* حوار - ظافر الدوسري:
أوضح معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الاستاذ فهيد بن فهد الشريف ان الأبحاث التي يقوم بها مركز الأبحاث والتطوير التابعة للمؤسسة البالغة 315 بحثاً موجهة في الأساس لخدمة المحطات من تطوير لعملياتها وتقييم لموادها الكيمياوية والمعدنية مشيراً إلى أن تلك الابحاث بلغت تكلفتها 25 مليون ريال وتستهدف خفض تكاليف المياه المنتجة وزيادة الانتاج وتقليل توقفات المحطات.
وأفاد الاستاذ الشريف أن مركز الأبحاث والتطوير حقق انجازات محسوسة منذ افتتاحه يعد أبرزها الحصول على براءة اختراع عن اكتشاف اسلوب جديد للتحلية باستعمال اغشية الترشيح متناهية الدقة (النانو) موضحاً أن الاختراع المسجل عالمياً ساهم في زيادة الانتاج بنسبة 42%.
وكشف الأستاذ الشريف عن التوجه الحالي نحو الاستفادة من الهندسة العكسية في تصنيع قطع الغيار مفيداً أن المؤسسة دأبت على تشجيع القطاع الخاص لتصنيع قطع الغيار محلياً مما يوفر أموالاً طائلة من جراء هذه الخطوة.
الاستاذ الشريف خص (الجزيرة) بحوار مهم عرج خلاله على العديد من النقاط المهمة في مجال تقنية المياه المالحة والدور المهم الذي تقوم به المؤسسة في هذا المجال فإلى نص الحوار:
* كم بلغ عدد الأبحاث التي اجراها مركز الأبحاث والتطوير؟ وتقريباً كم تبلغ تكلفتها المادية؟ وما مدى مقارنتها بأسعار الدول الأخرى؟
- أنجز مركز الأبحاث والتطوير التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة منذ افتتاحه ثلاثمائة وخمسة عشر بحثاً وتم نشر مائة وخمسة وعشرين (125) بحثاً في مختلف العلوم المتعلقة بصناعة التحلية. ويتم دورياً نشر كتاب يتضمن تلك الأنشطة البحثية يتم توزيعه على مختصين في مجال تحلية المياه المالحة بالاضافة إلى المشاركة الفعالة من قبل منسوبي مركز الأبحاث والتطوير في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية بأوراق بحثية عن نتائج هذه الدراسات.
وبلغت التكاليف الاجمالية لهذه البحوث بحدود 25 ميلون ريال سعودي، والدراسات البحثية التي يقوم بها المركز موجهة في الأساس لخدمة محطات المؤسسة لتطوير عمليات التحلية الحالية وتقييم فني واقتصادي لمواد كيماوية ومعدنية وعمل دراسات للاستخدام الأمثل مما يؤدي إلى خفض تكاليف المياه المنتجة. أما مقارنة تكايلف هذه الأبحاث أو أسعارها مع دول أخرى فلا يمكن مقارنتها بشكل مطلق لاختلاف الأهداف وما يتوفر لكل دولة من امكانيات وان كنا نعتقد ان التكلفة في المؤسسة أقل نظراً لتوفر محطات تجريبية وتجارية تمكن الباحثين من اجراء هذه التجارب بأقل التكاليف.
* ماهي أهم أنواع البحوث التي قام بها المركز وكيف يمكن تفعيلها؟ وإلى أي درجة ساهمت هذه البحوث في تحقيق الأمن المائي بالمملكة؟
- تنقسم أبحاث المركز إلى ثلاثة مجالات هي:
- بحوث تطبيقية تهدف إلى تطوير تقنيات صناعة التحلية الحالية وحل مشاكل التشغيل، وذلك على اساس تطبيق ما وصلت إليه نتائج البحوث الاساسية والاستكشافية.
- بحوث تقييمية وتختص بالمشاريع البحثية المشتركة مع الشركات المحلية والدولية لاختبار كفاءة منتجاتها ومناسبتها للاستعمال في محطات المؤسسة.
- بحوث تشخيصية لتحري اسباب الخلل وإصلاحه وتختص هذه البحوث بمعالجة وتحليل الأسباب المؤدية إلى اخفاقات اجزاء من معدات التحلية وايجاد الحلول المناسبة لها.
- ويتكون مركز الأبحاث والتطوير بالجبيل من:
1-أقسام علمية هي:
- قسم التآكل والمعادن.
- قسم الكيمياء.
قسم الأحياء البحرية والبيئة.
2- أقسام هندسية هي:
- قسم الحرارايات.
