Saturday 26th June,200411594العددالسبت 8 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

تداعيات الإفراج عنهم تعكس انقسامات في إيران تداعيات الإفراج عنهم تعكس انقسامات في إيران
الجنود البريطانيون:الإيرانيون عاملونا بشكل جيد وبكل احترام

* الكويت - (اف ب):
اعلن متحدث باسم القوات البريطانية ان الجنود البريطانيين الثمانية الذين اطلق الجيش الإيراني سراحهم مساء الخميس بعد ان اعتقلهم في المياه الاقليمية الإيرانية، وصلوا إلى الكويت امس الجمعة بعد توقف قصير في دبي.
واوضح الكابتن هشام حلاوي (لقد وصلوا على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الاماراتية الساعة 6.00 ت غ قادمين من دبي وتم نقلهم مباشرة إلى طائرة عسكرية في قاعدة عبدالله المبارك القريبة من المطار).
ولدى نزولهم من الطائرة كان في استقبالهم عدد من المسؤولين العسكريين البريطانيين، وقد منع الصحافيون من التكلم إليهم وتصويرهم الا ان الكابتن حلاوي قال انهم (بحالة جيدة) مضيفا انه لم يتم (استجوابهم).
وكان احد جنود مشاة البحرية قال في تصريح (لقد عوملنا بشكل جيد وبكل احترام).
وكان البريطانيون الثمانية قد اعتقلوا في المياه الاقليمية الإيرانية يوم الاثنين وبعد اطلاق سراحهم الخميس تم نقلهم إلى السفارة البريطانية.
وفي لندن اعلن ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الجنود البريطانيين الثمانية (سيعودون على الأرجح إلى قاعدتهم في العراق).
وقال الناطق في مؤتمر صحافي (اعتقد انهم سيعودون على الارجح إلى قاعدتهم في العراق)، لكنه اوضح ان القرار النهائي حول هذه النقطة سيعود لوزارة الدفاع البريطانية.
وفي الوقت الذي عرضت فيه شاشات التلفزيون الإيراني لقطات لثمانية من افراد البحرية البريطانية وهم معصوبو الأعين ويدفعون للسير عبر منطقة صحراوية في جنوب إيران خلال محنة اعتقالهم احدث مسؤولون في طهران ضجة لطمأنة الناس واصدروا بيانات متضاربة عن دنو الإفراج عنهم.
وتباينت بدرجة كبيرة الإشارات التي انطلقت من إيران في اعقاب اعتقال الجنود البريطانيين وهو الامر الذي يعكس انقسامات عميقة على الساحة السياسية في إيران.
وينظر إلى احتجاز البريطانيين ثلاثة ليال باعتباره نصرا على الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي وجهوده لدعم علاقات بلاده الدولية وهو نصر حققه محافظون في إيران ممن يتمترسون داخل الهيئة القضائية وفي صفوف القوات المسلحة والهيئة التشريعية.
واحتجز رجال الحرس الثوري الإيراني البحارة يوم الاثنين الماضي في اقليم خوزستان في جنوب غرب إيران في منطقة شط العرب وهو ممر مائي على امتداد الحدود الإيرانية العراقية.
وأفرج عن البحارة مساء الخميس بعد ساعات من المفاوضات المضنية مع مسؤولين بريطانيين.
وقال محلل طلب عدم نشر اسمه (كان الاعتقال رسالة واضحة إلى الغرب بأن المتشددين يتحدون سياسة إيران الرسمية الخاصة بالوفاق).
وكانت وسائل الاعلام الرسمية التي يسيطر عليها المتشددون هي التي بثت اللقطات الخاصة بالبحارة المعصوبي الاعين وقالت انهم يحملون اسلحة متطورة وخرائط وانهم سيحاكمون.
في الوقت ذاته سعى مسؤولون في طهران منهم وزير الخارجية كمال خرازي إلى طمأنة بريطانيا إلى انه سيتم الافراج عن افراد المجموعة اذا اتضح للمحققين سلامة نواياهم.وقال حلفاء خاتمي والمقربون منه ان المحافظين حاولوا استغلال هذه القضية لاستعراض مدى سطوتهم.
وقال محمد رضا خاتمي الشقيق الأصغر للرئيس الإيراني والنائب البرلماني السابق لرويترز (هؤلاء الذين يسعون إلى خلق التوتر استغلوا عملية الاعتقال لإظهار نفوذهم).
تجيء هذه الاحداث في وقت تمر فيه العلاقات البريطانية مع إيران بأزمة بشأن الانتقادات التي وجهتها لندن إلى طهران بعدم تعاون الجمهورية الإسلامية مع مفتشي الأسلحة، الا انه على خلاف ما تفعله الولايات المتحدة انتهجت لندن خلال السنوات الاخيرة سياسة تهدف إلى خطب ود إيران.
وقال خاتمي (لن يترك صناع سياستنا الفرصة كي يستغل هذا الامر كذريعة نحو الزج بإيران إلى العزلة).الا ان المحللين يقولون ان اعتقال البحارة البريطانيين قد يكون الغرض منه هو ان يظهر الإيرانيون للغرب عموما وواشنطن على الأخص مدى قوتهم فيما تتهم الولايات المتحدة إيران بمساندة الارهاب ووضع برامج لإنتاج اسلحة نووية وتصعيد التوتر في العراق.
وقال نائب اصلاحي سابق (اعتقد ان مثل هذه الاحداث...توضح ان الضغوط الدولية ومدى حساسية إيران لها قد ارتفع كلاهما).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved