأ معين.. أو يدخله في معمعة عصابة سوء.. وهو ليس منهم.. ولا يحمل فكرهم.. ولا يلتقي معهم.. لكنه بمماشاتهم صفَّ نفسه معهم.
** أقول.. كل شخص معرَّض للخطأ والتجاوز.. لكن العاقل الذكي.. والإنسان الصالح.. هو من يتوب ويثوب ويعود إلى رشده.. وبالذات.. عندما تُفتح أمامه فرصة ذهبية وكبرى.. كتلك الفرصة.
** صدقوني.. أنَّ أيّاً من المواطنين لم يكن مستغرباً هذه المكرمة.. بل الكل كان يتوقعها.. لأننا.. تعوَّدنا من حكومتنا الرشيدة.. المكرمات والعفو والشفقة والرأفة بالمواطن.. ومواجهة الإساءة بالإحسان.
** صدقوني.. لقد كنا نتوقع هذه المبادرة.. وهذه اللفتة الأبوية الحانية.. لأنّ هذا شأن حكومتنا.. وهذا دأب قيادتنا.. وهذا ما تعوَّدناه دوماً.
** إنّنا كمواطنين.. وكآباء.. نهيب بكلِّ من تورَّطوا.. أو - ورَّطوا أنفسهم في مشكلة أو قضية.. أو شبهة ثابتة أو غير ثابتة.. أن يسلِّموا أنفسهم.. ويسلِّموا أسلحتهم وما في أيديهم من أدوات تدمير وخراب.. فالوطن وطن الجميع.. والبيت.. بيت الجميع.. والدار.. دارنا كلنا.. والأهل.. أهلنا كلنا.. والقيادة.. قيادتنا كلنا.. وكلنا أبناء وطن واحد.
** صدقوني أيُّها الشباب المتورط في مشكلة أو قضية أو ملاحَق لأيِّ سبب.. أو مختبىء.. أو يعدُّ لكارثة.. والله لن ينفعكم من جرَّكم لهذه الجرائم.. بل جرَّكم للجرم وهو يتفرّج عليكم.. ويضحك عليكم.. فلا تكونوا ضحية للخبثاء والمجرمين.. ولا تكونوا أداة طيِّعة في أيدي الشاذين المنحرفين المجرمين.. البغاة الطغاة.
|