- قسم التناضح العكسي.
- قسم المحطات التجريبية.
وتم تجهيز المركز بستة مختبرات فنية متكاملة هي:
أ - مختبر الكيمياء المتقدم.
ب - مختبر التحاليل الكيميائية.
ج - مختبر التآكل والمعادن.
د - مختبر البيئة والأحياء البحرية.
هـ - مختبر المحطات التجريبية.
و - معمل تشريح الأغشية.
إضافة ألى ست محطات تجريبية أحدها تعمل بطريقة التقطير الوميضي المتعدد المراحل بسعة 20 متراً مكعباً باليوم وأربع محطات بطريقة التناضح العكسي وآخرها محطة تجريبية متنقلة لاجل عمل الدراسات البحثية في مواقع المؤسسة المختلفة.
والبحوث التي تمت في المركز أسهمت نتائجها وبشكل كبير في زيادة انتاج المياه المحلاة وانخفاض تكاليف الانتاج وتقليل استخدام المواد الكيماوية واستخدام مواد معدنية مناسبة للبيئة المحلية وتقليل توقفات المحطات.
* ماهي أهم الإنجازات التي حققها المركز خلال الفترة الماضية؟
- لمركز الأبحاث والتطوير العديد من الانجازات المحسوسة منذ افتتاحه لعل من اهمها وابرزها حصول المركز على براءة اختراع عن اكتشاف اسلوب جديد لتحلية مياه البحر باستعمال أغشية الترشيح متناهية الدقة (النانو) مع الطرق التقليدية لتحلية مياه البحر قبل ضخها إلى وحدات التحلية التقليدية سواء العاملة بالطرق الحرارية او التناضح العكسي وقد سجلت براءة اختراع هذا الاكتشاف في الولايات المتحدة الأمريكية تحت رقم (us6.508.936) وتاريخ 12-1-2003م وتم تطيبق هذا الاكتشاف فعلياً على احد خطي الانتاج في محطة أملج بالساحل العربي عام 1999م ونتج عنه زيادة في الإنتاج من 91.8 متراً مكعباً بالساعة إلى 130 متراً مكعباً بالساعة بنسبة قدرها 42%، وقلت تكلفة المياه المنتجة من 14.6 ريالاً إلى 11.6 ريالاً للمتر المكعب.
ومن الناحية الاقتصادية فإنه بتكلفة حوالي 3.6% من رأسمال بناء محطة أملج تم الحصول على زيادة في الانتاج الكلي للمحطة بما يعادل 21%.
ويتم العمل حالياً على ادخال هذا الاكتشاف على عدد من المحطات القائمة والجديدة مثل حقل وضباء وخط الإنتاج الآخر بأملج، وعلاوة على ذلك فإن للمركز انجازات اخرى تمثلت في تخفيض معدلات حقن المواد الكيمياوية مانعة الترسب حتى وصل إلى 0.8 جزء من المليون عند التشغيل بدرجة حرارة منخفضة وإلى 8.1 جزء من المليون عند التشغيل بدرجة حرارة عالية وهذا ادى إلى وفر ملموس في تكاليف استخدام مواد مانعة ومراقبة الوضع البيئي بالمناطق المحاذية لمحطات التحلية، علاوة على استمرار الدراسات التحليلية للتأكد من جودة المياه المغذية والمنتجة وخلوها من الملوثات العضوية وغير العضوية.
ومن الجدير بالذكر ان المركز حصل على جائزة منظمة التحلية العالمية (IDA) لعام 1999م لأفضل ورقة بحثية مقدمة إلى مؤتمر المنظمة الذي عقد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م كما حصل المركز على جائزة المراعي للإبداع العلمي في عامها الأول 2001م فرع العمل الابداعي في المجال الهندسي وكذلك جائزة المراعي في عامها الثاني 2002م.
* ماهي الجهات التي يتم التعاون معها في المجال البحثي سواء محلياً أو دولياً؟ وماهي أهم الاتفاقيات في هذا المجال؟
- يقوم المركز بعمل تعاون بحثي مع العديد من الجهات المحلية والدولية من ذلك:
1- الاتفاقيات البحثية مع جهات خارجية وداخلية من منتجين وموردين بغرض التأكد من مناسبة منتجاتهم للاستخدام في محطات التحلية (مواد معدنية أو كيماوية أو أغشية).
2- اتفاقيات تعاون مع جهات دولية مثل:
أ - مكتب الاستصلاح الامريكي خلال الفترة (1993 - 2000) : في مجال الأبحاث المتعلقة بالتحلية بالتناضح العكسي كأساليب حفظ الأغشية ودراسات التحكم في التلوث والآبار الشاطئية.
ب - الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) خلال الفترة (1990 - 1995م) : في مجال تطوير كفاءة المبادلات الحرارية وإزالة القشور واختبار مواد كيميائية جديدة مانعة للترسبات وتلوث مياه البحر وتأثيرها على جودة المياه. ويجري حالياً مباحثات لتفعيل التعاون البحثي مع الوكالة اليابانية لاجراء عدد من الأبحاث المشتركة.
3- التعاون البحثي مع الجهات البحثية في المملكة.
تعاون بحثي مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعودية ومركز أبحاث الثروة السمكية وغيرها من القطاعات الحكومية الاخرى.
* كيف يمكن الاستفادة من مبنى المركز بالشكل الملائم؟ وهل هناك خطة مستقبلية لتطويره واعادة بناء لأهدافه والتطلعات المرجوة منه؟
- يشترك مركز الأبحاث والتطوير بجميع خدماته مع مركز التدريب في مبنى واحد متكامل وتبلغ المساحة الكلية لمبنى المركز بشقيه الأبحاث والتدريب حوالي 35000 متر مربع، اضافة إلى وجود مبنى تابع للمركز مخصص للمحطات التجريبية وهناك توجه حالياً نحو بناء مكاتب ومختبرات اضافية لتواكب التوسع الذي يشهده المركز من اجل استيعاب تخصصات جديدة تلبي سعي المؤسسة الدائم إلى تطوير كل قطاعاتها بما يتلاءم مع الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية بعيدة المدى التي شاركت بها المؤسسة في كل مراحلها.
* لتوطين التقنية فإن العملية البحثية والمنتج البحثي يحتاج إلى تفعيل إلى مصنعين.. فهل هناك خطط للتصنيع في المملكة ونحن من أكثر الدول حاجة للمياه بواسطة التحلية وإلا ستبقى الابحاث رهينة الادراج ويبقى الوطن مهدداً بنقص المياه لأي عارض مع الدول المصنعة لتقنيات التحلية؟
- قطعت المؤسسة شوطاً كبيراً في مجال حث القطاع الخاص على تصنيع قطع غيار محطات التحلية التي تم عمل حصر مبدئي لها وفرز ما يمكن تصنيعه محلياً وتم بالفعل تصنيع قطع غيار داخل المملكة وتوفير مبالغ طائلة من جراء هذه الخطوات وقد دعت المؤسسة القطاع الخاص المحلي المعني بالتصنيع الى ملتقى تصنيع قطع غيار التحلية الذي عقد في نهاية شهر ذي الحجة 1424هـ ودعيت إلى هذا الملتقى الجهات المعنية في المملكة وهناك توجه حالي نحو الاستفادة من الهندسة العكسية في تصنيع قطع الغيار.
* سمعنا عن تحويل مركز الأبحاث والتطوير بالجبيل إلى مركز اقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي وتم دعمه بقرارات مجلس التعاون الاخيرة فما هي تطورات ومستجدات هذا الموضوع المهم؟
- فكرة تحويل مركز الابحاث والتطوير بالجبيل إلى مركز اقليمي جاءت بناء على توجيهات اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون (المجلس الأعلى) في اجتماع القمة التشاورية بمسقط 2000م بأن تولي الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً أكبر بموضوع المياه في دول المجلس واعتبار التحلية خياراً أساسياً لدول المجلس. وللإمكانيات المتوفرة في المركز التي لا يوجد لها نظير في المنطقة فقد اوصت اللجان الفنية المشكلة في الأمانة العامة لدول المجلس بتبني المركز كمركز اقليمي لدول مجلس التعاون، واعتمد اصحاب المعالي وزراء المياه الغايات والأهداف الخاصة بالمركز المقترحة من اللجنة الفنية ولا يزال الموضوع في محل الدراسة المتعمقة والمستفيضة لوضع الآلية المناسبة لتحقيق ذلك.
* يقال ان أزمة المؤسسة ادارية بالدرجة الاولى فإن كنت معي في ذلك فهل هناك مبادرة لتطوير اداري ناجح او على الاقل تقليد الناجحين إدارياً في باقي القطاعات الأخرى او الشركات الناجحة؟
- تقوم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأداء المهام الموكلة لها على أكمل وجه وأهمها تعضيد المصادر الطبيعية للمياه في المملكة. حيث تقوم المؤسسة بتشغيل وصيانة (30) محطة لتحلية المياه المالحة تصدر قرابة (2.9) ميلون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً اضافة إلى أكثر من (3400) ميجاواط من الطاقة الكهربائية كما تقوم بتشغيل (12) خطاً لنقل المياه المنتجة إلى المناطق التي تغذيها هذه المحطات بما يتبعها من محطات ضخ وخزانات تجميع وتوزيع ومنشآت مساندة اخرى.
أما جانب التطوير في المؤسسة فهو مستمر حيث تحرص المؤسسة على الأخذ بكل الوسائل واسلياسات الادارية التي تحقق لها مزيداً من المرونة والارتقاء بأدائها وكان آخرها تدشين المرحلة الاولى من مشروع تطوير انظمة المؤسسة واعادة هيكلة الاجراءات ERP الذي دشن مرحلته الاولى معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس ادارة المؤسسة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين في 27-2-1425هـ وبدون شك ان هذا المشروع يعد نقلة نوعية في سبيل تطوير العمل واستخدام التقنية الحديثة في ميكنة اجراءات العمل في المؤسسة اضافة إلى ان العمل جارٍ في دراسة اعادة تنظيم المؤسسة لتتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية والعملية مستمرة. كما نعمل على تطبيق برامج الجودة الشاملة وقياس كفاءة الانتاج والأداء للمحطات من خلال الاساليب العلمية المتطورة التي تستخدم في المنشآت الصناعية والانتاجية.
* الباحثون في المركز يعانون من البيروقراطية والروتين الذي يقتل الأفكار والابداع فهل سيعامل المركز باستثنائية عن نظام التشغيل والصيانة واعادة صياغة اهداف المؤسسة إلى تشغيل وصيانة وبحث وتطوير عمليات التحلية؟
- تم توفير الوسائل الممكنة للباحثين بمركز الأبحاث والتطوير بالجبيل لعمل الدراسات البحثية بالصورة المثلى وتوفير التجهيزات الأساسية اللازمة والمشاركة في المؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية بنتائج هذه الدراسات وكما سلف ذكره فإن تطوير الانظمة احدى المهام التي تعمل المؤسسة على تطبيقها وهناك الكثير من الافكار التي سترى النور قريباً بإذن الله وفيما يخص اهداف تتعلق بالخصخصة والتصنيع تمت اضافة هدف جديد لاهداف المؤسسة يعنى بتوطين تقنية تحلية المياه المالحة وذلك ليتماشى مع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية التي تعدها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة التخطيط والاقتصاد بمشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص خاصة وان المملكة رائدة في صناعة تحلية المياه المالحة ولا يعقل ان تكون كذلك ولا يوجد هدف لتوطين التقنية وتطويرها.
* هل لكم ان تحدثونا عن الاستفادة التي حققتها محطات المؤسسة من بحوث المركز من تحسين آلية العمل وكفاءته وغيره؟ وهل ترون المركز بوضعه الحالي قادر على مواجهة التحديات القادمة من ناحية تقييم ومتابعة اداء المحطات العاملة حالياً؟
- إن مركز الابحاث والتطوير بالجبيل يضطلع بدور مهم في تقديم الدعم والمساندة الفنية اللازمتين لتحسين ومتابعة اداء محطات المؤسسة المختلفة بنوعيها الحرارية والتناضح العكسي وكذلك وحدات انتاج الطاقة الكهربائية اضافة إلى تطوير تقنيات تحلية المياه عبر تحسين الكفاءة التشغيلية لمحطات التحلية ودراسة وتقييم الطرق الحديثة في هذا المجال والتوصية بتطبيقها على المستوى التجاري عند نجاحها على مستوى المحطات التجريبية مما يؤدي بالتالي الى خفض تكاليف انتاج المياه المحلاة وزيادة معدلات انتاجها، مع الحرص المستمر على المحافظة على البيئة الى جانب اكتشاف طرق تحلية بناءة ومبتكرة وذات تكلفة ابتدائية منخفضة ومن الأبحاث التي يقوم بها المركز في هذا الصدد تلك التجارب المتعلقة بتفعيل الاستفادة من تطبيقات الاغشية الدقيقة جداً (النانو) واستخدام ذلك مع التقنيات الحرارية كالتقطير الوميضي المتعدد المراحل او المتعدد التأثير.
اضافة إلى البحوث المتعلقة بخفض معدلات حقن المواد الكيمياوية المستخدمة كمانع الترسب وتقليل تآكل سبائك ومعادن تصنيع المقطرات والاجزاء التابعة لها واجراء الدراسات الفنية الاقتصادية في دمج طرق التحلية دمجاً كاملاً وايجاد اغشية تناضح عكسي لديها القدرة على العمل عند درجات حرارة وضغوط عالية ومقاومة لمختلف عوامل التلوث.
ومما لاشك فيه ان مركز الابحاث والتطوير بالجبيل يتطلع دوماً لتقديم مزيد من البحوث المتميزة سعيا نحو الاستخدام الأمثل لتقنيات تحلية مياه البحر المالحة وحرصاً نحو تحقيق الأمن المائي الذي يعد أحد أهم الأسس التي تضمنتها السياسة الوطنية للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية في تبني اتجاهات رئيسية للبحث العلمي والتطوير التقني لتلبية متطلبات الأمن الوطني الشامل والتنمية المستدامة.
* إلى أي درجة حقق المركز مكانة محلياً ودولياً؟
- يعتبر مركز الأبحاث والتطوير بالجبيل أول مركز علمي من نوعه ينشأ في منطقة الخليج العربي، ويقع المركز بجانب أكبر محطة عاملة في العالم (محطات التحلية والقوى الكهربائية بالجيبل) على الساحل الشرقي للمملكة.
وقد حقق المركز العديد من الانجازات المحسوسة حصل على براءة اختراع وجوائز محلية وعالمية اضافة إلى تقدير وثناء ولاة الأمر حفظهم الله على انجازات المركز كما ان اختيار المركز ليكون مركزاً اقليمياً لدول مجلس التعاون دلالة أيضاً على ما يتمتع به المركز من إمكانيات بشرية وتجيهيزية وخبرات متطورة.
* القطاع الخاص جزء من التكوين الاقتصادي وجزء أساسي في بناء أي دولة كيف ترون مساهمة القطاع الخاص في مجال البحوث العلمية وتبنيه لها؟
- مشاركة القطاع الخاص في مجال تبني البحوث العلمية مقبولة وهناك العديد من المؤتمرات والملتقيات العلمية التي عقدت بشأن توعية القطاع الخاص بالبحث العلمي او تبنيه للانتاج العلمي الممكن تسويقه ويمكن ان يعود بفوائد اقتصادية على القطاع الخاص، وتتضمن الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية بعيدة المدى تفعيل مشاركة القطاع الخاص في مجال البحوث العلمية وتبنيه لها.
* ماذا عن اهتمام المؤسسة بالندوات والمؤتمرات التي تهتم بالبحث العلمي ومشاركة الكادر البحثي فيها؟
- أولت المؤسسة عناية فائقة بالمؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية التي تعني بصناعة التحلية حيث يتم مشاركة منسوبي المؤسسة المختصين في هذه المؤتمرات اضافة إلى المشاركة بأوراق بحثية من نتائج الدراسات البحثية التي يقوم بها المركز وقد حصلت بعض الاوراق المقدمة من المؤسسة على جوائز تقديرية من تلك المؤتمرات والمؤسسة قامت بعقد عدد من الندوات واللقاءات الفنية في مختلف المجالات التي تهم مجال عملها ودعي لها العديد من الجهات الحكومية والخاصة.
* كلمة أخيرة؟
- لاشك ان مركز الأبحاث والتطوير بالجبيل يؤدي الدور المناط به لتطوير تقنيات التحلية الحالية (الحرارية والاغشية) بتحسين كفاءتها للوصول إلى خفض تكاليف المياه المنتجة وتحسين ظروف التشغيل والصيانة في المحطات، والامل بالله ان يتم تعزيز مركز الابحاث والتطوير بالامكانيات والكفاءات الاضافية لتحقيق المزيد من الانجازات والرقي بهذه الصناعة المهمة لمستقبل المملكة.
ان الاهتمام الذي اولته المؤسسة للبحث العلمي بانشائها لمركز الابحاث والتطوير بالجبيل وغدت نتائج الابحاث التي قام بها المركز تمثل اثراء حقيقياً لصناعة التحلية وتطويرها على مستوى العالم وابرزت جهود المؤسسة من خلال نشر الاوراق البحثية المتميزة في المحافل الدولية وان ما وصلت اليه المؤسسة ممثلة بمركزها البحثي من إنجازات ما كانت لتتأتى لولا الدعم المستمر من ولاة الأمر حفظهم الله والاهتمام والمتابعة من اصحاب المعالي والمحافظين الذين سبقوني والذين أولوا المركز وجميع نشاطات المؤسسة عنايتهم حتى وصلت المؤسسة إلى ما وصلت إليه من مكانة متميزة فنياً وإدارياً وعلمياً.
|